اليوم الثلاثين من مارس (آذار) ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، يقف التجمع القومي الديمقراطي ومعه جماهير الأمة العربية وأحرار العالم وقفة عز وجلال للشعب العربي الفلسطيني، الذي جعل من هذا اليوم ملحمة بطولية في وجه الاحتلال الصهيوني العنصري، ومحطة مضيئة في تاريخ شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية، يوم تفجر الانتفاضة الفلسطينية الباسلة رداً على إقدام العدو المحتل على نهب ومصادرة الأراضي الفلسطينية وتهجير أهلها، واليوم الثلاثين من مارس عام 1976 عندما هبت الجماهير الفلسطينية في الأرض المحتلة معلنة الإضراب الشامل، وخروج التظاهرات الحاشدة في العديد من مدن وقرى فلسطين، والتي قابلها الاحتلال بقمع ووحشية مما أدى الى استشهاد وجرح عدد من أبناء فلسطين الأبرار من المتظاهرين العزل، حيث روت دمائهم الزكية أرض فلسطين الطاهرة.
وإننا اذ نشارك الأشقاء في فلسطين وفي الوطن العربي الاحتفاء بهذه الذكرى الكفاحية، والتي كانت عنواناً للحرية والعدالة، إنما ننطلق من إيماننا بعدالة قضية فلسطين، ومن ثوابت أمتنا القومية التي تؤكد جميعها، ان هذه القضية تمثل جوهر صراع الأمة العربية مع العدو الصهيوني الاستيطاني، واحتلال أرض فلسطين، وحلم عودة شعبها الى أرض السليبة، هي لب صراعنا القومي مع الأعداء والصهاينة العنصريين وحلفاؤهم المستعمرين الداعمين للاحتلال والمساندين لجرائمه المتعددة والمستمرة في حق الشعب العربي الفلسطيني الصابر المجاهد.
ان يوم الأرض هو صرخة في وجه العدو الغاصب وسياساته العنصرية وقراراته الفاشية، كما انه صرخة في وجه الدول الكبرى الداعمة له وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بالإضافة الى السياسات والمواقف المتخاذلة لبعض الأنظمة والحكومات العربية المتواطئة والسائرة في ركاب التسوية المذلة والتطبيع المهين مع العدو المحتل. لذلك فأن كل قراراتها هي بالضد من مصالح الأمة سواء في فلسطين أو سوريا أو العراق، والتخلي عن التزاماتها تجاه شعب فلسطين وقضيته العادلة خضوعاً لمشيئة الأمريكان ومشاريعها العدائية في المنطقة العربية، والتي هدفها الأساسي تثبيت الاحتلال وتجزئة أقطار الوطن العربي على أسس طائفية وعرقية. وقد أثبتت تجارب الأمة العربية في صراعاتها مع أعداءها، ان نهج المقاومة ورفض الاستسلام هو وحده الطريق الذي يوصل الى الحقوق المشروعة، وهزيمة كل مشاريع الذل والهوان التي يحاول الغزاة والمستعمرون فرضها علينا.
وتسليماً بهذه الحقيقة فأننا ندعو في هذه الذكرى جماهير أمتنا على امتداد ساحة الوطن العربي، بضرورة تصعيد تلاحمها مع القضية الفلسطينية عبر تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي والسياسي لنضالات الشعب الفلسطيني من أجل كسر إرادة المحتلين الصهاينة وإفشال كل مخططاتهم الاستيطانية الاستعمارية.
أننا في التجمع القومي نجدد دعمنا الكامل للشعب العربي الفلسطيني وكل قواه الوطنية المجاهدة على طريق استرجاع حقه وحماية هويته الوطنية والقومية، وتحرير أرضه وكيانه من دنس الاحتلال، وفي المقابل ندين كافة جرائم القتل والإرهاب والاعتقال والاستيطان التي يمارسها ويقترفها الكيان الصهيوني العنصري بصورة دائمة في حق الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن وجوده.
كما ندعو كافة القوى والأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية وجميع القوى المحبة دعم حق هذا الشعب وتطلعاته للحرية والاستقلال وتحرير الأرض وبناء الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، ولن يكون ذلك ممكنا سوى عن طريق حشد كل طاقات الأمة العربية وقواها الوطنية والسياسية والمجتمعية لمواجهة كل الأخطار والتحديات التي تتعرض لها أقطار الأمة العربية، ونتطلع بالأخص الى الدول العربية التي فجرت ثوراتها وانتفاضاتها الباسلة وأسقطت نظم الاستبداد والفساد، والتي كانت تشكل عوائق في وجه نهوض الأمة والدفاع عن قضاياها وفي المقدمة منها قضية فلسطين، ونرى ان الثورات العربية قد أتاحت فرص عظيمة لإعادة الاعتبار لقضايا الأمة ووحدتها، وكذلك لمفهوم الأمن القومي العربي، الذي ستكون بوابة تحرير فلسطين ودعم المقاومة الوطنية العراقية للتخلص من الاحتلال ومخلفاته، والوقوف الى جانب مطالب شعب سوريا العربي في الحرية والديمقراطية وصون وحدة سوريا ورفض مؤامرات الدول الاستعمارية وتواطؤ الدول العربية مع القوى الإرهابية والتكفيرية التي تسعى جميعها الى تدمير هذا القطر العربي وإشعال نار الصراعات المذهبية والعرقية.
وأخيراً ندعو الى التصدي وإفشال كل مشاريع التسوية المذلة للقضية الفلسطينية، وفضح كل محاولات التطبيع مع العدو المحتل والمروجين له.
عاشت فلسطين حرة عربية.
المجد والخلود لشهداء فلسطين والأمة العربية.
التجمع القومي الديمقراطي
2013 – 4 – 1
مملكة البحرين