لقد تابعنا، وتابع معنا كل العالم ما حدث في لندن يوم الخميس الماضي، وشاهدنا، وشاهد معنا كل العالم حجم الدمار والرعب الذي حل بالعاصمة البريطانية – لندن – وطال العديد من الأماكن الحساسة والمفصلية فيها، وراح ضحيتها أناس أبرياء من المدنيين البريطانيين.
إننا من منطلق قيمنا ومبادئنا الإنسانية والحضارية – ترفض وتدين هذه الهجمات غير المبررة التي تستهدف المدنيين الأبرياء، وهذا الموقف المبدئي والأخلاقي هو ذاته الذي يفرض علينا التساؤلات الموضوعية والمشروعة عن أسباب استهداف بريطانيا بمثل هذه الاعتداءات؟ وعن الأسباب والدوافع من ورائها؟ وما هي الرسالة التي أراد منفذيها توصيلها؟؟
إن الإجابة العادلة والمنصفة على هذه التساؤلات رغم رفضنا المطلق والمبدئي للاعتداء على المواطنين الأبرياء أياً كانت جنسياتهم، تؤكد إن الشعب البريطاني – للأسف – يدفع ثمن سياسة بلير الساعد الأيمن للمجرم بوش ومغامراته العدوانية الفاشلة، والتي كان آخرها الحرب الإجرامية التي شنوها على العراق وأدت إلى احتلاله وإنزال الدمار والخراب به، واستمرار ممارسات القتل والتنكيل الحاصلة يومياً للشعب العراقي على يد قوات الاحتلال الأمريكي البريطاني، وقوات حكومة "الجعفري" العميلة لهم، وكان قبل ذلك ما حصل في أفغانستان والدعم المطلق لكيان الصهيوني المحتل في فلسطين وغيرها في الدول التي تعرضت شعوبها للعدوان والابتزاز في إطار ما أسمته بالحرب على الإرهاب ونهب ثرواتها والتدخل في شئونها الداخلية ومحاولة فرض أنماط وسياسات تخدم مصالح هذه الدول تحت ذرائع كاذبة مثل نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان.
لذا فإن تعاطفنا مع الناس الأبرياء الذين سقطوا دون ذنب في اعتداءات لندن – يجب أيضاً أن لا ينسينا ما يحدث في كل ساعة في العراق وفلسطين وأفغانستان، وإن النظرة الإنسانية والمسئولية الأخلاقية تستدعي منا أيضاً تذكر ما يحصل في كل لحظة من قتل ودمار واستباحة المدن وتدميرها على رؤوس سكانها المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ العزل في كل المدن العراقية، واستخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً من قبل قوات الاحتلال الأمريكي البريطاني، التي يذهب ضحيتها الآلاف من العراقيين الأبرياء، ودون شك فإن هذه الممارسات الإجرامية سواء في العراق أو فلسطين أو أفغانستان لا يمكن لها أن تؤدي سوى إلى تعميق مشاعر الغضب والكراهية.
من هنا فإننا نؤكد إن سقوط الضحايا من الأبرياء سواء في العراق أو فلسطين أو لندن أو غيرها من دول العالم، جميع هؤلاء الأبرياء يستحقون منا المواقف التضامنية الرافضة للعدوان والإرهاب سواء كان مصدره دول مثل أمريكا أو بريطانيا أو قوى ومنظمات إرهابية أخرى، فهؤلاء يستحقون قولة حق، ويستحقون أن تنظم لهم المسيرات والأعتصامات التضامنية.
وأخيراً نأمل أن تستخلص بريطانيا وغيرها من دول التحالف والعدوان العبر والدروس وأن تحسن قراءة الرسالة من وراء تنفيذ هذه الهجمات، وأن تعمل سريعاً دون إبطاء على تحسين سلوكها الإجرامي العدواني وتبدأ بالتعاطي مع القضايا العادلة للشعوب والدول وفي المقدمة منها موقفها من وجودها الإحتلالي العسكري في العراق.
كما نناشد الشعب البريطاني بممارسة الضغوط على حكومة بلير لوقف سياسة العدوان والغطرسة ووضع حد لسياسة التبعية العمياء للإدارة الأمريكية التي هي المسئول الأول والأخير عن كل الجرائم التي يشهدها العالم.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.