في الرابع عشر من هذا الشهر "أغسطس" تمر علينا الذكرى الأربعون لإعلان البحرين دولة عربية مستقلة ذات سيادة، وهو اليوم الذي حمل معه صدور القرار التاريخي من قبل الأمم المتحدة الذي جسد الإرادة الحقيقية لشعب البحرين وتوج نضالاته وتطلعاته نحو الحرية والتقدم، حيث وقف شعب البحرين بكل أطيافه ومكوناته الاجتماعية والسياسية وقفة واحده دفاعاً عن هويته الوطنية والقومية ، وإصراره على عروبة بلده وعلى استقلاله وسيادته، مسقطاً بهذه الوقفة التاريخية والى الأبد كل الأوهام والأطماع للقوي والدول الطامعة خاصة الإمبراطوريتين البريطانية والإيرانية. ومؤكداً في ذات الوقت على الحقيقة الراسخة التي لم تكن بحاجه إلى شواهد أو إثباتات حول عروبة البحرين أرضاً وشعباً وانتماءاً منذ القدم.
تمر علينا هذه الذكرى، والبحرين تجتاز مرحلة هامة وجديدة من تاريخها الوطني والقومي وتزامنها مع اقتراب الاستحقاق الديمقراطي حيث يستعد شعبنا لخوض تجربته الثالثة للانتخابات البرلمانية في أكتوبر 2010م القادم، الأمر الذي يؤكد حاجة وطننا اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى المضي قدماً في تعميق نهج الإصلاح السياسي والديمقراطي في البلاد، والتمسك بكل الثوابت والقواعد التي بشر بها ميثاق العمل الوطني والتي من أجلها قدم هذا الشعب دعمه مساندته للمشروع الإصلاحي في البلاد لمواجهة كل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها الوطن وباتت اليوم وللأسف تطال الكثير من جوانب حياة ومستقبل هذا الوطن وأجياله، وصارت تعوق تطوره بفعل العديد من المشكلات السكانية والتعليمية والصحية، الأمر الذي يستدعي إيجاد حلول شمولية لكل هذه الأزمات، من هنا نحن نتطلع في هذه الذكري ومع تأكيد مشاركتنا في العملية الانتخابية القادمة، إلى وجود "برلمان" حقيقي يعكس إرادة ورغبة شعبنا في رؤية مؤسسة وطنية ديمقراطية تحمل همومه وتطلعاته في الحرية والتقدم والحياة الكريمة، وتتمتع بسلطات دستورية وتشريعية ورقابية حقيقية خاصة بعد الحصيلة المخيبة للآمال في التجربتين السابقتين للانتخابات البرلمانية.
ومن دون شك انه من أهم القضايا التي تحتاج وقفة جادة ومسئولة مع أطلال هذه الذكرى، هي قضية الوحدة الوطنية لشعبنا وترسيخ قيم ومبادئ هذه الوحدة على ارض الواقع، ويأتي دور قوي التيار الوطني الديمقراطي وإشهار هذا التيار على رأس أولويات الأهداف الوطنية في المرحلة الراهنة استجابة لتطلعات وتضحيات شعب البحرين وحقه في التوحد والتقدم، خاصة مع تفاقم مخاطر الاصطفاف الطائفي والمذهبي الذي يعصف بوحدة الوطن ويهدد مستقبله السياسي وأمنه واستقراره الاجتماعيين الأمر الذي يفرض علينا كقوي وسياسة ومنظمات اجتماعية وشخصيات وطنية مزيداً من التلاحم الوطني وتصليب مواقفنا السياسية المبدئية والمشروعة تجاه كل القضايا والملفات بعيداً عن أشكال التخندق الطائفي أو التعصيب الفئوي.
كما أننا مطالبون برص صفوفنا في وجه كل التحديات والمخاطر الإقليمية والدولية التي تواجه منطقتنا العربية، والعمل بكل السبل لصد كل موجاتها وارتداداتها السلبية خاصة في ظل المد الطائفي والإرهابي والتراجع الملحوظ للدور العربي في القضايا القومية مع تزايد الضغوط والاختراق من قبل بعض الدول والقوي الإقليمية للمجالات السياسية والأمنية في أقطارنا العربية مثل فلسطين والعراق ولبنان وغيرها من الأقطار العربية
أننا في هذه الذكري العزيزة نقف مع أبناء البحرين بكل اعتزاز وشموخ في إحياء هذه الذكري واستحضار نضالات وبطولات أولئك الرجال الدين قدموا التضحيات من أجل استقلال وحرية الوطن والدفاع عن عروبته وسيادته.
فألف تحية لكل هؤلاء المناضلين والمجد والخلود لشهداء البحرين والأمة العربية.
التجمع القومي الديمقراطي
14 أغسطس 2010م