تابع التجمع القومي في البحرين بكثير من الاعتزاز والتفاؤل ما تم الإعلان عنه بشأن التوقيع النهائي على وثيقة "الإعلان الدستوري" بين قوى اعلان الحرية والتغيير و المجلس العسكري، التي سوف تدار بموجبها الفترة الانتقالية الممتدة لثلاث سنوات بعد تجاوز كل القضايا الخلافية التي حالت دون التوصل الى اتفاق شامل ونهائي خلال فترة التفاوض .
ومع التوقيع على هذه الوثيقة التاريخية يكون القطر السوداني الشقيق قد دخل مرحلة تاريخية ومفصلية بوضع أقدامه على طريق الحرية و الديمقراطية والشروع في بناء أسس الدولة المدنية التعددية على انقاض الدولة القمعية والتسلطية وتتويجاً لكفاح وتضحيات الشعب السوداني صاحب النضال العريق بانتصار ثورته المجيدة التي اسقطت نظام الإنقاذ، نظام الاستبداد والفساد بعد ان ظل جاثماً على صدر الشعب وهو يعيث فساداً وخراباً عقوداً من الزمن .
ان جماهير أمتنا العربية وقواها الوطنية والقومية التقدمية المناضلة وعلى امتداد ساحات الوطن العربي الكبير تتطلع بثقة وأمل الى أن يكون هذا الاتفاق البوابة التي يلج منها السودان إلى طريق الاستقرار والتقدم وطئ صفحات الحروب والأزمات التي عانى منها هذا البلد العربي ومزقت مقومات وحدته واستقلاله ، وقد حان وقت التغيير و الالتفات الى معالجة مطالب وامال وتطلعات الجماهير السودانية ومعها كل قوى الحرية والتغيير كما جسدتها بوعى وقوة انتفاضتها الباسلة وكل محطات حراكها الشعبي السلمى، ومطالبها المحفة التي تمثلت في تأسيس سلطة مدنية ديمقراطية تحتكم الى الدستور والقانون والى قيم العدل والمساواة واحترام الحقوق .
ونحن اذ نحي ونهنئ شعبنا العربي في السودان وكل مكونات وقوى الشعب السوداني، وإذ نشيد بتظافر وتحالف كل القوى السياسية الوطنية والقومية والمكونات المهنية والنقابية والشعبية الذى حقق هذا الإنجاز التاريخي للسودان وللامة العربية، فأننا نناشد كافة هذه القوى ان تعمل على تصليب تحالفها واستمرار وحدتها في هذه المرحلة الهامة والحساسة، في إطار ما التزمت به من ميثاق وأعلنته من أهداف لتفويت الفرصة على قوى الثورة المضادة وافشال كل محاولاتها الرامية الى منع تحرر وخلاص الشعب السوداني من أسر التسلط والدكتاتورية ، وندعوها في ذات الوقت إلى تصعيد نضالها السلمى داخل وخارج مؤسسات الدولة الانتقالية وضمان تحصين هذه الدولة من أي اختراق او انحراف عن أهداف وأماني الشعب السوداني وبما يرتقي إلى مستوى نضالاته ووعيه وتطلعاته وإلى حجم تضحياته الباسلة، التي ضرب بها أروع الأمثلة على ما تمتلكه جماهير الأمة العربية من طاقات هائلة ومخزون روحي وسياسي نابع من إيمان عميق بقدرتها على التحرر والانعتاق من كافة أشكال الظلم والتسلط والتجزئة.
كل التحية والتهاني للشعب السوداني على هذا الإنجاز الوطني والقومي الكبير الذى استحقه عن جدارة .
المجد لكل المناضلين الذين صنعوا هذا الانتصار،
المجد لكل الشهداء الأبرار الذين قدموا ارواحهم من اجل عزة وكرامة وحرية وطنهم .
والنصر دائماً حليف الشعوب المتطلعة للحرية والعدالة والمساواة
التجمع القومي الديمقراطي
البحرين – 17 اغطس 2019