عقدت الأمانة العامة للتجمع القومي الديمقراطي اجتماعاً اعتيادياً مساء يوم الأربعاء الموافق 9/1/2008 لبحث ومناقشة العديد من الموضوعات المدرجة على جدول أعماله المتعلقة بالوضع السياسي والوضع التنظيمي وسير أعمال اللجان وأنشطتها المختلفة.
وقد تركز الاجتماع بشكل أساسي حول آخر المستجدات والتطورات السياسية في البلاد وتداعيات أحداث العنف التي حدثت في يوم 17 ديسمبر ( يوم العيد الوطني ) والأيام التي تلته وتصاعد المواجهات بين المتظاهرين ورجال الأمن وسقوط أحد المواطنين شهيداً جراء تلك المواجهات.
وقد استذكرت الأمانة العامة في هذا الصدد البيان الذي أصدرته مع الجمعيات السياسية الأخرى بشأن هذه الأحداث والتأكيد على ما حمله من موقف يجسد حقيقة قناعتنا في تلك التطورات وجرى التأكيد مجدداً عن رفضنا لأسلوب العنف والمواجهات واللجوء إلى أساليب الحرق واستخدام " المولوتوف " وترويع المواطنين في الشارع وفي مناطق سكنهم دون أي مبرر والإصرار على مخالفة القانون في هذه المسألة.
وفي ذات الوقت ترفض الأمانة العامة طريقة تعامل أجهزة الأمن والشرطة مع هذه الأحداث وبشكل فيه تعدي على القانون والحقوق عندما تلجأ إلى المبالغة في " استخدام القوة " وفرض الحصار على مداخل المدن والقرى ومداهمة البيوت بشكل استفزازي دون مراعاة لحقوق الإنسان وحرمة المواطنين، وغياب الالتزام بالمعايير الدولية والقوانين التي تكفل هذه الحقوق في التنظيم والتجمع دون عراقيل.
كما تدين الأمانة العامة في التجمع القومي إقدام وزارة الداخلية على تفتيش جمعية العمل الإسلامي ( أمل ) بحجة البحث عن السلاح المفقود دون العثور على أي شيء من ذلك، وهو ما يعد في الواقع تعدي على جمعية سياسية تعمل وفق القانون دون أية مبررات أو مسوغات قانونية لهذا التصرف.
وإذ تعبر الأمانة العامة عن قلقها من التراجعات الحاصلة في المسار الديمقراطي وتصاعد حالات الاحتقان والاستقطاب السياسي وغياب لغة الحوار والتهدئة، فأننا ننظر إلى الأحداث التي وقعت وكل ما رافقها من تداعيات تعد بمثابة عقبة إضافية في وجه تطوير مشروع الإصلاح السياسي الذي أطلقه جلالة الملك وعليه نطالب بسرعة معالجة أسبابها وذيولها وإغلاق ملف المعتقلين والموقوفين على ذمة التحقيق في هذه الأحداث وتوفير كل الضمانات القانونية والسياسية في التعامل مع هذه القضية.
وكذلك تعويض أصحاب البيوت التي تعرضت إلى المداهمات والتكسير على أيدي قوات الأمن، كما تدعو الأمانة العامة إلى ضرورة التوافق مع الحكومة على يوم محدد للشهداء وصدور قرار بشأن هذا اليوم.
وترى الأمانة العامة في التجمع القومي الديمقراطي أنه في ضوء التحديات والمساوئ التي تعيق العمل السياسي أهمية الارتقاء بالعمل السياسي الوطني وتحديث الحياة السياسية للخروج من واقع " الأزمات المتكررة " ومغادرة " مستنقع " الطائفية الذي يراد لنا جميعاً أن نغرق فيه وضرورة صيانة " السلم الأهلي " من حالات الانقسام والتحريض إلى فضاء " الوحدة الوطنية " والديمقراطية الحقة التي تحقق المساواة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لجميع المواطنين، والتي تقود إلى التوافق والتراضي من أجل استعادة التوازن الداخلي وروح الوفاق الوطني.
وترى الأمانة العامة أيضاً أنه في ظل هذه المخاطر ضرورة تجنب لغة التصعيد ورفع " الشعارات " و " المطالب " غير متفق عليها وطنياً وغير مواتية أو استخدامها لتحقيق مكاسب طائفية.
وعلى صلة بالموضوع طالبت الأمانة العامة بعض الصحف بالكف عن تعميق حالة الشقاق في الصف الوطني وتوتير الأجواء السياسية المحتقنة أصلاً عبر استخدام لغة التحريض والشحن الطائفي والاستفزاز في تناولها للأحداث ولمجمل الأوضاع السياسية في البلاد، مع أهمية تأكيد موقفنا من مبدأ حرية التعبير دون قيود ورفضنا لأية تشريعات يمكن أن تحد من هذه الحرية وكذلك رفضنا لأية إساءة أو تهديد للكتاب وأصحاب الرأي مهما كانت درجة اختلافنا معهم.
كذلك ناقشت الأمانة العامة أزمة غلاء المعيشة والارتفاع الجنوني الحاصل في الأسعار وارتفاع معدلات التضخم وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين الذين باتوا يعيشون أزمات خانقة تحيط بهم في كل الجهات وتحول حياتهم جحيم لا يطاق، وتطالب الأمانة العامة الدولة بسرعة مواجهة هذه الظاهرة التي باتت تهدد الاستقرار، كما تطالب الأمانة العامة في التجمع القومي بإيجاد حلول واقعية وإنسانية لمشكلة الإسكان المتفاقمة وما يتعلق بها من زيادة في سقف القروض للمواطنين وتلبية طلبات السكن المتراكمة منذ سنوات وتقليص سنوات الانتظار وأهمية الالتفات وإنصاف أصحاب الدخل المحدود في قضايا القروض والسكن نظراً لضعف مدخولاتهم.
وعلى صعيد القضايا السياسية الأخرى تابعت الأمانة العامة آخر الخطوات واللقاءات التي تمت بخصوص أحياء التيار القومي، كذلك استنكرت زيارة الرئيس الأمريكي بوش للبلاد وأكدت مجدداً على موقفها الذي أعلنته من خلال البيان الذي أصدره التجمع القومي مع جمعية الوسط العربي الإسلامي، ودعمها لكل المواقف والفعاليات التي نظمتها القوى السياسية الرافضة لزيارة هذا " السفاح " للبلاد والمنطقة.
كما أشادت بتنظيم المهرجان الخطابي الذي جرى في الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس المجاهد صدام حسين رحمه الله، وأشادت بكل الكلمات والقصائد التي ألقيت بهذه المناسبة وهي تحي الشهيد صدام حسين ومواقفه البطولية في مواجهة المحتل الأمريكي وعملائه من القوى الطائفية والعنصرية الحاقدة.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.