عقدت الأمانة العامة للتجمع القومي الديمقراطي اجتماعاً اعتيادياً حيث تم مناقشة العديد من الموضوعات الهامة على الصعيدين السياسي والتنظيمي وإقرار بعض البرامج للفترة القادمة لمختلف اللجان والمكاتب إضافة إلى أنشطة لجان المحافظات، كما جرى بحث بعض الملفات التي تشغل الساحة السياسية في الظرف الراهن وطبيعة الحراك السياسي الجاري في التصدي إلى هذه الملفات في المشهد السياسي العام في البلاد، وقد أعربت الأمانة العامة عن مشاركة التجمع القومي في القلق الذي يسود الأوساط السياسية من بعض التراجعات الحاصلة في المسار الديمقراطي وتصاعد الخطاب الطائفي على حساب طرح القضايا الوطنية الجامعة وهو ما استدعى التأكيد على الموقف المبدئي للتجمع القومي من هذه القضية والدعوة إلى التصدي إلى ظاهرة استشراء داء الطائفية ومخاطرها على الأمن الوطني والاجتماعي.
كذلك أقرت الأمانة العامة رؤية التجمع في بعض التعديلات الدستورية التي سوف تقدم إلى مجلس النواب من خلال بعض الكتل النيابية.
على صعيد آخر أشادت الأمانة العامة بقرار زيادة رواتب الموظفين في القطاع الحكومي، وطالبت بضرورة أن تعم هذه الزيادة القطاع الخاص وكذلك المتقاعدين باعتبار ذلك حقاً من حقوقهم كمواطنين لمواجهة أعباء غلاء المعيشة والارتفاع المتواصل للأسعار.
كما أشادت الأمانة العامة بفتح بعض ملفات الفساد والخطوات التي تمت بهذا الخصوص خاصة في شركة ( ألبا ) وطيران الخليج في أعقاب استجواب والتحقيق مع بعض المتورطين في قضايا الفساد وقبول العمولات والتورط في جرائم غسل الأموال. وطالب التجمع القومي بضرورة التصدي بحزم لكل مظاهر الفساد المستشرية في العديد من المؤسسات في البلاد ومحاسبة المسوؤلين والمتنفذين ومحاكمتهم مهما كانت درجة وظيفتهم وحجم نفوذهم.
على صعيد آخر ناقشت الأمانة العامة مسألة إحياء التيار القومي في البلاد والخطوات التي قطعتها اللجنة التأسيسية على هذا الصعيد ودور التجمع القومي المحوري في إحياء هذا التيار كضرورة وطنية وقومية في ظل تصاعد الأحداث والأزمات السياسية والتي تعيشها المنطقة العربية.
وعلى صعيد القضايا القومية استعرض الاجتماع الأحداث والتطورات الجارية في العديد من الأقطار العربية خاصة الساحة العراقية والفلسطينية واللبنانية وتوقف المجلس عند قرار الكونغرس الأمريكي حول تقسيم العراق واسترجع مواقف التجمع حول هذا الموضوع حيث أكد التجمع منذ بداية الغزو الأمريكي النية المبيتة لدى الأمريكيين لتقسيم العراق واتخذ قراراً بإصدار بيان حول هذا الموضوع الخطير وجرى التأكيد على موقف التجمع في التضامن مع قوى المقاومة التي تقارع الغزاة والمتآمرين على مستقبل الأمة وهويتها القومية، فعلى الساحة العراقية تم تجديد الموقف الداعم للمقاومة العراقية البطلة في مقاومتها للاحتلال الأمريكي وعملائه من القوى الطائفية والعنصرية بعد أن كشفت الأوضاع في العراق وانتصارات المقاومة سقوط كل الخيارات الأمريكية والإيرانية وفشل مخطط إشعال فتنة شاملة بين فصائل المقاومة العراقية.
وأكد التجمع أن ما تشهده المنطقة من تصعيد متعمد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران يخفي الكثير من الأهداف التي تؤكد الدور التخريبي الذي تلعبه إيران إلى جانب أمريكا والكيان الصهيوني في العراق ومواصلة خطة تقسيم هذا البلد العربي المنكوب، وليس بعيداً عن هذا التوجه التصعيد الحاصل في لبنان وضد سوريا وكذلك المحاولات الأمريكية المشبوهة لعقد ما يسمى بمؤتمر السلام المدعوم في تصفية القضية الفلسطينية وهي جميعها تستهدف خلط الأوراق في المنطقة والمضي قدماً في سياسة زعزعة استقرار المنطقة وتهديد أمنها القومي على حساب الأمة العربية وأقطارها وتغيير هويتها العربية.