في هذه اللحظات التاريخية التي يتم فيها استهداف أمتنا العربية وقواها الوطنية والقومية والإسلامية، ومع بروز إرادة المقاومة والتحرير للتصدي للغزاة والمحتلين سواء في فلسطين أو العراق، في هذا المنعطف التاريخي تمر علينا في الثاني من نوفمبر الذكرى التسعون على وعد بلفور المشئوم الذي صدر في 2 نوفمبر 1917م الذي تعهد بموجبه وزير خارجية بريطانيا آنذاك " آرثر بلفور" الذي عرف بتأثره بالفكر الصهيوني وتعاطفه الشديد مع الصهاينة تعهد بإنشاء دولة لليهود والصهاينة على أرض فلسطين العربية ليكون " هذا الكيان" حارساً على مصالح الدول الغربية الاستعمارية وقد شكل هذا "الوعد" الغادر بداية لتداعيات وأحداث خطيرة بدأت بممارسة العصابات الصهيونية لسياسات القتل والتهويد والاستيطان وتوجت بحرب عام 1948م التي أسفرت عن اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها على نحو لا سابق له في التاريخ وصولاً إلى المأساة الرهيبة التي عاشها الأشقاء الفلسطينيون ولا يزالون يدفعون حتى وقتنا الراهن ثمن جرائم التحالف الصهيوني الامبريالي.
لقد أثبتت تجارب أمتنا العربية مع أعداءها ومنها تجربة هذا " الوعد" المشئوم التي جسد التحالف الإجرامي ضد الأمة، – أثبتت – أن نهج المقاومة والكفاح هو وحده الطريق الذي يوصل إلى الحقوق المشروعة ومواجهة كل محاولات فرص الاستسلام والإذعان لمخططات ومشاريع الامبريالية الاستعمارية الصهيونية، كما أن هذه التجارب تؤكد أن قضية فلسطين هي قضية الأمة بأسرها، وإن تفاعلنا مع هذه القضية القومية وتعزيز الصلات النضالية مع الشعب العربي في فلسطين المحتلة هو الطريق الصائب الذي يقربنا من كسر إرادة المعتدين وإفشال مشاريعهم الاستعمارية العنصرية وإسقاط قلاعهم سواء في فلسطين أو العراق وغيرها من الأقطار العربية.
إننا في هذه الذكرى المريرة وأمام تراجع المواقف الرسمية العربية عن تنفيذ التزاماتها تجاه شعب فلسطين والخضوع للمشيئة الأمريكية الصهيونية في تجزئة القضية والشعب الفلسطينيين والمضي في ركاب تصفية حقوق هذا الشعب من خلال وعود كاذبة ومؤتمرات زائفة يجري التحضير لها بدفع وضغوط الولايات المتحدة الأمريكية.
في ظل هذه الأوضاع ندعو جماهير أمتنا ومنها شعبنا في البحرين وقواه الوطنية والسياسية وكافة قوى ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الشبابية والنسوية، ندعوها جميعاً إلى التمسك بالثوابت المبدئية والقيم الوطنية والقومية وإعلان مواقفها الصريحة في رفضها للاحتلال في فلسطين والعراق وكل المشاريع الاستعمارية التي يتعرض لها الوطن العربي الكبير، وندعوها إلى تبني خيار دعم المقاومة المشروعة ورفض السقوط في مهاوي التفريط بالقضية الفلسطينية ورفض كل أشكال التطبيع مع العدو أو التعامل مع الغزاة المحتلين وعملائهم في كل الأراضي العربية.
عاشت فلسطين حرة عربية.
النصر للمقاومة في فلسطين والعراق.
المجد لشهداء فلسطين والأمة العربية.