بيان صادر عن التجمع القومي الديمقراطي
في الذكرى التاسعة لغزو العراق
تسع سنوات عجاف قد مرت على العراق منذ انطلقت آلة التدمير والحرب العدائية الأمريكية ومن أنطوى تحت لوائها من الدول الغربية الحليفة والدول العربية المتواطئة، لترمي البلد وشعبه بحمم النار والأسلحة الفتاكة التي لم توفر بشراً ولا حجراً ولا شجراً، في واحدة من أشرس الحروب التدميرية الحاقدة والحملة الإعلامية والنفسية القاسية في محاولة لقهر إرادة العراقيين استمرت عدة أسابيع قبل ان تتمكن جيوش الغزاة من احتلال بغداد في التاسع من أبريل (نيسان 2003م) وهو ما دفع أمريكا إعلان انتصارها مدعية أنا كسبت المعركة بعد ان توهمت إنها هزمت عزيمة وإرادة العراقيين الأبطال في الجولة الأولى، دون ان تدري باليوم الموعود للجولة الثانية التي بدأت بعد يوم التاسع من أبريل 2003م وقادتها المقاومة العراقية تحت شعار ((ان أمريكا ستندحر على أسوار بغداد)) وأستطاعت بعد معارك بطولية وتضحيات جسام من تمريغ أنف الولايات المتحدة في أوحال الهزيمة المريرة، وإجبارها مع مرور الوقت على الاعتراف بأن غزو العراق واحتلاله والنتائج التي خلفها هذا الاحتلال كانت كارثية عليها وعلى كل المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية. ما دفعها لتعديل إستراتيجيتها في هذه الحرب واختيار طريق الهروب بعد أن أيقنت ان الآلة العسكرية مهما بلغت قوتها التدميرية لم تفلح في فرض الأمر الواقع على شعب العراق الذي يعرف العالم طبيعته الرافضة للخضوع والاستسلام وتطويع إرادته لصالح أعدائه.
وهكذا بعد تسع سنوات على بداء الغزو ودحر الاحتلال المباشر يؤكد شعب العراق بأن ما من قوة غازية أو معادية تستطيع أن تستقر على أرض العراق الطاهرة، ويؤكد ان طريق المقاومة دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة هو الطريق الموصل للتحرير والخلاص من الغزاة المحتلين.
لقد أكدت سنوات الاحتلال ان غزو العراق لم يكن هدفه إسقاط نظامه الوطني ومن خلفه دور العراق القومي التحرري فحسب، بل كان مقدمة وتمهيداً لما هو أكبر وأوسع من خطوات تدميرية تشمل كافة أقطار الأمة العربية، ولن ينجو منها أي نظام عربي حتى لو خدم المخطط الأمريكي وحلفائه، فالمطلوب هو رأس الأمة وكيانها وهويتها، وليس نظمها الرسمية فقط، رغم ما ترتكبه هذه النظم من ظلم واستبداد بحق شعوبها.
وهكذا نرى اليوم العراق وهو في العام التاسع للاحتلال مدمراً اقتصادياً وتسرق ثرواته علناً، ويعم فيه الفساد، ويحكمه العملاء واللصوص بدعم مباشر من النظام الإيراني، وتنتشر فيه الفوضى السياسية والأمنية، ويتحول إلى بيئة حاضنة للإرهاب للنزاعات الطائفية والعرقية، وصار ساحة للفتن والانفصال ولعمليات التهجير والتجويع للملايين من العراقيين الذين حرموا حقهم في حياة حرة وكريمة وجرى تدمير وطنهم وتمزيق وحدتهم الوطنية وهدم كل القيم العليا في هذا القطر العربي، وهو ما يسقط كل ادعاءات وأكاذيب المحتل وعملائه حول نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، فقد شهد العراق في ظل الاحتلال أبشع خروقات حقوق الإنسان وتكرست نزعات الديكتاتورية والانفراد بالسلطة، بعد أن بدأت حكومة المالكي بدعم أمريكي إيراني بتصفية حلفائها في العملية السياسية، وهو ما يعني ان الاحتلال لم يكن أصلاً من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان ولا من أجل منع الإرهاب.
لذلك فأن خيار الشعب العراقي ومقاومته الباسلة بعد دحر الاحتلال الأمريكي سيكون استمرار النضال لأجل وحدة العراق وهويته الوطنية والقومية، وان شعب العراق الذي قاوم أعتى قوة احتلال عسكري سوف لن يغادر مواقعه الكفاحية، وسوف لن يترك السلاح والمقاومة قبل إسقاط كل ما ترتب عن الاحتلال من نتائج سياسية وإفشال كل المشاريع المشبوهة التي ترعاها أمريكا وإيران وبعض الدول الإقليمية والتي ترمي إلى تدمير هذا القطر العربي وضرب وحدته أرضاً وشعباً وتاريخاً وحضارة، ليعود العراق حراً مستقلاً موحداً، عربياً، ديمقراطياً، من أجل ان يلعب دوره الطبيعي في مشروع النهوض القومي الذي كان استهدافه سبباً رئيسياً لشن الحرب عليه.
كما أننا في هذه المناسبة ندعو كاقة القوى الوطنية والقومية والإسلامية على امتداد ساحات الوطن العربي لتصعيد دعمها ومساندتها للمقاومة العراقية الباسلة، وتوحيد صفوفها في جبهة عريضة ترفع قدرات الأمة وعزيمتها في مواجهة رياح الشر والتآمر على حاضرها ومستقبلها.
المجد والخلود لشهداء العراق والأمة العربية.
تحية لحملة البنادق في العراق وفلسطين ولبنان.
تحية لأبناء العراق وفلسطين ولبنان ولكل المقاومين الصامدين بوجه الغزاة المحتلين.
التجمع القومي الديمقراطي
9 أبريل 2012م
مملكة البحرين