تمر علينا هذه الأيام الذكرى الرابعة للعدوان والاحتلال الأمريكي والصهيوني للعراق، وقد تهاوت كل الذرائع الباطلة والأكاذيب الساقطة التي ساقها المحتل الأمريكي الصهيوني وروجها إعلامه الكاذب والمضلل ضد هذا البلد العربي وضد قيادته الوطنية والشرعية تمهيداً للعدوان والغزو في العشرين من مارس 2003م، والذي أعقبه بعد ذلك إطلاق يد كل المجرمين من أعداء العراق والعروبة من شذاذ الآفاق وعملاء أجهزة المخابرات الأمريكية والموساد ومخابرات النظام الإيراني، لنشر الموت والدمار في كل زاوية من زوايا العراق، وممارسة أحط أنواع الانتقام وأبشع صور القتل والتعذيب وإحراق كل ما له من صلة بالدولة العراقية وبالحضارة والتقدم الذي استطاع العراق تحقيقه وبلوغه في المجالات العلمية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية طوال ما يزيد على ثلاثة عقود في ظل حُكمه الوطني والقومي وقيادته الوطنية المجاهدة، قدم العراق خلال هذه السنوات الصعبة من الاحتلال أنهاراً من الدماء الزكية وبطولة نادرة من التضحيات دفاعاً عن حريته واستقلاله وصوناً لكرامة وشرف العراقيين، بعد أن أصبح العراق مرتعا للعصابات الطائفية وللهيمنة الإيرانية في بعض مناطقه ولعصابات الموساد في مناطق أخرى منه، يذيقون العراقيين ويلات القتل والدمار وسفك الدماء.
واليوم وبعد دخول الاحتلال عامه الخامس، فإن المقاومة العراقية تمسك زمام المبادرة والفعل وفق خطتها الاستراتيجية لتأزيم قوى الاحتلال وعملائه وإجباره على سحب قواته خائبا مدحوراً بعون الله وهمة مجاهدي المقاومة الباسلة، هذه المقاومة الجسورة التي قادها وفجرها حزب البعث العربي الاشتراكي، والتي استطاع من خلالها تغيير موازين الفعل الاستراتيجي جذرياً لصالح الأمة العربية وحركتها النهضوية التحررية بعد أن عطلت المقاومة بفعلها الجهادي مشروع الشرق الأوسط الكبير وأوقفت جنون العظمة عند أشرار البيت الأبيض الموهومين بتحقيق وبناء الإمبراطورية الأمريكية على حساب أمتنا العربية المجاهدة، فالإدارة الأمريكية اليوم تتجرع كؤوس الهزيمة والخيبة ويسيطر على تفكيرها سبيل الخروج من ورطتها في العراق.
وفي هذه الذكرى، يستذكر القوميون الذكرى الستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وقد قدم القائد الشهيد صدام حسين ورفاقه الابطال حياتهم بإباء واختاروا الشهادة فسجلوا للبعث المأثرة الجهادية الكبرى في تاريخه، ودشنوا عهد البطولة للقرن الحادي والعشرين، بعد أن كان البعث طول القرن الماضي حاملا لواء عهد البطولة ومنافحا عن شرف الأمة وحقها في النهضة والحياة الكريمة وكانوا تعبيراً أميناُ وصادقاً لوصف القائد المؤسس ميشيل عفلق لمناضلي البعث حيث قال "الذين يجابهون المعضلات العامة ببرودة العقل ولهيب الايمان، ويجاهرون بأفكارهم ولو وقف ضدهم أهل الارض جميعا، ويسيرون في الحياة عراة النفوس. هؤلاء هم الذين يفتتحون عهد البطولة"، وتحقق الوعد الذي دعا له القائد المؤسس للبعث الأستاذ ميشيل عفلق حين قال "ولسوف يجيء يوم يجد فيه القوميون أنفسهم المدافعين الوحيدين عن الإسلام ويضطرون لأن يبعثوا فيه معنى خاصاً
إذا أرادوا أن يبقى للأمة العربية سبب وجيه للبقاء"، وهاهم يتصدون اليوم لدعاة الطائفية ومروجيها والمتهافتين لتقسيم العراق وتفتيت الأمة العربية خدمة للصهاينة وللمشروع الأمريكي للهيمنة والاستغلال، وهاهم قادة العراق والبعث يضحون بأنفسهم ليقدموا للأمة والعالم المحفز العظيم للعراقيين و العرب والمسلمين وأحرار العالم ، لمواصلة النضال ضد أمريكا والصهيونية.
إننا في التجمع القومي الديمقراطي وفي هذه الذكرى لاحتلال العراق وتأسيس البعث نجدد دعمنا ووقوفنا إلى جانب العراق المقاوم ونؤكد وفاءنا لشعبه الشقيق صاحب الفضل والمواقف القومية النبيلة في دعم كل القضايا الوطنية والقومية في فلسطين ولبنان والخليج العربي والجولان. ومن منطلق المسئولية القومية والواجب الأخلاقي الإنساني ندعو كافة القوى القومية والإسلامية الوقوف إلى جانب العراق ومقاومته الباسلة، هذه المقاومة التي تخط اليوم للأمة العربية تاريخاً مشرقاً، وتفتح أمامها أبواب التحرر والتوحد.
وفي هذا الظرف التاريخي العصيب ما أحوج أمتنا إلى تعزيز الوعي بالفكر القومي التحرري الذي ينقذ بلدنا وأمتنا من التمزق والطائفية والهوان، مؤكدين التمسك بالوحدة الوطنية ومحاربة الطائفية والطائفيين، ودعاة الاحتلال والاستعمار
عاش العراق حراً عربياً موحداً
عاشت المقاومة العراقية البطلة والنصر حليفها
الهزيمة للمحتل وأعوانه من القوى الطائفية والانعزالية.
العزة والفخار للفكر القومي التحرري ودعاته القابضين على الجمر في زمن الردة والهوان
المجد والخلود للشهيد القائد صدام حسين ورفاقه الأبطال ولشهداء العراق وفلسطين والأمة العربية.