
في هذا اليوم التاسع من أبريل تحل على العراق والأمة العربية والعالم الذكرى المشئومة لغزو واحتلال العراق في أبريل 2003 عندما أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الصهاينة وبتواطؤ وتعاون بعض الدول العربية والإقليمية على أكبر جريمة في التاريخ الحديث بغزوها واحتلالها بغداد عاصمة العراق والحضارة الإنسانية ،وكان العراق قبل ذالك قد واجه حملة عسكرية استعمارية كبرى في عام 1991 مهدت لاحتلاله ،وجرى استخدام كل آلالات الكذب والتزوير والتزييف حول العراق ونظامه الوطني والتقدمي ،مثل كذبة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل وغيرها من الإدعاءات والأكاذيب التي افتضح أمرها أمام الجرائم الكبرى التي ارتكبت بحق شعب العراق الذي جرى سحق أرادته وانتهاك حقوقه وامتهان كرامته ،وتحويل هذا البلد الى دولة فاشلة وصار المواطن العراقي يبحث عن لقمة عيش مفقودة ،وذرة أمان غير موجودة ،بعد أن تسلطت عليه عصابات سارقة وصار مرتعاً للفساد وأرضاً مباحة للسرقات والنهب .
ولم يعد خافياً اليوم ،وبعد أن توالت الأحداث والتطورات في هذا البلد ،بأن كل ما حصل ويحصل فيه يتم وفق خطة وإستراتيجية مرسومة من قبل المحتل الأمريكي ومن العدو الصهيوني لإخضاع هذا البلد العربي لنظام المحاصصة الطائفية ،وفرض عملية سياسية فاسدة وباطلة تديرها أحزاب وقوى ومليشيات طائفية متخلفة من أجل تفتيت العراق وتدميره ورميه خارج التاريخ .
وقد رأينا كيف أدى احتلال العراق الى اختلال ميزان القوى في المنطقة بعد أن تم تفكيك كل مفاصل الدولة العراقية وفي المقدمة منها الجيش الوطني العراقي ونشر الفوضى والخراب وتسليم البلد الى إيران التي صارت تتحكم في سياسته وانتهاك سيادته ،وهكذا تلاقت المصالح الأمريكية الصهيونية مع الأطراف الإقليمية في تدمير العراق وتحويله الى ساحة للإرهاب التكفيري الأجرامي مثل "داعش " وقبله "القاعدة" و"النصرة" وغيرها من قوى الإرهاب التي راحت تنفذ عملياتها الإجرامية من قتل واغتيال وترويع لكل أبناء الشعب العراقي بكافة أطيافهم .
وقد أثبتت التطورات المتلاحقة خلال العامين الأخيرين وكذالك كل الوثائق والقرائن ارتباط تنظيم "داعش " الإرهابي بأجندات المحتل وأهدافه وبسياسات بعض الأطراف الاقليمية لإثارة الفتنه الطائفية وكانت السرعة والطريقة التي تمت بها سيطرة هذا التنظيم الارهابي على كبرى مدن ومحافظات العراق مثل الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالي وغيرها خير دليل على الدور المرسوم لهذه العصابات الإرهابية وكيف جرى استخدامها غطاء وأداء لاستهداف أبناء الشعب العراقي قتلاً وغدراً وتشريداً وتهجيراً ،وقد كان حزب البعث والبعثيين في مقدمة من استهدفتهم تلك العمليات الإرهابية ،وقد امتلأت بهم السجون والمعتقلات ،وغصت بهم المقابر ليبلغ عدد الشهداء البعثيين أكثر من 150 ألف شهيد من أصل أكثر من مليونين شهيداً عراقياً .
أننا أذ نستنكر هذه الجرائم والفضائع التي مارستها حالة الحرب والدمار الأمريكية ،والأوضاع المأساوية التي يعيشها العراق اليوم تحت وطأة الاحتلال وأفرازاته وإنما أردنا أن نذكر جماهير شعبنا وأمتنا وكل الشرفاء في العالم بهول الجريمة وحجم الانتهاكات الصادمة التي تعرض لها الشعب العراقي الشقيق ،وكيف أصبح العراق اليوم رهينة بيد العصابات الإرهابية والمليشيات الطائفية وللقوى والأحزاب العملية التي دمرت العراق ورهنت حاضره ومستقبله وكل خيراته وثرواته ،وقدمته خدمة لمصالح الدول الاستعمارية والصهيونية الطامعة فيه .
ونؤكد أنه لا سبيل لخلاص العراق وشعبه من محنته الراهنة سوى أعادة وحدة شعب العراق بكل مكوناته الوطنية من أجل تحريره وحماية سيادته واستقلاله ووحده أراضيه وأن يكون على رأس أهداف القوى الوطنية المقاومة الإجهاز النهائي على المشروع الأمريكي الصهيوني والإيراني وعلى الإرهاب الأجرامي التكفيري ليعود العراق بلداً حراً موحداً عربياً ومتحضراً وفق نظام وطني ديمقراطي تعددي لا يستثنى أحداً من أبنائه ومكوناته .
وبذالك يتمكن شعب العراق من تقرير مصيره بنفسه وبناء مؤسساته الشرعية وفق أرادته الحرة بعيداً عن كل الوصايات والتدخلات الخارجية .
البحرين
التجمع القومي الديمقراطي
9 أبريل 2016