بيان صادر عن جبهة التحرير العربية
شبكة البصرة
يا أبناء شعبنا العربي الفلسطيني
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
يا أبناء الإنسانية من الخيرين في كل مكان
إن ما يجري اليوم في فلسطين وما جرى بالأمس من طرد وتهجير وظلم للانسان العربي في فلسطين ومصادرة لأرضه ونهب لخيراتها ومحو لهويتها الحضارية؛ ليكشف الطبيعة العنصرية للكيان الصهيوني وطبيعة الحرب والصراع معه والتي وصفناها منذ اليوم الأول بالصراع الوجودي وليس بالنزاع الحدودي؛ حيث لا يستقيم الحل والمشروع السلمي مع هذا الكيان الغاصب والذي نشأ وترعرع في ظل صعود القوى الاستعمارية والأمبيريالية واحتكارها واستغلالها لخيرات الشعوب، وهي التي جمعت بين عقيدة بروتستانتية متصهينة وحركة صهيونية تلمودية.
وهذا يفسر مواقف الولايات المتحدة وحليفاتها الأوروبيات من الدول الاستعمارية في دعمها اللامتناهي وغير المحدود لهذا الكيان الغاصب وإذا كانت غولدا مئير رئيسة وزراء العدو تساءلت ذات يوم عن تاريخ ووجود الفلسطينيين فان عضو مجلس الشيوخ الأميركي المدعو جينجتش راح هو الآخر يدعي أن شعبنا العربي الفلسطيني شعب مختلق!!.وقد كذب الُمدعي لأن شعب فلسطين شعب عربي أصيل التراث والهوية والانتماء، وهو الذي بنا وشيد على هذه الأرض تراثا وحضارة غنية منذ فجر التاريخ،حتى لا نرى لها مثيلا في تاريخ أمريكا ويعرف هذا الأرعن أن خيرة المؤرخين المنصفين في العالم أمثال: أنولد توينبي وعلماء الآثار أمثال : هلين كاينون أثبتوا بطلان زيف المقولات والأساطير الصهيونية والقائلة بوجود الهيكل المزعوم كما أنهم أقروا بعروبة فلسطين منذ العهد الكنعاني وأن الآثار والمكتشفات والنقوش والمدونات ونصوص الكتب المقدسة تشهد على عروبة فلسطين عبر التاريخ.
أيها الرفاق والرفيقات الأخوة والأخوات :
إن عمق العلاقة بين السياسات الاستعمارية والصهيونية تجلت وتتجلى في تحالفهما الوثيق سواء بتجزئة الوطن العربي عبر اتفاقية سايكس ـ بيكو 1916 أو من خلال وعد بلفور 1917 وما تبع ذلك من إنشاء وتدعيم وإسناد الكيان الصهيوني عبر وسائل مختلفة كالطرد والتهجير والمجازر لأبناء الشعب الفلسطيني في أكبر نكبة عرفها التاريخ عام 1948 وما تبعها من احتلال لفلسطين والأراضي العربية عام 1967 واحتلال العراق وتخريبه عام 2003 لمصلحة التحالف الأميركي ـ الصهيوني والصفوي، وانتقاما من عراق البعث وعراق صدام حسين الذي جعل الصهاينة يختبئون في خنادقهم وملاجئهم كالفئران بفعل الصواريخ التي عبرت فلسطين، وأضاءت كالشهب في الليل البهيم.
واليوم تتواصل حلقات التآمر على الأمة العربية بأشكال مختلفة وهي تعمل على تحريف ثورة الجماهير العربية عن مسارها الصحيح وهي تتسلق على أكتاف الجماهير المظلومة،متذرعة بالدفاع عن مصالح المضطهدين من قبل حكامهم المستبدين،والسؤال : منذ متى كانت الولايات المتحدة وبريطانيا حليفة للشعوب المقهورة؟!!.
ولماذا يا ترى تتغافل عن ممارسة الصهاينة وانتهاكاتهم لحقوق الشعب العربي الفلسطيني في حق تقرير مصيره وحقه في أرضه وسمائه ومياهه؟!!.
