تدخل انتفاضة شباب 14 فبراير في "دوار اللؤلؤة" أسبوعها الثالث منذ أن تفجرت هذه الانتفاضة الباسلة وهي عامرة بالأمل وبالعزيمة والإصرار على أنجاز أهداف شعبنا الكريم في حياة حرة وبناء حياة سياسية جديدة تقوم على مبادئ الديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.
وقد تأكد اليوم مع استمرار تصاعد زخم الحراك السلمي والحضاري، أن الشباب وكافة قوى الشعب الوطنية عازمون علي مواصلة المسيرة وتقديم كل الغالي والنفيس من أجل رفعة هذا الوطن وعزة شعبه، فقد سقط على هذا الطريق سبعة من خيرة شباب الوطن وعشرات الجرحى على يد قوات الجيش والأمن في ذلك اليوم الدامي من صبيحة السابع عشر من فبراير الماضي، الذي عرف بيوم “الخميس الأسود" حيث وقعت المجزرة التي هزت ضمير العالم.
وفي هذه الأيام التي تشهد تسارع في الأحداث واستمرار الحراك السياسي، تمر علينا الذكري السادسة والأربعين لانتفاضة مارس 65 الخالدة تلك الانتفاضة التي جسدت تطلعات شعب البحرين بكل أطيافه ومكوناته السياسية والاجتماعية نحو الحرية والعدالة والتخلص من الاستعمار البريطاني، وقد قدم شعبنا لبلوغ هذه الأهداف النبيلة الكثير من الشهداء الذين أكدوا بدمائهم الطاهرة التي أريقت في المحرق والمنامة وسترة حقيقة وحدة هذا الشعب ووحدة أهدافه الوطنية.
أن التجمع أذا يحيى انتفاضة مارس التي صارت عنواناً للوحدة الوطنية والكرامة، فأننا نؤكد حق شعبنا اليوم في حماية حاضره ومستقبله، و صياغة واقعه السياسي من خلال إصلاحات جذرية تؤمن مطالبه العادلة في الحرية والعدالة الاجتماعية، وتطال الكثير من الامتيازات السياسية والاقتصادية المستحوذ عليها من قبل السلطة وبعض القوى المرتبطة بها، ومع دعمنا لهذه المطالب المشروعة فأن التجمع القومي يؤكد ما يلي:
• أن التجمع القومي الديمقراطي يؤمن بالحوار خياراً استراتيجياً للخروج بالبلاد من الأزمة التي تعصف به، ويؤمن بأهمية تهيئة الأرضية وتعزيز حالة الثقة من أجل إنجاح الحوار، ويجدد دعمه وتمسكه بمرئيات الجمعيات السياسية التي شارك في صياغتها وإقرارها، والتي يري فيها ضماناً أساسياً لمسالة الحوار التي يقودها سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والوصول إلى اتفاق يضع حلولاً جذرية للازمات السياسية والدستورية التي تعاني منها البلاد، وبما يكفل استباب الأمن والاستقرار والشروع في عملية التنمية والديمقراطية الحقة.
• يعبر التجمع القومي الديمقراطي عن قلقه الشديد من كافة المحاولات الرامية إلى جر البلاد إلى الاحتراب الطائفي ويري في بعض الدعوات والخطابات غير المحسوبة سبباُ لجر الوطن والمواطن للوقوع في محظور التمزق الطائفي وإذكاء نار الفتنة بين أبناء شعبنا عن طريق الشحن الطائفي سياسياً وإعلامياً واجتماعياً، كما يعرب التجمع عن أسفه ورفضه للحوادث والصدامات المؤسفة التي شهدتها بعض الأحياء السكنية وبعض مدارس البحرين ومواقع العمل، ويناشد التجمع كافة الأطراف والقوى عدم تحويل الصراعات والخلافات السياسية إلى صراعات وخطابات طائفية، ونرى أن الإعلام الرسمي للدولة يتحمل مسؤولية كبيرة في تصاعد هذا الشحن الطائفي من خلال طريقة تناوله للأحداث والتغطية المنحازة لمجريات الصراع.
• يؤكد التجمع القومي تمسكه ببناء دولة مدنية عصرية والتي تعني دولة القانون والمجتمع المدني وتقوم علي أساس المواطنة وتحترم فيها حقوق الإنسان والتعددية والتنوع والاختلاف دون تفرقة أو تمييز أو إقصاء لأي مواطن، كما تحترم فيها كافة الديانات والمذاهب والحرية الكاملة لكافة المواطنين في العقيدة وممارسة الشعائر والطقوس الدينية دون تدخل من جانب دولة ودون أية وصاية أو سلطة لرجال الدين علي هذه الدولة.
• يؤكد التجمع القومي احترامه وتقديره لكل الرؤى ومختلف وجهات النظر التي تنطلق من مصلحة الوطن وتستجيب لإرادة شعبنا في الإصلاح والتغيير الحقيقيين، كما يؤكد احترامه لكل القوى والشخصيات الوطنية والتكتلات السياسية التي أفرزتها الأحداث الأخيرة، ويتطلع إلى أن تكون تحركاتها عاملاً ايجابياً ومساعداً على العبور بالوطن إلى مرحلة الأمان والاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية ويؤكد أن الطائفية لا تحارب بالطائفية، بل بمزيد من الوحدة والتمسك بثوابت ديننا الحنيف وقيم عروبتنا السمحة.
• يؤكد التجمع القومي رفضه لكل التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للبحرين مهما كان مصدرها ويجدد ثقته في شعب البحرين ووعي قواه الوطنية والسياسية على حل أزماته السياسية ، كما يؤكد رفضه الاستقواء بالقوى والجهات الخارجية ويؤكد اعتزازه بانتماء البحرين إلى محيطها الخليجي والعربي واعتزاز شعبنا في البحرين بالانتماء إلى أمته العربية.
التجمع القومي الديمقراطي
7/3/2011