اليوم الأول من فبراير تشارك المرأة البحرينية أخواتها في الأقطار العربية الاحتفال بيوم المرأة العربية، تعبيراً عن اعتزازها بمكانة المرأة ودورها في بناء وتطور مجتمعها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى ما تتحمله من أعباء صون وحماية كيان الأسرة من العديد من الأمراض الاجتماعية التي تفتك بالمجتمع، ولجنة المرأة في التجمع القومي ومن منطلق واجبها وأهدافها الأساسية في إبراز دور المرأة والعمل على نيل حقوقها الأساسية، تنظر إلى هذه المناسبة باعتبارها دافعاَ لتنمية الوعي بحقوق النساء ومضاعفة العمل لتغيير واقع المرأة وتهيئة الظروف أمامها بما يمكنها في لعب دورها الحقيقي والمساهمة في مختلف فعاليات التنمية. كما ترى في هذه المناسبة فرصة لدفع المجتمع نحو رفع كل القيود المفروضة على تحرك المرأة ووضع حد لكل أشكال التمييز ضدها، وهذه هي أهداف ومطالب أساسية أكدها البرنامج السياسي للتجمع القومي الذي اعتبر تطور المجتمع البحريني يبقي ناقصاً ما لم تؤمن حقوق المرأة كاملة، على مختلف الأصعدة الاجتماعية والسياسية والتشريعية، خاصة ونحن نشهد اليوم العالم وهو يسير باتجاه إنجاز الكثير من الخطوات والقرارات التي تعمل على إنصاف المرأة وإعطائها حقوقها الأساسية ومنها بالطبع الحق السياسي، كما جرى إصدار العديد من الاتفاقيات الدولية وعقد الكثير من الفعاليات والمؤتمرات التي تصب في مجال تأكيد حقوق المرأة ورفع الوصاية عنها ورفض التمييز أو التهميش الواقع عليها من قبل المجتمع سواء عبر التقاليد البالية والمتخلفة أو من خلال التشريعات والقوانين التي تحد من حريتها وحركتها.
ونحن في البحرين ومع إقرارانا واعتزازنا بالخطوات التي تمت مع انطلاق المشروع الإصلاحي في البلاد خاصة في المجالات السياسية التي سمحت للمرأة بحرية الانتخاب والترشيح، ومع اعتزازنا بالكثير من القرارات والمشروعات التي تطلق في الوقت الراهن لتمكين المرأة البحرينية للمشاركة السياسية ، وتحقيق بعض المكاسب لها. آلا انه لا تزال هناك الكثير من نقاط الضعف والعقبات التي تشكل تحدياً وعائقاً أمام المرأة البحرينية لكي تتبوأ المكانة اللائقة، وهو ما يعد في الواقع انتقاصاً من جوهر العملية الديمقراطية التي تقوم على العدل والمساواة واحترام الرأي الآخر.
أننا في الوقت الذي نحيي فيه نضالات المرأة البحرينية فأننا نطالبها بضرورة العمل الجاد والمتواصل والصبور على مختلف الجبهات للوقوف على حقيقة الأسباب التي لا زالت تكبل طاقاتها وتحول دون تحقيق أهدافها وتحسين ظروفها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
كما ننتهز هذه الفرصة للتوجه بالتحية والتقدير إلى المرأة العربية في كل ساحات الوطن العربي خاصة المرأة الفلسطينية التي تشارك أخيها الرجل بطولات وتضحيات المواجهة مع الكيان الصهيوني المحتل في فلسطين العزيزة. وكذلك المرأة العراقية المجاهدة التي تتحمل جرائم وعدوان الاحتلال الأمريكي في العراق جنباً إلى جنب أخيها العراقي وتقاسي عذابات السجون والمعتقلات التي تعج بالمناضلات العراقيات من أمثال الدكتورة هدى عماش ورحاب طه وغيرهما.
كما نحي نضالات المرأة في كل أنحاء العالم من أجل نيل حقوق المرأة ونثمن جهود كل المنظمات والمؤسسات العاملة في مجال شئون المرأة على طريق إنجاز الحقوق المدنية والسياسية لهاوتأكيد قيم المساواة والعدل من خلال التشريعات القانونية والحضارية.
1 فــبــرايـــر 2005 م