بيان صادر عن التجمع القومي الديمقراطي
في ذكرى يوم الأرض
في يوم الثلاثين من مارس عام 1976، أي قبل تسعة وثلاثين عاماً أقدم العدو الصهيوني العنصري على جريمة نهب ومصادرة الأراضي الفلسطينية في العديد من مدن وقرى فلسطين المحتلة، في سياق مخطط تهويد الأرض الفلسطينية، ولم يكن أمام الشعب الفلسطيني سوى مواجهة هذه العصابات عبر ملحمة بطولية، تحولت الى يوماً تاريخياً وخالداً في حياة فلسطين والأمة العربية، فقد هب الفلسطينيون هبة رجل واحد في تظاهرات سلمية حاشدة، وأعلنوا الإضراب الشامل في مختلف المدن والقرى الفلسطينية، ما دفع القوات الصهيونية الى مواجهة هذه الحشود بعدوان وحشي أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى من المتظاهرين العزل الذين رووا بدمائهم الزكية الأرض الفلسطينية الطاهرة.
وهكذا جسّد الشعب العربي الفلسطيني في هذا اليوم مقاومته للعدوان والاحتلال، وعبر عن رفضه للسياسات العنصرية الفاشية التي يمارسها العدو المحتل مطلقاً صرخته الاحتجاجية وانتفاضته البطولية التي نحيي ذكراها هذه الأيام.
أن التجمع القومي الديمقراطي اذ يحيي احتفاء الشعب الفلسطيني وجماهير الأمة العربية بهذه الذكرى، وإذ يستذكر التضحيات الغالية التي قدمت -ولازالت- من أجل الدفاع عن فلسطين وهويتها العربية وعن مقدساتها، أنما يعبر عن منطلقاته و ثوابته القومية التي تؤكد وجودية صراع أمتنا العربية مع العدو الصهيوني، وأن قضية فلسطين هي لب وجوهر هذا الصراع الذي تخوضه الأمة مع اعدائها الصهاينة والقوى الاستعمارية الداعمة له، وفي ذات السياق يدين صمت و تخاذل الأنظمة العربية التي تخلت عن التزاماتها القومية والإنسانية تجاه الشعب العربي الفلسطيني الشقيق خضوعاً للمشيئة الامريكية الصهيونية ومشاريعها وأهدافها العدائية في المنطقة العربية وعلى رأسها تثبيت الاحتلال وإجهاض أي مقاومة، والدخول في متاهات الحلول الاستسلامية.
واذا يؤكد التجمع القومي الديمقراطي موقفه الثابت في نهج المقاومة باعتباره الطريق الأمثل الذي يوصل الى الحقوق المشروعة فإنه يدعو كافة الفصائل والقوى الفلسطينية المناضلة برص صفوفها وتوحيد مواقفها وجهودها من أجل التصدي ووقف حالة الوهن والتشرذم في خريطة القوى للتصدي الفلسطينية للسياسات الاجرامية والعنصرية الصهيونية الرامية الى ترسيخ الاحتلال والاستيطان وتهويد الأرض، ويطالب بتعزيز تلاحم هذه القوى على طريق تحرير كل الأراضي الفلسطينية المحتلة وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وهو ما يستدعى اعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتسوية الخلافات الفلسطينية من أجل ابقاء القضية الفلسطينية تنبض بالحياة.
كما يدعو كافة جماهير الأمة العربية وقواها الوطنية والقومية الى حشد طاقات الأمة بأسرها و تقديم كل الدعم للأشقاء في فلسطين والمقاومة، واستمرار نصرة قضية فلسطين العادلة، عبر تقديم كل أشكال الدعم مادياً وسياسياً والإعلان عن المواقف القومية المساندة في رفض كل التسويات المذلة مع هذا العدو، ورفض كل صور التطبيع معه، تأكيداً لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه وكيانه في وجه العدو الغاصب وكل المتآمرين والمتاجرين بقضيته.
التجمع القومي الديمقراطي
30 مارس 2015