في مثل هذا اليوم قبل ثمانية وخمسين عاماً شهدت أرض فلسطين أبشع مجزرة عرفها التاريخ الإنساني في العصر الحديث وتعرض فيها شعبنا العربي هناك إلى أكبر مأساة لا زالت فصولها وتداعياتها المؤلمة والدامية تتواصل حتى يومنا هذا،عندما قامت العصابات الصهيونية المدعومة من قبل قوى الاستعمار والامبريالية بتنفيذ مشروعها الاستعماري على أرض فلسطين العربي بطرد وتشريد شعبها في بقاع الدنيا وإحلال المهاجرين الصهاينة في المدن والقرى الفلسطينية التي تعرض أهلها للطرد والإقلاع. تمر علينا هذه الذكرى الفاجعة في ظل الظروف العربية الراهنة التي تتسم بالعجز والخضوع وضعف النظام العربي الرسمي الذي يذكرنا بحال الخذلان والفساد اللذين هيأ للنكبة أسبابها، وهي ذات الأوضاع المسئولة اليوم عن ما تمر به القضية الفلسطينية في محاولات للتهميش والحصار وكذلك أستهداف كل القوى الوطنية والقومية ومصادرة حقها في الدفاع عن حريتها وكرامتها وحقها في المقاومة والتحرير لأرضها من الغزاة المحتلين.
وأمام تراجع الحكومات والأنظمة العربية عن تنفيذ التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني وتواطؤ البعض الآخر منها مع الولايات المتحدة وقوى الاحتلال في ممارسة الضغوط وفرض جريمة الحصار والتجويع عليه عقاباً له على قراره الوطني في اختيار حكومته وقيادته الوطنية، والدفع به للاستسلام للمشيئة الأمريكية الصهيونية ومشاريعها وأهدافها الاستعمارية، أمام هذه الأوضاع القاسية التي يعيشها الشعب العربي في فلسطين ليس أمام جماهير أمتنا العربية ومنها شعب البحرين وكافة قواه الوطنية والسياسية سوى التمسك بالثوابت الوطنية القومية وتقديم الدعم إلى هذا الشعب المناضل والمجاهد وإلى قيادته الشرعية ورفض كل محاولات التفريط بالقضية الفلسطينية والخضوع للابتزاز الأمريكي الصهيوني أو التعامل مع الغزاة وأعوانهم في الأراضي العربية المحتلة.
وواجبنا الوطني والقومي يفرض علينا في هذه الذكرى التصدي للمخططات الأمريكية الصهيونية التي تسعى هذه القوى المعادية إلى فرضها علينا في الوقت الذي تطلق فيه يد الصهاينة للامعان في سفك الدم الفلسطيني حيث يصل العدوان الصهيوني الإرهابي إلى ذروة وحشيته ودمويته، وتبلغ عنجهية الإدارة الأمريكية المتصهينة ذروة غطرستها في التهديد والعدوان وممارسة أخطر أشكال الإرهاب العسكري والسياسي والفكري تحت مزاعم وشعارات كاذبة بمكافحة الإرهاب. لقد أثبتت تجارب أمتنا في صراعها مع أعداءها أن تهج المقاومة والكفاح هو السبيل الوحيد القادر على بلوغ حقوقنا المشروعة ومواجهة كل السياسات والأملاءات الأمريكية الصهيونية، كما أن التجارب تؤكد أن قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية بأسرها، مما يوجب علينا في هذه الذكرى ضرورة التفاعل مع هذه القضية القومية ونصرة شعبها وتعزيز الصلات النضالية معه من أجل كسر إرادة المعتدين الظالمين وإفشال كل مشاريعهم الاستعمارية العنصرية وإسقاط قلاعهم سواء في فلسطين أو العراق دفاعاً عن وجودنا وامننا الوطني والقومي.
عاشت فلسطين حرة عربية
المجد والخلود لشهداء فلسطين والأمة العربية
النصر للمقاومة في فلسطين والعراق