بيان صادر عن التجمع القومي الديمقراطي
بمناسبة ذكرى عاشوراء 1436
في هذه الأيام يستعد شعبنا بكل أطيافه ومكوناته الاجتماعية لأحياء ذكرى عاشوراء ومعركة كربلاء الخالدة، التي شهدت استشهاد أبو الأحرار وسيد الشهداء الأمام الحسين بن علي عليهما السلام.
في هذه الذكرى العظيمة تتجسد أمامنا كل معاني البطولة والفداء وكل قيم التضحية والعطاء ورفض الظلم والاستبداد، ومع هذه المناسبة تسطع دروس الحق كله في وجه الباطل كله، وتتجلى كل المعاني والفضائل الإنسانية الرفيعة الداعية إلى الحرية والعدالة ونبذ الظلم والفرقة والتناحر.
والتجمع القومي الديمقراطي إذ يتقدم إلى كل أبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بالتعازي فأنه يجدد دعوته الصادقة إلى أهمية استحضار كل العبر والدروس في هذه المناسبة الخالدة والتعلم كيفية الوقوف إلى جانب الحق والعدل ومواجهة كل مظاهر القمع والجور وانتهاك الحرمات.
ولأن التجمع القومي الديمقراطي ينطلق في عمله السياسي الوطني من منظومة من القيم والمبادئ، ومن ايمانه بضرورة تلازم الوسيلة مع نبل الهدف والغاية فأنه يؤكد على ما يلي:-
• ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والدفاع عنها بكل السبل والترفع عن أسباب الفرقة والتناحر ويدعو كافة القوى السياسية والمجتمعية إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية في تهيئة سبل الوئام والمصالحة وتأكيد قيم التسامح ومبادئ العدل والمساواة ورفض كل اشكال الظلم والتميز كما يدعو إلى وقف الشحن والتحريض الإعلامي الذي ينشر الكراهية والأحقاد.
• يدعو التجمع القومي الديمقراطي السلطات الرسمية إلى إعادة النظر في مواقفها المتصلبة وسياساتها الخانقة التي ترسخ الحالة الأمنية وتدفع بالبلاد إلى مزيد من التوتر والاحتقان السياسي والمذهبي، وما يحمله هذا النهج من تداعيات ومخاطر باتت اليوم تتجمع نذرها في سماء المنطقة مع تزايد حالة الاستقطاب الإقليمي والدولي وتعاظم جرائم القوى الإرهابية والتكفيرية الأمر الذي يفرض على السلطات انتهاج سبل العقل والحكمة من أجل صون وحدتنا الداخلية وتجنيب بلدنا كل هذه المخاطر والتحديات، والمضي في طريق الحوار الجاد والحقيقي للوصول إلى حل سياسي يستجيب إلى مطالب شعبنا في الديمقراطية وتحقيق العدالة ودولة المواطنة التي تخدم حقوق الجميع دون تعدى أو أقصاء وبما يساعد على خلق أجواء الثقة بين جميع الأطراف
• يجدد التجمع القومي رفضه التام والمطلق جر الساحة الوطنية إلى دائرة العنف والفوضى التي من نشأتها ادخال بلدنا في أتون صراعات وأزمات جديدة لا تحمل معها غير الويلات والخسائر للوطن وللمواطنين كافة.
من هنا فأن التجمع القومي يدين دون أي تحفظ كل أعمال الحرق والتخريب التي تطال الممتلكات العامة والخاصة لأنها بعيدة كل البعد عن العمل السياسي السلمي والحضاري الذي هو السبيل الوحيد والمشروع لتحقيق أهداف شعبنا العادلة والنبيلة، وهو القادر على قطع الطريق على دعاة الفتنة وكل الذين يعملون على إشعال نار الفتن والأحقاد الطائفية والسياسية في البلاد، ويدين بشكل خاص كل الأعمال التخريبية التي تتعرض لها البلاد في الوقت الراهن. كما حصل في الفترة الأخيرة عندما جرى استهداف بلدية جدحفص ومحطة البترول في نفس المنطقة إضافة إلى حرق عدد من أجهزة الصراف الآلي والاعتداء على منازل وسيارات عدد من المواطنين بالحرق والتخريب وهو ما يعني بقاء بلدنا في دوامة العنف والفوضى واستمرار حالة الشحن الطائفي التي تدفع بالبلد نحو الهاوية والمستقبل المجهول.
• يجدد التجمع القومي الديمقراطي موقفه من الانتخابات المزمع عقدها اجراؤها من أيمانه وقناعته بجوهر الديمقراطية القائم على العدل والمساواة والشراكة الحقيقية في القرار السياسي الوطني وصون الحريات والحقوق واحترام خيارات المواطن.
ويرى التجمع القومي أنه ليس من سبيل لبلوغ هذا الهدف سوى طريق الإصلاح الديمقراطي الذي يحظى بالتأييد والقبول الشعبي والمفضي إلى حياة برلمانية سليمة دستورياً ووطنياً غير منقوصة ومستوفية كل الشروط القانونية والأسس الدستورية القائمة على مبدأ فصل السلطات الذي يعني في أحد جوانبه أن يكون القرار التشريعي والرقابي بيد السلطة المنتخبة.
وبدون تحقق هذا الإصلاح وبدون اعتماد طريق الحوار الجاد سيبقي بلدنا يواجه مزيد من الإخفاقات والفشل وسيعاني من تعاظم الانتكاسات السياسية والأمنية.
التجمع القومي الديمقراطي
مملكة البحرين
23 أكتوبر 2014
الخميس