عقدت الأمانة العامة للتجمع القومي اجتماعاً اعتيادياً مساء يوم الثلاثاء 5 ديسمبر 2006 وكان على رأس جدول أعمال الاجتماع إجراء تقيم للانتخابات البرلمانية والبلدية الأخيرة ومشاركة التجمع القومي فيها والنتائج التي أسفرت عنها، وقد اعتبرت الأمانة العامة أن الانتخابات حدثً هامً في التاريخ الوطني والسياسي في البحرين، وأن النتائج التي أسفرت عنها والتي تشكل الخارطة السياسية للبرلمان الجديد في المرحلة المقبلة هي نتاج الثقافة السياسية السائدة وانعكاساً للمناخ الاجتماعي والسياسي التي يسود البحرين والمنطقة عموماً من هيمنة قوى الإسلام السياسي على الشارع وخروج القوى الوطنية والديمقراطية دون تحقيق أي نتائج ملموسة وأنه بالرغم مما رافق هذه العملية من حراك سياسي وتجاذبات أتسم بعضها بالغلو والتصعيد وبروز الو لاءات والنزعات الطائفية على حساب الروح الوطنية التي حرص التجمع القومي على الدفاع عنها والعمل بوحى منها ومن أجلها. رغم كل ذلك تبقى العملية الانتخابية تجربة تستحق دراستها بإمعان واستخلاص العبر والدروس السياسية والوطنية من أجل المستقبل.
وقد ناقشت الأمانة العامة الظروف التي أحاطت بقرار التجمع القومي بالمشاركة في هذه الانتخابات رغم تقييمه للواقع السياسي ومعرفته بالتعقيدات والملابسات التي تحيط بالعملية السياسية وإدراكه لطبيعة القوانين التي تحكم هذه العملية، إلا أن الواجب الوطني والحرص على تعزيز قيم الديمقراطية والتعددية وترسيخ قيم الوحدة الوطنية التي رأينا للأسف بعض مظاهر تصدعها جراء بعض السلوكيات الطائفية والاستقطاب المذهبي إضافة إلى حرص التجمع القومي على أحداث تغير حقيقي في البنية التشريعية والقانونية خاصة تلك التي تصادر الحقوق الأساسية للمواطن وتحاصر عمل وتحرك الجمعيات والقوى السياسية، كان كل ذلك يمثل الدافع الأول لقرار المشاركة.
وقد أشادت الأمانة العامة بالمرشحين اللذين تقدما للمنافسة في هذه الانتخابات بأسم التجمع القومي الديمقراطي انطلاقاً من الدافع الوطني لخدمة الشعب والأيمان المطلق بثوابت وأهداف الوطنية والقومية للتجمع. ورغم الجهود التي بذلت من قبل المرشحين والفريق المساند لهما الأ أنه رافق ذلك بعض القصور في الجوانب التنظيمية وهو ما يفرض على التجمع القومي خلال المرحلة القادمة أهمية الانفتاح بصورة أكبر وأشمل على الجماهير وتنشيط العمل في صفوفها بغية البناء على النتائج الإيجابية التي خرجنا بها من هذه التجربة.
وقد توقفت الأمانة العامة باهتمام وقلق بالغين أمام ما رافق العملية الانتخابية من مظاهر سلبية ألقت بظلالها على سير هذه العلمية وأثرت في نتائجها خاصة تلك التجاوزات التي تمثلت في الشحن الطائفي واللجؤ إلى أساليب غير حضارية وغير أخلاقية في تعمد الإساءة إلى بعض المرشحين والطعن في شخوصهم والتشهير بهم إضافة إلى ما أسهمت فيه المراكز ألانتخابية العامة وما ارتبط بها من توجيه قسري للناخبين وخاصة العسكريين لصالح مرشحين دون غيرهم، وغيرها من الخروقات التي شهدتها هذه العملية في العديد من الدوائر سواء من الجانب الرسمي أو من جانب بعض القوي والمرشحين ألا أن كل ذلك لا يمنع من الإشادة بسير العملية الانتخابية بشكل عام وبالجهود الذي بذلت من حيث التنظيم والانضباط التي سادا هذه العملية.
هذا وعبرت الأمانة عن أسفها لعدم تمكن المرأة البحرينية من الوصول إلى البرلمان أو المجالس البلدية بالصورة التي تستحقها وذلك لغياب الوعي الاجتماعي والسياسي عن أهمية دور المرأة وغياب المنافسة الديمقراطية السليمة والشريفة التي واجهت بعض المرشحات.
كما ناقشت الأمانة العامة مسألة التحالفات مع بعض الجمعيات في هذه الانتخابات وجرى التأكيد على أهمية تطوير هذه التحالفات في المستقبل لتشمل كل القوى الوطنية والديمقراطية وجرى التنويه ببعض القصور الفاضح في ترجمة هذا التحالف إلى واقع ملموس في الانتخابات الأخيرة من حيث عدم الالتزام بأسس وأشكال الدعم المتفق عليها. وتقدمت الأمانة العامة بروح صادقة لكل الفائزين بالتهنئة بمناسبة الفوز وتمنت عليهم أن يكونوا في مستوى ثقة شعبهم من أجل صنع واقع سياسي وبرلماني جديد يهتم بالقضايا الوطنية والقومية الكبرى وأن يعمل وفق الأولويات الوطنية والجماهيرية والتوجه لمعالجة الملفات الحيوية والأساسية للمواطنين وفي المقدمة منها ملف البطالة والإسكان والتعليم ومحاربة الفساد بكل أشكاله والابتعاد عن الصراعات الهامشية على حساب المصلحة العليا للوطن وكما دعت الأمانة العامة كافة المواطنين بضرورة الوعي والانتباه إلى أهمية دورهم في المرحلة القادمة لمتابعة ومراقبة أداء المجلس وأداء كل القوي والكتل السياسية من أجل أغناء التجربة وتطوير العمل السياسي والوطني بعيداً عن الحشد والاصطفاف الطائفي، وجددت الأمانة العامة في التجمع القومي عزمها على أجراء تطوير نوعي في طريقة وآليات العمل السياسي للتجمع القومي في المرحلة القادمة والحرص على التواجد بصورة دائمة وفعالة في الساحة من أجل مصلحة المواطن وكسب ثقته وتعريفه بثوابت ومرتكزات فكر التجمع القومي وتوجهاته الوطنية والقومية.