تمر على أمتنا العربية اليوم الذكرى السادسة لبدء العدوان الأمريكي والصهيوني الغاشم على القطر العراقي الشقيق والذي أقدم عليه المعتدون تحت سيل من الأكاذيب والدعاوي الزائفة من قبيل امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ومزاعم وجود علاقة تعاون مع تنظيم القاعدة وهي جميعها كشفت للعالم مع أول يوم للعدوان، وتوالت بعد ذلك اعترافات قادة الاحتلال أنفسهم وأجهزة مخابراتهم التي أكدت زيف كل تلك الادعاءات.
ومع الشروع في عدوانهم قام المعتدون المجرمون بأبشع الجرائم بحق العراق وشعبه عندما أقدموا على إسقاط نظامه الوطني والقومي وتدمير كيان الدولة فيه وقتل وتشريد الآلاف من العراقيين الأبرياء ونهب ثرواته الوطنية، مستخدمين لتحقيق أهدافهم الإجرامية كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، ناشرين الموت والدمار في كل مدن العراق بعد أن حصلوا على مشاركة فعلية وأساسية في العدوان من قبل النظام الإيراني وكذلك تواطؤ بعض الأنظمة العربية التي انطلقت منها الطائرات المعتدية والصواريخ من قواعدهم الجوية والأرضية. وفي مثل هذه الأيام مع بدأ العدوان خاض الشعب العراقي ممثلاً في جيش العراق الباسل وفصائل المقاومة الشعبية خاضوا معارك بطولية ضد هؤلاء المعتدون المجرمين وقدموا في سبيل الدفاع عن أرضهم وشرفهم الكثير من الشهداء الأخيار والآلاف من الضحايا.
واليوم تكشف الأحداث وتؤكد الوقائع عظمة شعب العراق الصابر المجاهد…. وكيف هو يقاتل وصدره عامر بالأيمان وكيف يصمد وينتصر في وجه القوة الغاشمة على امتداد أرض العراق الطهور.
وقد جاءت كل التطورات في العراق خلال هذه الأعوام المنصرمة من عمر الاحتلال لتؤكد أن استهداف العراق ووحدته وعروبته هو استهداف للأمة العربية جميعها. وأن الغزاة كانوا يخططون للاحتلال العراق في 9/3/2003 ليكون قاعدة انطلاق الاحتلال وإخضاع الوطن العربي بأسره والمباشرة في تنفيذ مشروعهم التآمري (مشروع الشرق الأوسط الكبير) بيد أن المقاومة العراقية الباسلة التي انطلقت مع بدء العدوان، قد أفشلت كل مخططات الغزاة المحتلين وكسرت ظهورهم على مدى ست سنوات بضرباتها الموجعة لهم ولعملائهم الصغار القابعين في المنطقة (الجرباء) وقد قدمت المقاومة الباسلة وقيادتها وهي تخوض معارك الكرامة والتحرير الآلاف من الشهداء الذين روت دمائهم الزكية أرض العراق سواء في ساحات المواجهة أو عبر ما تعرضوا له من عمليات الاغتيال التي أقدم عليها المحتلون وعملائهم بحق قادة العراق ورموزه وأبناءه الشرفاء وفي المقدمة منهم الرئيس الشهيد صدام حسين وعدد من رفاقه رحمهم الله جميعاً، أو من خلال عمليات الإبادة المتواصلة في الكثير من المدن العراقية التي أصبحت ساحات للمجازر الدموية التي ينفذها المحتلون.
وها هو العالم يشهد اليوم في الذكرى السادسة للعدوان والاحتلال كيف استطاع شعب العراق ومقاومته البطلة تلقين المحتلين الغزاة أقسى الدروس وتجريعهم أمر كؤوس الهزيمة والخذلان، أجبرتهم على الاعتراف بالهزيمة وإعلان مواعيد انسحابهم هرباً من بطش المقاومة وغضب شعب العراق المقدام، الذي وقف صفاً واحداً بوجه المحتلين وعملائهم وأفشل كل مخططاتهم في تقسيم العراق على أسس طائفية وعرقية مجسداً وحدة العراق وهويته الوطنية والقومية ومعلناً إصراره على عدم أعطاء الاحتلال أي فرصة للنجاة والبقاء في العراق حتى صارت تجربة صمود هذا الشعب نموذجاً يحتذى به في المقاومة والتحرر.
وغداً أن شاء الله ينبلج صبح التحرير والاستقلال ويعود العراق حراً عربياً موحداً ليمارس دوره القومي والإنساني.
وأن غداً لناظره قريب
عاش العراق الحر الموحد
عاشت المقاومة العراقية الباسلة
المجد لشهداء العراق والأمة العربية
20 مارس 2009م