يا أبناء شعبنا المرابط في فلسطين : إن ما يجري على أرض فلسطين يدعونا للوحدة والصبر والثبات والتلاحم والوحدة،فهذا العدو يطلق العنان لكلابه المسعورة من المغتصبين في النقب للقيام بحملة مصادرات واسعة ومتسارعة لسباق الزمن وهو يعلم أن على أرض فلسطين سقط الغزاة وهم كثر،وها هو المحتل يواصل هدم القرى العربية في النقب الصامد بحجة عدم الترخيص واعتبارها قرى غير معترف بها،ويواصل مخططاته الخبيثة لعزل قرى وادي عارة وقطع أوصالها،ويستمر في البناء في داخل منطقة الجدار المعزولة وينع الفلسطينيين من العبور لأراضيهم وتحديد الحركة، وها هي دولة الكيان الغاصب تمعن في مصادرة المحميات الطبيعية في وادي قانا وتمنع الفلسطينيين بالوصول لأراضيهم في دير استيا (سلفيت) ولا تألو جهدا في منع الفلسطينيين من المبيت في خربة سوسيا(الخليل) وخربة طانا (نابلس)، وتطلق الرصاص الحي على المظاهرات الشعبية السلمية في النبي صالح، كما فعلت مع الشهيد مصطفى التميمي الذي خرج في مظاهرة الاحتجاج على غول الاستيطان الصهيوني في قريته،ويواصل العدو الصهيوني التهام أراضي منطقة الأغوار الفلسطينية بحجة الحفاظ على الأمن والادعاء بأنها أراض متروكة،ثم أن أقدام الصهاينة أخذت تتسلق على روابي الضفة الشرقية منذرة بأهداف مستقبلية ومشؤومة،ويمارس همجيته تجاه الأماكن والمساجد المقدسة فيواصل حفرياته تحت المسجد الأقصى ويجرب حظوظه ومخططاته لهدم جسر المغاربة ويحرق مسجد عكاشة في القدس وغيرها من مساجد قرى نابلس وسلفيت، ومع أن الكيان الصهيوني ينتهك القوانين الدولية والشرعة الدولية إلا أن دول العالم المسماة بالعالم الحر تصم الآذان ولا تلق بالا،بينما تقوى الأمم المتحدة على إصدار قرارات سريعة وذات فاعلية عندما يسيل لعاب الدول الغربية لنهب النفط في العراق وليبيا أما القرارات الصادرة بحق فلسطين فهي حبر على ورق ويتواصل سكوتها المطبق أمام عنجهية وصلف الكيان الصهيوني. فما السبب يا ترى؟!!
يا أبناء شعبنا العربي الفلسطيني ويا أمتنا العربية الماجدة.
إنها حقيقة لا مراء فيها أن القدس وفلسطين هي البوصلة وهي الطريق و الغاية والهدف وهي ساحة الاختبار الحقيقية للثورات والمبادئ؛ فلا عجب إذا قلنا أن مقياس أي ثورة عربية وغير عربية ومعرفة طبيعتها وهويتها يتحدد بمعرفة موقف رجالها وقادتها من فلسطين ومن عدو فلسطينوأن لا حرية ولا كرامة للعرب ما دامت فلسطين مثخنة الجراح وتئن تحت وطئة المحتل.
وضمن هذا الاختبار كان حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وأمينه العام الشهيد صدام حسين قد أثبت بالدليل الملموس اهتمامه وعنايته بالقضية الفلسطينية وجعلها رأس أولويات القضايا ومساواة الفلسطيني بأخيه العراقي في جميع الحقوق،وحينما احتل الأمريكان بغداد وتسلمها الصفويون وأتباعهم من الأحزاب الطائفية وجدنا الفلسطينيين في أسوأ حال.
يا أبناء أمتنا المجيدة: إننا نبارك ثوراتكم على المستبدين والظالمين ولكننا نهيب بكم أن لا تجعلوا ثوراتكم محمولة على أكتاف الأجنبي، وأن لا تتوقف عند حدود المطلب الديمقراطي والاستقلال.. إن فلسطين والقدس تناديكم وتنتظر منكم الفداء والتضحية.
عاشت وحدة وكفاح جماهيرنا العربية في كل مكان
عاشت المقاومة العراقية البطلة بقيادة شيخ المجاهدين عزة إبراهيم الدوري
المجد والخلود لشهداء فلسطين والأمة العربية
النصر للجماهير العربية التي تناضل ضد الحكام الخونة والمستبدين
وإنها لثورة حتى التحرير الكامل
جبهة التحرير العربية
15/12/2011