تحل علينا هذا اليوم الخامس عشر من مايو (أيار) الذكرى الخامسة والستين لنكبة فلسطين عام 48 م، وهو يوم عاشت فيه فلسطين والأمة العربية أبشع مجزرة عرفها التاريخ الإنساني في العصر الحديث، حيث قامت العصابات الصهيونية وبغطاء من القوى الاستعمارية الغربية بتنفيذ مشروعها الإجرامي على أرض فلسطين العربية، وتم تشريد شعبها الى بقاع الدنيا، وإحلال مكانهم المهاجرين الصهاينة في المدن والقرى الفلسطينية التي تعرض أهله للطرد والإقلاع.
تحل هذه الذكرى الأليمة، في ظل أوضاع عربية بالغة الخطورة، حيث يعيش الوطن العربي حالة من الاضطراب والتفكك، وتتعرض الكثير من الأقطار العربية الى تحديات داخلية وخارجية تهدد وحدتها وهويتها الوطنية والقومية، في مقابل عجز الأنظمة العربية الحاكمة ومعاناتها من الضعف وتفشي الاستبداد والفساد وتأمر البعض من الدائرين في الفلك الأمريكي الصهيوني خدمة للمشروع الصهيوني عبر المتاجرة بأرض فلسطين وتضحيات شعبها الصامد، ومن خلال المضي في سياسات التطبيع مع الصهاينة المجرمين، وهو ما يشكل دعماً وتزكية لكل الجرائم التي يقترفها هذا الكيان العنصري في فلسطين وغيرها من الأقطار العربية.
ان تشخيصنا لحقيقة الأوضاع العربية التي باتت تهدد حاضر ومستقبل الأمة العربية، وتهدد قضية فلسطين بالضياع، وانطلاقاً من واجبنا الوطني والقومي، فأننا ندعو الى ضرورة مساندة شعبنا العربي الفلسطيني وتقديم كل الدعم له ولكل القوى الفلسطينية المناضلة المقاومة للاحتلال الصهيوني، الذي لم يكتف بعدوانه على فلسطين وعلى شعبها مقدساتها، بل امتدت جرائمه ضد الدول العربية، وكان أخرها عدوانه ضد القطر السوري، وهو العدوان الذي كان ما له أن يحصل لو لا الدعم العسكري والمالي والسياسي الذي تقدمه الإدارة الأمريكية والدول الغربية وإطلاق يده للامعان في سفك الدماء العربية في فلسطين ولبنان وسوريا.
إننا إزاء عجز وتخاذل الحكومات العربية، وتواطؤ البعض الأخر منها، ليس أمامنا سوى مطالبة جماهير الأمة بالتمسك بالثوابت الوطنية والقومية، في مواجهة كل المحاولات الرامية الى التفريط بالقضية الفلسطينية، كما ندعوها الى نصرة هذا القضية باعتبارها القضية المركزية للأمة دفاعاً عن وجودنا وأمننا الوطني والقومي، ولا سبيل الى هذا سوى الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ودعم صموده وحقه في الدفاع عن حريته، وحقه في المقاومة وتحرير أرضه من الغزاة المحتلين وحقه في العودة لإفشال كل مشاريعهم الاستيطانية العنصرية، وإننا على يقين بأن أرواح الشهداء وكل تضحيات الشعب الفلسطيني وأبناء الأمة من أجل فلسطين لن تذهب سدى، كما إننا ندعو في هذه المناسبة الى وحدة فصائل المقاومة الفلسطينية على قاعدة مواجهة مخططات التهويد والتسوية الاستسلامية ومواصلة الكفاح حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.
عاشت فلسطين حرة عربية.
المجد والخلود لشهداء فلسطين والأمة العربية.
التجمع القومي الديمقراطي
15/5/2013 – البحرين