منذ ما يزيد على الأسبوع والقطر السوداني يشهد تظاهرات جماهيرية حاشدة ضد الحكومة السودانية احتجاجا على رفع أسعار المحروقات التي تفاقم من معاناة الأشقاء السودانيين، أن هذه الاحتجاجات التي انطلقت تحت عنواناً اقتصادياً هي في الواقع تكشف عن صراعاً سياسياً مزمناً ومريراً تخوضه القوى الشعبية والمنتظمات الوطنية والحزبية ضد السلطة السودانية الحاكمة التي كانت ولا تزال تواجه مطالب الشعب السوداني وقواه الوطنية في التغير والإصلاح بالقمع والتسلط والاستبداد الأمني والسياسي واحتكار السلطات والثروات وخنق كل فرص للمشاركة السياسية وتداول السلطة الأمر الدي حال دون إشراك القوي الوطنية السودانية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني في إيجاد الحلول للمشاكل الصعبة والأزمات المستعصية التي يعاني منها السودان على مدي سنوات عديدة وقادت إلى افقار شعبه نتيجة لسياسات الفاشلة التي سار عليها النظام السوداني.
لذا فأن التظاهرات التي انطلقت مطالبه بإلغاء قرارات رفع الدعم عن أسعار المحروقات سرعان ما تطورت إلى دعوات للمطالبة برحيل النظام السوداني واتسعت لتشمل العاصمة الخرطوم والمدن السودانية الأخرى وتزايدت حدة المواجهات وأعمال العنف في أعقاب لجوء قوات الأمن والشرطة السودانية إلى استخدام القوة والرصاص عمداً ضد المتظاهرين العزل مما أدي إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، كما أقدمت أجهزة الاستخبارات السودانية على اعتقال مئات من المتظاهرين ومن بينهم أعداد كبيرة من قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي في القطر السوداني الذين جرى اقتيادهم إلى جهات غير معلومة وغيرهم من القيادات السياسية والحقوقية إضافة إلى محاولاتها تكميم الأفواه ومصادرة الصحف.
أن التجمع القومي الديمقراطي وانطلاقاً من إيمانه بثوابت الأمة ومصالحها وتطلعاتها جماهيريا في حياة حرة كريمة وانطلاقاً من رفضه التام لاعتماد لأسلوب الحل الأمنين في معالجة الأزمات السياسية والاجتماعية في كل أقطار الوطن العربي والتعامل مع تطلعات الشعب بالقمع والكبت والتقتيل وتعبيراً عن دعمه لنضالات الجماهير على طريق التحول الديمقراطي وتحقيق الأهداف الوطنية بأبعادها القومية والاجتماعية وفي أطار وحدة أقطار الأمة التي تحفظها من الانقسامات العرقية والطائفية، فأننا نعلن تضامننا مع مطالب وحقوق الشعب السوداني الشقيق وتدين كل الأساليب القمعية التي تمارسها السلطات السودانية بحق المتظاهرين واستخدام الرصاص الحي لقتلهم عمداً، ونطالب هذه السلطات بوقف كل أشكال التسلط وأطلاق يد القوى الأمنية في إدارة شئون البلاد والعباد ولكف عن محاولة الإساءة إلى الانتفاضة الشعبية من خلال توجيه الاتهامات الباطلة وتكرار النغمة السقيمة التي اعتادت الأنظمة القمعية والدكتاتورية ترديدها في وصف المتظاهرين والمطالبين بالحرية بالإرهاب او العمالة وغيرها من الأوصاف التي تحاول بها تبرير قمعها واستمرار انتهاكاتها للحقوق والمحرمات.
كما نطالب بأطلاق سراح كل المعتقلين في سجون النظام السوداني ونعرب عن أسفنا العميق لسقوط الشهداء والجرحى ونتقدم بخالص المواساة والتعازي إلى الشعب السوداني ونعلن عن تجديد دعمنا لإرادة هذا الشعب المناضل الذي قدم الكثير من التضحيات في سبيل نهوض وتقدم بلده مما يجعله جدير بحياة حرة وعزيزة.
ونؤكد على أهمية وحدة السودان ووحدة نسيجه الوطني ورفض أي مساس بوحدته الوطنية أو العبث بممتلكاته الوطنية الخاصة والعامة ورفض كل التدخلات الخارجية في شؤون هذا القطر العربي.
التجمع القومي الديمقراطي
البحرين
2/10/2013