بيان صادر عن التجمع القومي الديمقراطي
في ذكرى انتفاضة 5 مارس الخالدة
في هذه الأيام يستقبل شعبنا البحريني وقواه السياسية والمجتمعية، وعلى امتداد أرض الوطن العزيز- يستقبل- أحد أهم المناسبات المجيدة، وهي مناسبة ذكرى 5 مارس الخالدة، التي تعتبر بحق صفحة نضالية ناصعة في السجل الكفاحي للشعب البحريني الذي كان ولا يزال- يناضل من أجل قيم الحرية والعدالة والمساواة، وقدم ولا يزال يقدم التضحيات الجسام من أجل هذه القيم والأهداف العادلة والنبيلة.
كان من بين أهم أسباب تفجر هذه الانتفاضة الشعبية التي اجتاحت مدن وقرى البحرين، تلك الأوضاع المتأزمة و المرزية التي كانت تعيشها البحرين انذاك- وهي تئن تحت حراب المستعمر البريطاني، وكانت الساحة العربية تلتهب في ظل مداً قومياً عارماً، وكانت الجماهير العربية تملئ الساحات ثائرة في وجه الاستعمار وركائزه، متطلعة الى الحرية والاستقلال الوطني، وكان صوت الجماهير يدوي عالياً داعماً لمطالب شعب البحرين وهو ما عزز وأسهم في تفجر كل مظاهر الاحتقان والاستياء التي عبرت عن نفسها في شكل مظاهرات عفوية وسلمية عارمة عمت شوارع العديد من مدن وقرى البحرين، شارك فيها العمال وطلبة المدارس والكثير من أبناء الوطن الساخطين على الأوضاع السيئة.
ونحن اليوم عندما نحتفى بهذه الانتفاضة فإننا نستذكر في الحقيقة وهج نضال شعبنا في يوم 5 مارس عام 65 يوم ان هبت الجماهير الكادحة لتعبر عن غضبها وتذمرها من الأوضاع المرزية التي كانت ارهاصاتها قد تجمعت وتراكمت بفعل التطورات والتحولات السياسية والاجتماعية التي خلفتها تجربة هيئة الاتحاد الوطني عام 56 قبل ان يتم قمعها والقضاء عليها.
ان ما تعرضت له القوى العاملة من معاناة مريرة جراء السياسة الاقتصادية الجائرة التي عملت عليها شركة "بابكو" والتي توجهتها بفصل وتشريد العديد من العمال تجاوز عددهم 1500 عامل، الى جانب تحويل بعضهم الى أعمال متدنية بغرض اجبارهم على ترك الوظيفة، كانت هذه السياسة هي الشرارة التي أشعلت انتفاضة مارس الخالدة، وألهبت مشاعر الغضب عند الشعب.
هكذا كما كانت هذه المحطة النضالية صرخة في وجه سياسات الظلم والجور، كانت في ذات الوقت تعبيراً عن رفض تعسف وجور المستعمر وأعوانه، مما عكس رغبة شعبنا في الانعتاق من نير وظلم المستعمر.
وبالوقوف أمام سجلات هذه الانتفاضة، سوف نضع يدنا على حقيقة شاخصة وهي تعدد محطات حراك شعبنا في مسيرته الوطنية وتمدد التجارب النضالية في خط متواصل يربط ما بين الأمس واليوم، حيث اليوم لازال شعب البحرين يعاني من أزمة سياسية و دستورية واجتماعية منذ تفجرها قبل أربعة أعوام في 14 فبراير 2011 وهي أزمة أخذه في التفاقم بعد ان جرى سد جميع أفاق الحوار والحلول السياسية، واعتماد الخيار الأمني وسيلة وحيدة للتعامل مع هذه الأزمة وتداعياتها السلبية، ورفض اتخاذ أي خطوة من جانب السلطة يمكن ان تفتح ثغرة في الجدار المسدود.
ونحن في التجمع القومي الديمقراطي إذ نستذكر اليوم باعتزاز الدور المجيد الذي لعبته التنظيمات البعثية والقومية واليسارية في رفد وقيادة انتفاضة مارس 1965، فأننا ووفاء لشهداء هذه الانتفاضة ومطالبها الوطنية العادلة نجدد انحيازنا التام إلى جانب مطالب شعبنا العادلة التي كانت وراء تحركه منذ عقود والتي جددها في حراك فبراير 2011، كما نجدد مطالبتنا بضرورة أحداث إصلاحات حقيقية في البحرين تقود إلى وضع أسس الدولة المدنية على أسس ديمقراطية تصون الحقوق والكرامة الإنسانية وتعلي من قيم التسامح والعدالة، كما نؤكد تمسكنا بالحوار كخيار ومنهج في أطار رؤيتنا الوطنية للحل السياسي بعيداً عن أية اصطفافات مذهبية أو طائفية وبما يفضي إلى حل الأزمة الراهنة ويحصن وضعنا الداخلي من كل المخاطر والتحديات الداخلية والخارجية، ولن يكون ذلك ممكناً سوى بوجود سلطات تشريعية تمتلك كامل الصلاحية وحكومة تمثل الإرادة الشعبية، وتوزيع عادل للدوائر الانتخابية ووقف كل السياسات والقرارات التي تودي إلى تنامي حالات الأحتقان السياسي والاجتماعي وزيادة موجات العنف والعنف المضاد المرفوض نهائياً وفق كل الظروف وعلى كل المستويات.
وأخيرا نؤكد على ضرورة تمسكنا بالوحدة الوطنية وحمايتها وعدم الزج بها في أتون الصراعات السياسية والتجاذبات المذهبية وندعو إلى عودة الانسجام والوئام بين أبناء الوطن الواحد لتجنيب بلدنا الكثير من الأخطار التي تحيق به وبالمنطقة.
عاشت ذكرى 5 مارس الخالدة
المجد والخلود لشهداء الوطن الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن
التجمع القومي الديمقراطي
5 مارس 2015