بيان صادر عن التجمع القومي حول انتفاضة الجماهير اللبنانية
الجماهير اللبنانية تنتفض في وجه منظومة الفساد والمحاصصة الطائفية
مع انطلاقة الانتفاضة الجماهيرية الشعبية في لبنان بهذا الزخم المليوني الذي غطى الساحات والميادين من بيروت العاصمة إلى كل مدن الشمال والجنوب مروراً بالبقاع والجبل، وبهذه الأبعاد الوطنية التي تجسدت في المطالبة بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعبير عن رفضها لنظام الطائفية السياسية وجر لبنان إلى ساحات الصراع الإقليمي، تكون هذه الجماهير قد قاربت الأزمة بوعي سياسي مدني يتجاوز الواقع السياسي الراهن، ويتخطى حاجز الخوف الفكري والاجتماعي المفروض عليها، وهي بذلك تؤسس لمرحلة وحياة سياسية جديدة في لبنان إذا ما جرى التعاطي معها وفق شروط والتزامات وطنية خالصة قد تحمل معها مشروعاً وطنياً متحرراً من قيود المنظومة السلطوية الراهنة بكل حمولتها السياسية والاجتماعية وبكل أطرافها ورموزها، التي تتحمل مسؤولية ما وصل إليه لبنان الشقيق من حالة سياسية واجتماعية مهترئة قاربت حافة الانهيار على كل المستويات السياسية والمعاشية للشعب اللبناني.
وبدون أن يداخلنا إي وهم حول طبيعة وتجدر التركيبة الطائفية لمؤسسات الدولة اللبنانية، وللصعوبات التي تحول دون تفكيك هذه التركيبة، إلا أن ما صدحت به أصوات الجماهير الغفيرة الرافضة للحزمة المالية والاقتصادية وإلى ما يسمى برزمة القرارات الإصلاحية التي تقدمت بها الحكومة اللبنانية الحالية، بعد أن وجدت فيها التفافاً على مطالبها المشروعة، يمثل وعيا عميقا بكون هذه الحول تجاهلت الأبعاد والجوانب السياسية والطائفية التي تمثل جوهر الأزمة اللبنانية وكل ما خلفته من تداعيات.
وهكذا يكون صوت هذه الانتفاضة الجماهيرية بخطابها السياسي الوطني العابر للطوائف والمذاهب، يمثل رداً واضحاً على خطط وعروض السلطات اللبنانية، ويحمل في نفس الوقت إصراراً أكيداً على الحل السياسي الوطني الشامل باعتباره الخيار الوحيد والممكن لوضع حد لأزمات لبنان الكثيرة والمزمنة، والقادر على توفير الأمن الوطني بكل مضامينه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنأي بلبنان عن ساحة التجاذبات الإقليمية.
إننا في التجمع القومي الديمقراطي ومن منطلق إيماننا بحق جماهير أمتنا العربية على امتداد ساحات الوطن العربي الكبير في المطالبة بالحرية والعدل والكرامة الانسانية، فإننا نقف إلى جانب انتفاضة الشعب اللبناني الشقيق وندعم مطالبه العادلة وحقه في العيش الكريم واللائق في ظل نظام وطني ديمقراطي، يتجاوز نظام الطائفية السياسية والمحاصصة المذهبية، وكل منظومة الفساد والنهب التي خربت البلاد وأفقرت العباد، نظام يوفر أسس العدالة ويضمن مشاركة كل القوى والمكونات اللبنانية وفق آليات قانونية ودستورية ديمقراطية تعكس إرادة الشعب اللبناني بكل أطيافه ومكوناته الاجتماعية والسياسية.
كل التحية للشعب اللبناني وانتفاضته الباسلة.
التجمع القومي الديمقراطي – البحرين
الجمعة ٢٥ اكتوبر ٢٠١٩