يصادف اليوم الخامس عشر من مايو مرور الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين عام 48، وهي الذكرى التي نستحضر معها ما شهدته أرض فلسطين العربية من مجازر وحشية لم يكن لها مثيل في التاريخ الإنساني في العصر الحديث حيث تعرض شعبنا العربي الفلسطيني إلى أكبر مأساة لازالت فصولها وتداعياتها المؤلمة تتواصل حتى يومنا هذا.
في ذلك اليوم قامت العصابات الصهيونية المدعومة من قبل قوى الاستعمار والامبريالية بتنفيذ مشروعها الاستعماري على أرض فلسطين وقامت بطرد وتشريد شعبها وإحلال مكانهم المهاجرين الصهاينة.
وأمام تراجع الحكومات والأنظمة العربية عن تنفيذ التزاماتها القومية تجاه الشعب الفلسطيني، وتواطؤ البعض الآخر منها مع الولايات المتحدة الأمريكية وقوى الاحتلال الصهيوني جرى فرض الضغوط والحلول الاستسلامية، من أجل إخضاع هذا الشعب للمشية الصهيونية الأمريكية وإدخال القضية الفلسطينية في لعبة المساومات والمفاوضات العقيمة، التي لم تسفر سوى عن مزيداً من سفك الدماء الفلسطينية والتجويع وسرقة ما تبقى من أرض فلسطين يوماً بعد آخر عن طريق مشاريع الاستيطان الصهيوني.
تمر علينا هذه الذكرى اليوم في ظروف عربية مغايرة حيث تجتاح العديد من الأقطار العربية ثورات وانتفاضات شعبية تحمل معها الكثير من التطلعات و الآمال نحو الحرية والكرامة التي سوف تدفع بالجماهير العربية على امتداد الوطن العربي لتجديد دعمها للقضية الفلسطينية والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية في دعم الشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن حريته وحقه في المقاومة والتحرير لأرضه من الغزاة المحتلين، وهو دون شك أحد ثمار التحول الكبير الذي تشهده الأقطار العربية.
كما أن الذكرى تحل في ظل عودة اتفاق القوى الفلسطينية بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين منظمة فتح وحركة حماس والذي يجب أن يكون خطوة على طريق وحدة كل فصائل المقاومة الفلسطينية لمواجهة العدو الصهيوني وتحرير أرض فلسطين واستعادة كل الحقوق العربية الحقيقية.
إن واجبنا الوطني والقومي يفرض علينا مباركة وحدة القوى الفلسطينية والتصدي لكل المخططات الأمريكية والصهيونية، انطلاقاً من حقيقة باتت راسخة اليوم في الوعي والوجدان العربيين وهي أن قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية بأسرها.
وهو ما يعني أن دفاعنا عن فلسطين، وعن أي قطر عربي في وجه المشاريع الاستعمارية تعني دفاعاً عن وجودنا وأمننا الوطني والقومي، ولعل ذلك يمثل أحد أهم الدروس التي يجب أن تكون حاضرة في هذه الذكرى الأليمة.
عاشت فلسطين حرة عربية.
المجد والخلود لشهداء فلسطين والأمة العربية.
مملكة البحرين التجمع القومي الديمقراطي
15 مايو/ أيار 2011م.