في يوم الخامس عشر من مايو (ايار) من كل عام يستذكر الشعب العربي الفلسطيني وجماهير أمتنا ذكرى النكبة عام 48 يوم شهد العالم أبشع مجزرة عرفها التاريخ الإنساني في العصر الحديث، عندما قامت العصابات الصهيونية مدعومة من القوى الاستعمارية الغربية بتنفيذ مشروعها الإجرامي على أرض فلسطين العربية وتشريد شعبها الى بقاع الدنيا وفتح أبواب فلسطين أمام المهاجرين الصهيانية القادمين من الشتات لتحتل المدن والقرى الفلسطينية.
تحل هذه الذكرى الاليمة و الأقطار العربية تجتاز مرحلةبالغة الخطورة، حيث تواجه فيها العديد من الأقطار العربية تحديات داخلية وخارجية تهدد وحدتها وهويتها الوطنية والقومية، بينما الحكومات والأنظمة غارقة في وحل الاستبداد والفساد وقمع شعوبها المتطلعة للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ناهيك عن اصرار البعض الأخر من هذه الأنظمة على المضي في مسار التأمر على القضية الفلسطينية وسياسات التطبيع مع الصهاينة القتلة المجرمين، وكان هذا المنهج المتخاذل أحد أهم أسباب فشل العرب في التصدي للمشروع الصهيوني، وإيقاف الجرائم البشعة التي أقترفها هذا العدو المحتل على مدى عقود من الصراع العربي الصهيوني في فلسطين وغيرها من الأقطار العربية.
واليوم يسعى هذا الكيان الغاصب مدعوماً من الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الصهيونية العالمية الى اختزال القضية الفلسطينية في مجرد قضية كيان سياسي هزيل على جزء من أرض فلسطين، وتحويل نضالات القوى الفلسطينية المقاومة وتضحيات الشعب الفلسطيني الى نوع من التسوية المذلة لإقامة "سلطة" لجزء من شعب فلسطين وفق- مخططاته الاستعمارية.
وليس من شك ان القبول بهذا الواقع الذي يحاول العدو فرضه بقوة الاحتلال ومخطط الاستيطان يمثل أضراراً بصدقية كفاح الفلسطينيين وبعدالة قضيتهم، لذلك فأن الواجب الوطني والقومي يحتم على القيادات الفلسطينية وعلى مختلف القوى والفصائل الفلسطينية المناضلة عدم الانشغال بوهم مثل هذه التسويات مع مثل هذا العدو، خاصة في ظل الفجوة القائمة في موازين والظروف الدولية والعربية المعقدة وغير المواتية، فليس هناك شعب يمكن ان يتنازل عن قضيته إرضاءً للطرف المستعمر، دون معالجة جذور هذه القضية وفي المقدمة إنهاء الاحتلال وتثبيت حق العودة، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني، والتفريط بهذه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو بمثابة خضوع واستسلام مذل للعدو الغاصب، من هنا إزاء الظروف الراهنة ليس من سبيل لإفشال مخططات ونوايا المحتل سوى تعزيز فرص المصالحة والوحدة الفلسطينية الداخلية والتمسك بثوابت المشروع الوطني الفلسطيني الذي يرسخ التطابق بين شعب فلسطين وأرض فلسطين وقضية فلسطين ويفتح أمام الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة خيار الصمود والتحرير والتصدي للعدوان الصهيوني الذي لايزال مستمراً ويأخذ أشكالاً متعددة أمام مرأى ومسمع العالم كله دون أن يحرك ساكناً.
أننا في هذه الذكرى نجدد دعمنا للشعب العربي الفلسطيني من أجل التمسك بأرضه والتبثبث بهويته الوطنية والقومية، وتأكيد حقه في الدفاع عن أرضه وكيانه، وندعو جماهير الأمة العربية على امتداد الوطن العربي الى نصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته دفاعاً عن وجودنا وأمننا الوطني والقومي، وفضح كل جرائم القتل والارهاب وكل سياسات التمييز العنصري التي يمارسها العدو الصهيوني المحتل.
عاشت فلسطين حرة عربية
المجد والخلود لشهداء فلسطين والأمة العربية
التجمع القومي الديمقراطي
البحرين
15/5/2014