تتكشف يوماً بعد يوم حقيقة وطبيعة المخططات والنوايا العدوانية للنظام الإيراني تجاه المنطقة العربية برمتها وأقطار الخليج العربي على وجه التحديد، والتي تأتي ضمن سلسلة من الخطوات والإجراءات التي مابرحت إيران الاقدام عليها في تتابع غير متقطع للأنظمة المتعاقبة على حكمها بغرض تكريس احتلالاتها ونفوذها غير الشرعي وأطماعها الشريرة في المنطقة، والتي سوف لن تكون الإجراءات التي اتخذتها مؤخراً بإقامة منشآت لها على جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة سوى حلقة من حلقات هذا المخطط الخبيث.
إن الخطوة الإيرانية الأخيرة بمحاولة فرض الأمر الواقع وتكريس احتلالها للجزر الإماراتية العربية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، لايمكن فهمها وإدراك أبعادها ومضامينها بمعزل عن مجمل السياسات والمخططات الإيرانية وطبيعة المخططات الأخرى المرسومة لمنطقة الخليج العربي ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد، فهذه الخطوة ليست إلا إفراز من إفرازات الدور الإقليمي لإيران المتفق عليه مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأخرى، والذي أصبحت هذه الدول تقره علانية وتجاهر به عبر بيانات وتصريحات رسمية صادرة عن هذه الدول وممثليها، كحق من حقوق إيران على حساب الحقوق والمصالح العربية، تحت ذريعة التعامل مع الملف النووي الإيراني، وبالتالي فهي ليست إلا تذكيراً بأصل إحتلال الجزر الثلاث الذي جاء كترضية ومكافأة لنظام شاه إيران المقبور عن مجمل خدماته الجليلة التي لاتزيد في قيمتها وجوهرها وأهدافها النهائية عن الخدمات التي تقدمه إيران في هذه المرحلة لذات المخطط والأهداف العدوانية في ظل إرتفاع سقف الترضية والأطماع الإيرانية من جانب، وأنهيار كافة مقومات النظام الأمني العربي من جانب آخر.
إن التجمع القومي الديمقراطي، في الوقت الذي يستذكر فيه كافة الإجراءات والتصريحات الإيرانية المتعددة حول عائدية البحرين لإيران وتهديداتها المتواصلة لأقطار الخليج العربي وغلق مضيق هرمز المنفذ الوحيد أمام هذه الأقطار، وسعيها الدائم لإثارة الفتن والنعرات الطائفية البغيضة بغية تفتيت المجتمعات العربية، وإذ يدين ويشجب الإجراء العدواني الإيراني الأخير على جزيرة أبو موسى المحتلة، فإن التجمع ومن منطق إدراكه وفهمه العميق للمخططات التوسعية الإيرانية وإيمانه بوحدة التراب العربي وترابط عناصر النظام الأمني للوطن العربي، فإنه يؤكد في الوقت ذاته على حتمية التذكير بالدور والمخطط الإيراني واحتلاله للعراق بالتعاضد والمشاركة الفعلية مع الاحتلال الأمريكي لهاذا القطر العربي، ووجوب فضح وإدانه الجرائم النكراء المسكوت عنها التي يرتكبها النظام الإيراني بحق العراق أرضاً وشعباً وتاريخاً ومقدسات والتي تتوالى فصولها وانكشافها وعدم إمكانية التستر عليها منذ اللحظة الأولى للاحتلال حتى اليوم، والتي كان آخرها الإعلان عن قيام النظام الإيراني وعلى الأراضي الإيرانية بتشكيل وتدريب فرق الموت والأغتيالات التي طالت ولا تزال تطول جميع أبناء الشعب العراقي بكافة طوائفه ومذاهبه، في مسعى متجدد لإيران لإثارة الفتنة وتحقيق هدف الإقتتال الطائفي في العراق بعد أن أفشل شعب العراق الأبي مساعيها ومساعي عملائها وجلاوزتها السابقة.
إن النظام الأمني العربي بعد احتلال العراق وحقوق ومصالح الأقطار العربية لايمكن صونها وحمايتها من خلال إصدار بيانات الشجب والإدانة للأعمال والإجراءات العدوانية من حيثما جاءت مالم تقرن بالافعال التي يمكن أن ترتقي لمستوى وخطورة الأوضاع العربية وظلامية المخططات العدوانية التي تحاك وتنفذ بالضد من الحقوق والمصالح والأرض العربي، وإن لاسبيل لذلك إلا من خلال قيام الأنظمة والجماهير العربية بدعم المقاومة العراقية الباسلة وإسنادها بكافة الأشكال والصور في جهادها البطولي لتحرير العراق من الاحتلالين الأمريكي والإيراني بدلاً عن دعم احتلال العراق من خلال فتح السفارات العربية في بغداد وتوفير الغطاء العربي للاحتلال ونظامه المتهالك في المنطقة الخضراء.
عاش وطننا العربي حراً أبياً.