قبل واحد وأربعين عاماً وتحديداً فى مارس من العام 1976 أقدم العدو الصهيوني على تنفيذ جريمة نهب ومصادرة للأراضي الفلسطينية فى العديد من مدن وقرى فلسطين المحتلة فيما يعرف( الأراضي الفلسطينية في عام 1948) ، وهو ما دفع الشعب الفلسطيني إلى مواجهة هذه الجريمة ببسالة وشجاعة مسجلاً ملحمة بطولية تاريخية وخالدة فى حياة فلسطين والأمة العربية. فقد هب الفلسطينيون هبة رجل واحد فى تظاهرات سلمية حاشدة وأعلنوا الإضراب الشامل فى مختلف المدن والقرى الفلسطينية، قابلتها القوات الصهيونية بعدوان وحشي غادر أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى الذين رووا بدماهم الزكية الأرض الفلسطينية الطاهرة . وهكذا جسد الشعب الفلسطيني فى هذا اليوم (يوم الأرض) رفضه للعدوان والاحتلال، وعبر عن إصراره على مقاومة كل السياسات العنصرية الفاشية التي يمارسها العدو .
واليوم إذ تحل علينا هذه الذكرى، لا زال العدو الغاصب المحتل يواصل تصعيد حربه الإجرامية التي تزايد وتيرة وسرعة تنفذها في ظل حكومة الاحتلال الصهيونية اليمينية المتطرفة، ضد الشعب الفلسطيني مستهدفة اقتلاع وتشريد الفلسطينيين من أراضيهم و مدنهم خاصة مدينة القدس التي تتعرض فى الوقت الحاضر إلى حرب تهويد شرسة لإفراغ المدينة من سكانها الأصليين والشرعيين لمصلحة العصابات الصهيونية الاستيطانية عبر العديد من القوانين والإجراءات العنصرية وسياسات التطهير العرقي التي تكرس المخطط الصهيوني ومشروعه فى جعل القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة الكيان المحتل، مستغلة ما يجرى من أحداث ومتغيرات فى المنطقة لفرض أمر واقع على الفلسطينيين والعرب موظفةً لهذا الهدف كل آلات القتل والتشريد وحشد أدوات الكذب وتزوير حقائق التاريخ وإحياء الخرافات الصهيونية ومزاعمها الباطلة . يحدث كل هذا بينما الأنظمة العربية غارقة فى حروبها المدمرة وصراعاتها الطائفية التي تغذيها القوى الإرهابية التكفيرية الإجرامية معلنة عجزها وتراجعها أمام الهيمنة الصهيونية الأمريكية، وبالرغم من انعقاد القمة العربية الثامنة والعشرين في عمان بالاردن، إلا أنه لا مؤشرات على اي تغير في الواقع العربي الرديء ولن تختلف قراراتها عن القمم العربية السابقة بشأن القضية الفلسطينية والحقوق العادلة للشعب الفلسطيني الشقيق في دحر الإحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
إن جمعيات التيار الوطني الديمقراطي إذ تحيى احتفاء الشعب الفلسطيني وجماهير الأمة العربية بهذه الذكرى المجيدة، وإذ يستذكر تضحيات شعبنا الفلسطيني ودفاعه عن أرضه وعن هويته الوطنية والقومية، فأننا نؤكد موقفنا الثابت فى دعم نضالات وبطولات هذا الشعب الأبي ونحيى مقاومته الباسلة باعتبارها الطريق الصحيح والأمثل لنيل الحقوق المغتصبة. وللوصول إلى هذا الهدف النبيل، فأننا ندعو إلى توحيد رؤى وجهود كافة الفصائل والقوى الفلسطينية المناضلة ورص صفوفها لمواجهة وهزيمة كل السياسات العنصرية الصهيونية الرامية إلى ترسيخ الاحتلال والاستيطان وتهويد الأراضي الفلسطينية، كما نطالب بتعزيز تلاحم هذه القوى على طريق تحرير كل الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ويدعو التيار الوطني الديمقراطي كافة جماهير الأمة العربية وقواها الوطنية والقومية والتقدمية إلى حشد طاقاتها لدعم الشعب الفلسطيني والاستمرار فى تقديم كل الدعم المادي والمعنوي لنصرة قضيته العادلة، ويؤكد في الوقت نفسه على أهمية الإعلان الواضح والصريح فى رفض كل التسويات المذلة مع الكيان المحتل والتصدي لمحاولات وخطوات التطبيع التي تتبارى بعض الأنظمة والحكومات العربية فى الأقدام عليها خضوعاً للمشئية الأمريكية الصهيونية ومشاريعها العدوانية فى المنطقة العربية، وتجاهلاً لحقوق الشعب الفلسطيني التي سينالها بمقاومته وتضحياته وتلاحم وتضحيات جماهير الأمة وقواها المناضلة رغم كل العدوان والبطش الصهيوني ورغم كل المتآمرين والمتاجرين بقضية فلسطين ، قضية الأمة العربية.
جمعيات التيار الوطنى الديمقراطى
التجمع القومي
المنبر التقدمي
جمعية وعد
٣٠ مارس ٢٠١٧