بيان صادر عن التجمع القومي الديمقراطي
في الذكرى (46) لهزيمة يونيو ( حزيران ) 1967م
في الخامس من يونيو (حزيران) من هذا العام (2013) تكون قد مرت ستة وأربعون عاماً على هزيمة يونيو 67م، التي شكلت نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى من تاريخ أمتنا العربية، نظراً لحجم التداعيات والنتائج الخطيرة التي خلفتها هذه الهزيمة على كل المستويات العسكرية والسياسية والاجتماعية في دولنا ومجتمعاتنا العربية كافة، فقد احتل العدو الصهيوني خلال ستة أيام أراضي عربية تبلغ مساحتها أضعاف ما اغتصبت من أراضي فلسطين عام 1948م، أي ما تبقى من فلسطين (غزة والضفة الغربية) وسيناء والجولان وبعض من أراضي لبنان، كما هزمت الجيوش العربية وخسرت السلاح والعتاد، وفقدت كل إمكانياتها المعنوية والمادية، ولم يكن في قدرة كل الأنظمة العربية مواجهة عدوان الدولة الصهيونية المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.
واليوم ونحن تقف عن هذه الذكرى الأليمة لسنا نرمي الى جلد الذات أو البكاء على الأطلال، أو محاولة تزوير الذاكرة القومية لغايات مشبوهة، ولا سيما حول أسباب تلك الهزيمة، والتي من بينها التفرد في اتخاذ القرارات المصيرية، وغياب التعددية والديمقراطية، وكذلك سطوة البيروقراطية على مفاصل الدولة المصرية، ناهيك عن محاولة تحيد الجماهير وإبعادها عن المشاركة في قضايا الوطن المصيرية وغياب التنسيق العربي الفعلي، وضعف استعداد الجيوش العربية.
ومع الإقرار بكل تلك الأسباب الداخلية وغيرها من العوامل الخارجية، فأن مسئولية القوى الوطنية والقومية التقدمية كانت ولا تزال رفض إشاعة أجواء اليأس والإحباط عند جماهير الأمة، وثقافة الذل والتراجع أمام أعداء الأمة، والتطاول على تاريخ الأمة واختزاله فقط عند الآثار السلبية لهزيمة يونيو 67 في محاولة مقصودة لتجاهل كل الحلقات المضيئة في الكفاح النضالي الوطني والقومي الذي خاضته الأمة دفاعاً عن وجودها واستقلالها وكيانها وهويتها، وهي تخوض معارك الاستقلال والتحرر من القوى الاستعمارية.
أن هذه الحقيقة تضعنا مباشرة أمام المنهج الذي سار عليه الرئيس الخالد (جمال عبدالناصر) بعد الهزيمة مباشرة، وهو المنهج الذي تجلى تحت شعار "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" وقد برز بوضوح في السنوات الثلاث البالغة الأهمية التالية للهزيمة، خاضت خلالها مصر وسوريا حرب استنزاف وتم إعادة بناء القوات المسلحة التي توجت بالنصر العسكري وتحقيق العبور عام 1973.
كما لا ننسى ردة الفعل القومية الغاضبة لجماهير الأمة، حيث تفجرت في العراق ثورة السابع عشر من تموز 1968 لتبدأ مسيرة وطنية وقومية مجيدة لهذا البلد العربي كانت السبب الأول والرئيسي للتآمر المتواصل عليها، صعودا لشن العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني واحتلاله في مارس 2003.
أن الأحداث المفصلية التي تمر بها أقطار الوطن العربي، التي تتكاثر في أجواءها نذر الحروب الأهلية والفتن الداخلية، ومع تضخم القمع والفساد والاستبداد، وتحول الحرية والتعددية والديمقراطية الى هدفاً في نضالات الجماهير وهاجساً مزعجاً من هواجس الأنظمة العربية، ومع اهتزاز مرجعية المواطنة، في مقابل بروز مرجعيات فاسدة ومتخلفة كالطائفية والعنصرية والإرهاب والتكفير، في ظل كل هذه التداعيات الخطيرة على أمننا الوطني والقومي، ما أحوجنا الى وقفة جادة مع الذات، لدراسة أسباب الضعف والتخلف، وتحديد مكامن الخلل، وتضافر الجهود والبدء بالإصلاح والتغيير الذي يخرجنا من حالة الهوان والانحدار ويخلص أقطارنا من أمراضها المزمنة والقاتلة التي تنخر في الدولة القطرية ومجتمعاتها.
كما أن نهوض الأمة لن يستكمل إلا من خلال ربط نضالاتنا الوطنية بالقومية من خلال دعم انتفاضة الجماهير العربية في البحرين ومصر وسوريا واليمن وليبيا وتونس وبنفس الوقت رفض التدخلات الأجنبية أي كانت والتي تهدف لتحريف هذه الانتفاضات عن مساراتها الصحيحة، إلى جانب تكريس ودعم خيار تحرير الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والعراق ولبنان والجزر العربية الثلاث وغيرها من الأراضي المحتلة.
التجمع القومي الديمقراطي
البحرين
5/6/2013م