
يدين التجمع القومي بشدة الانتهاكات الصهيونية الخطيرة ضد المسجد الأقصى عشية رأس السنة العبرية والتي وصلت إلى درجة إشعال النار في المصلى القبلي وإطلاق الرصاص على المعتكفين فيه وبمشاركة وزراء في حكومة الكيان الصهيوني حيث أصيب العشرات من المصلين والمعتكفين بجراح وحالات الاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية خلال اقتحامها المسجد والجامع، كما تم إخلاء المسجد من المسلمين لتهيئة اقتحامه من قبل المستوطنين. كما قامت سلطات الاحتلال بفرض التقسيم الزمانى والمكانى بالقوة على المسجد الأقصى المبارك وباحاته، عبر أجهزتها وأذرعها العسكرية، وتكريس وتشجيع اقتحامات اليهود المتطرفين لباحات الأقصى وبحماية مكثفة من قبل قوات الأمن. كما اعتبر وزراء في الحكومة الصهيونية اقتحامات وتدنيس المسجد الأقصى وباحاته أمرا طبيعيا فى إطار حرية صعود اليهود إلى باحات الحرم.
إن هذه الممارسات الإجرامية والمدانة بحق المسجد الأقصى المبارك تكشف مرة حقيقة أطماع سلطات الاحتلال في الهيمنة على المقدسات الفلسطينية والإسلامية وتهويدها وتقسيمها استكمالا لمشروعها في ترسيخ الاحتلال والاستيطان وتهويد الأرض ومصادرة الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
إن هذه الجرائم الخطيرة ضد المقدسات الإسلامية تأتي في ظل تفاقم الصراعات والحروب على أراضي الكثير من الأقطار العربية، التي باتت مهددة بالتمزق والتفكك واشتداد التحديات الداخلية والخارجية، وغياب الهوية الوطنية والقومية في هذه الأقطار تحت ضغط الصراعات الطائفية والمذهبية مع عجز كامل للأنظمة العربية الحاكمة وتفشي مظاهر الاستبداد والفساد، وهو ما قاد الى تراجع القضية الفلسطينية في سلم أولويات هذه الدول، بل وتحول البعض الأخر منها الى أداة في خدمة المشروع الصهيوني والقوى الاستعمارية في المنطقة من خلال الصمت على جرائم هذا العدو والمضي في سياسات التطبيع معه.
وبدون شك فإن ما يساعد هذا العدو على المضي في سياساته الاجرامية العنصرية هو انشغال القوى الفلسطينية بخلافاتها الداخلية وصراعاتها السياسية وإصرار بعضها على الدخول في أوهام التسويات مع هذا العدو رغم الفجوة القائمة في موازين القوى والظروف الدولية والعربية غير المواتية، والتي لا تصب في صالح القضية الفلسطينية.
أننا إذ نستنكر شدة الجرائم الصهيونية الجديدة في المسج الأقصى، فمن الواجب أن نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة بكل أشكالها وصورها، وندعو الى التمسك بالأرض والهوية الفلسطينية العربية، وعدم التنازل أو الرضوخ أمام الجرائم الصهيونية، والاستمرار في الكفاح حتى التحرير وعودة الشعب الفلسطيني الى أرضه وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
التجمع القومي الديمقراطي
14 /9/ 2015