بيان صادر عن الأمانة العامة
في التجمع القومي الديمقراطي
عقدت الأمانة العامة في التجمع القومي الديمقراطي اجتماعها الدوري، وفي بداية الاجتماع تقدمت الأمانة العامة بأحلى التبريكات والتهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لشعبنا العزيز والى الامتين العربية والإسلامية، كما يطيب للأمانة العامة أن تتقدم لأبنائنا الطلبة والطالبات الناجحين والمتفوقين بأسمى التهاني متمنين للجميع التوفيق والنجاح.
وقد جرى في اجتماع الأمانة العامة استعراض أخر التطورات على الصعيدين الوطني والقومي في هذه المرحلة الهامة المفصلية التي يجتازها وطننا والوطن العربي، وبات الوضع السياسي في البلاد مفتوحاً على احتمالات عديدة في غياب أفاق الحلول السياسية.
لذلك فأن الأمانة العامة ترى في هذه الظروف السائرة نحو التصعيد، بضرورة الدفع باتجاه حلاً سياسياً وطنياً شاملاً ودائماً، يخرج البلد من أزمته ويفتح أبواب الاستقرار ويوفر أسس العدالة والمساواة والديمقراطية الحقيقية، ونرى ان ما ينقصنا للمضي في هذا الطريق الذي يحفظ وحدة وطننا ويصون حقوق شعبنا، هو غياب الإرادة السياسية الجادة، والإصرار على المضي في خيار القبضة الأمنية، وهو الخيار الذي جرى اختباره في العديد من المحططات، وكانت نتائجه مزيد من الويلات والمعاناة للوطن والشعب على حد سواء.
من هنا فأن الأمانة للتجمع القومي تنظر بقلق بالغ لارتفاع وتيرة الانتهاكات، التي تأخذ شكل المداهمات والاعتقالات وتصاعد المحاكمات وكثرة الأحكام غير المبررة، اضافة الى المضي في سياسات الإفلات من العقاب، حيث يجري تبرئة المتورطين في أساليب التعذيب بحق المعتقلين، وفي ذات السياق أكدت الأمانة العامة تمسك التجمع القومي بخيار الحوار، وهو خيار ثابت لا رجعة عنه، لأنه الطريق الموصل إلى الاستقرار والحفاظ على وحدة النسيج الوطني لشعبنا بعيداً عن كل حالات الاحتقان الطائفي والعصبيات المذهبية التي تدفع بلدنا نحو المجهول، ونتطلع الى الحوار الجاد الذي يقود الى اصلاحات سياسية ودستورية حقيقية تسمح بإعادة هيكلة المؤسسات السياسية والتشريعية، وتعيد التوازن في الوضع السياسي والاجتماعي الراهن، وترسيخ قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وعلى الصعيد القومي، أكدت الأمانة العامة مجدداً مواقفها المبدئية الداعمة للثورات والانتفاضات الشعبية التي اجتاحت العديد من الأقطار العربية، في مواجهة تسلط وجبروت الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة في هذه الأقطار.
وأننا دائما مع خط جماهير الأمة باعتبارها القوة الحاسمة في تغيير الواقع المزري، والنهوض بالأمة وتحقيق أهدافها في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وعلى صلة بهذه الأحداث في الساحة القومية خاصة ما يجري في أرض الكنانة مصر وسوريا والعراق ولبنان وغيرها من الاقطار العربية، فأن التجمع القومي يؤكد رفضه لإعادة انتاج الاستبداد وأنظمة الفساد، تحت أية عباءات او شعارات دينية او سياسية، ويدعو الى الاستجابة للإرادات الشعبية والتوجه نحو بناء مستقبل سياسي وديمقراطي يحمي الأقطار العربية من مخاطر التفتت والتدخلات الخارجية وهيمنة القوى المناهضة للثورة. وإذ كان التجمع القومي مؤيدا لثورة مصر العظيمة ضد نظام مبارك غير المأسوف عليه، فإننا نجدد اليوم دعمنا لشباب مصر في ميدان التحرير وكل الميادين المطالبين بإنقاذ ثورة يناير من براثن الاستبداد والتخلف والعبور بها الى أفاق الحرية والديمقراطية، وندعو الى التمسك بقيم العدالة والإنسانية وانتهاج مبدأ المصالحة الوطنية والابتعاد عن سياسة الانتقام والتعدي على حقوق وكرامة ايً من القوى السياسية او قياداتها او عناصرها مهما كان انتمائها السياسي أو الفكري، ونتطلع إلى أن تحتضن العملية السياسية الديمقراطية بموجب خارطة الطريق المعلنة كل القوى السياسية والنضالية الثورية التي اشعلت ثورة 25 يناير المجيدة وأطاحت بالدكتاتورية، وتحقيق أهداف الشعب المصري بالحرية والكرامة والعيش الكريم والأمن والاستقرار، وان تعود مصر لممارسة دورها القومي الطليعي والأصيل دافعا عن قضايا الامة ومناصرة جماهيرها المتعطشة للحرية والديمقراطية.
كما نؤكد رفضنا القاطع لكل أشكال التدخلات الخارجية ومحاولة سرقة نضالات أمتنا العربية، او صرفها عن أهدافها الوطنية لصالح أهداف وأجندات خارجية ترمي الى تفتيت الكيانات الوطنية ونشر الفوضى وعدم الاستقرار فيها. وبث سموم التفرقة الطائفية من خلال سياسة دعم وتمكين القوى الظلامية والتكفيرية التي تنشر الموت والخراب وتستهدف المواطنين الابرياء في العمليات الانتحارية الاجرامية كما يحصل في العراق وفي سوريا وفي غيرها من الساحات العربية.
الأمانة العامة
التجمع القومي الديمقراطي
البحرين
3/7/2013