التجمع القومي يدعو لاستنهاض طاقات الأمة في مواجهة الغطرسة الصهيونية الاستعمارية
في مثل هذه الأيام قبل واحد وسبعين عاماً شرعت القوى الاستعمارية في تنفيذ جريمتها الكبرى على أرض فلسطين، حين قدّمت الضوء الأخضر للعصابات الصهيونية للمضي في تنفيذ مشروعها الإجرامي باغتصاب الأرض الفلسطينية من أهلها، وتشريده إلى بقاع الدنيا وإحلال المهاجرين الصهاينة في المدن والقرى الفلسطينية، ناهيك عما ارتكبته هذه العصابات من مجازر وسفك للدماء ضد الفلسطينيين، وسط عجز وخذلان الأنظمة العربية وتواطؤ البعض الآخر منها، مما هيأ للنكبة أسبابها، وأتاح للمشروع الصهيوني التمدد والتغول، حيث أمعن في احتلال أراض عربية أخرى غير فلسطين وضمها إلى دولة الاحتلال.
تحل علينا هذه الذكرى الأليمة والوطن العربي يجتاز أوضاعاً خطيرة غير مسبوقة. فمنذ احتلال العراق الشقيق وإنهاء دوره الوطني والقومي، تواصل القوى الإقليمية والدولية تكالبها على أقطار الأمة في فلسطين والعراق وسورية وليبيا واليمن بهدف تكريس هيمنتها ومصالحها الاستعمارية، وهي أوضاع جعلت من أقطار الوطن العربي في حالة من التفكك والضعف والتخلي عن مسئولياتها القومية بل تهافت البعض منها على خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني، مما شجع هذا الكيان ومن خلفه الولايات المتحدة على تسريع خطوات تصفية القضية الفلسطينية، بل الشعب الفلسطيني بأكمله، الذي بات يواجه منفرداً كل الضغوط والمحاولات الأمريكية والصهيونية في فرض وقائع ومستجدات على الأرض بقوة السلاح والاحتلال والعدوان المتكرر على غزة والاستيطان وتهويد القدس وجعلها عاصمة للدولة "العبرية" الصهيونية، وطمس مسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.
ويتزامن معا ذلك تسريع خطوات ما يسمى بصفقة القرن التي تروج لها الإدارة الأمريكية والتي تضع الشعب الفلسطيني تحت وصايا الكيان الصهيوني وتكرس المستوطنات الصهيونية وتعمل عل إنهاء حق العودة وحق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
لقد جاء رد شعبنا العربي في فلسطين قويا وباسلا تمثل في التصدي البطولي للعدوان على غزة، والخروج في مسيرات العودة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ أشهر، حيث سقط المئات من الشهداء والضحايا، مجسدا بذلك أصدق معاني العزة والكرامة ولتؤكد إصرار الشعب الفلسطيني البطل على التمسك بأرضة والدفاع عن مقدساته ومسترخصاً الأرواح في سبيل هذه الأهداف النبيلة.
إن التجمع القومي إذ يجدد استنكاره للعدوان الصهيوني على غزة، وإجراءاته القمعية في كافة الأراضي الفلسطينية، كذلك رفضه وإدانته لكافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، ورفضه واستنكاره للصمت الرسمي العربي والتواطؤ الغربي الأمريكي مع جرائم الكيان الصهيوني، فأنه يجدد دعواته لفصائل المقاومة الفلسطينية بنبذ الخلافات والصراعات والتوحد تحت برنامج كفاحي يرفض أشكال الحلول الاستسلامية، ويفتح الباب أمام الكفاح الطويل الأمد من اجل تحرير كامل التراب الفلسطيني.
كما يجدد التجمع القومي دعواته لجماهير الأمة العربية وقواها الوطنية والقومية التقدمية إلى إطلاق أوسع حراك شعبي وسياسي بغية استنهاض طاقات الأمة في دعم مقاومة شعبنا العربي في فلسطين، وفي ودعم كل المقاومات العربية ضد كل من يهدد الأمن القومي العربي على امتداد الساحات العربية.
عاشت فلسطين حرة عربية
المجد والخلود لشهداء فلسطين
التجمع القومي
المنامة في 15 مايو 2019