بيان سياسي صادر عن جبهة التحرير العربية
بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني
جماهير شعبنا المناضل, اسرانا البواسل:
انتصر القائد خضر عدنان كما انتصرت المناضلة هناء الشلبي وهي تتمتع بحريتها على ارض غزة الصمود, وسوف ينتصر الاخوة الثمانية المضربين, هؤلاء الرجال الذين تفوقوا بارادتهم على قرارات وقوانين العدو الجائرة, فالاعتقال الاداري الذي تمارسه اسرائيل ضد مناضلي شعبنا انما يعود الى الاستعمار البريطاني ,ففي عام 1936 قامت بريطانيا باحتجاز قادة شعبنا الفلسطيني واودعتهم المعتقلات دون أية محاكمة او ان توجه لهم اية تهمة وذلك بغرض انهاء الثورة في حينه, ولا زال هذا القانون مستمراً حتى اليوم وهو قانون فريد من نوعه يمضي المعتقل سنوات وراء القضبان دون اية محاكمة ودون اية تهمة.
ولذلك وتضامناً مع هؤلاء المناضلين نرى ضرورة ان تكون هناك حملة رسمية وشعبية تشرح للرأي العام العربي والدولي ما يتعرض له ابناء شعبنا الفلسطيني من ظلم الاحتلال الاسرائيلي الذي يطال الالاف من اسرانا دون اية محاكمة وفي طليعتهم المجاهد عزيز دويك واعضاء المجلس التشريعي وبهذا الصدد نطالب المجالس البرلمانية العربية والغربية من اجل الضغط للافراج عن هؤلاء المجاهدين, والاعتقال الاداري ليس سوى الوجه الآخر للمعتقلات الامنية حيث هناك ما يزيد على خمسة الاف مناضل من ابناء شعبنا الفلسطيني بينهم عدداً من القادة منهم المناضل القائد مروان البرغوثي, والامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات, والمجاهد حسن يوسف وعباس السيد ومحمد عرمان, وامجد العبيدي وعماد عصفور وغيرهم الكثير.
هؤلاء الالاف المحرومين من ابسط حقوق اسرى الحرب المقرة دولياً والذين تمارس بحقهم الاجراءات التعسفية, تبدأ منذ ساعة الاعتقال حيث يتعرض المعتقل الى اشد صنوف التعذيب النفسي واحياناً الجسدي ويستمرالتحقيق هذا لما يزيد عن اشهر في بعض الاحيان في اجواء زنازين انفرادية كئيبه الهدف منها تجريد الانسان من انسانيته بحيث يصبح الوصول الى السجن وانتهاء التحقيق هو الهدف.
لتبدأ رحلة طويلة من المحاكمات والتي يستمر بعضها لسنوات من عذابات"البوسطات" وارهاب القوات الاسرائيلية المسماة "النحشون" وغرف الانتظار الضيقة والقذرة حيث يحشر فيها العشرات حتى يصبح الحكم الجائر وما يسمونه بالصفقه في كثيرمن الاحيان هو الخلاص. والاحكام في اسرائيل فريدة من نوعها, فهناك احكام بالمؤبد وتطال العشرات من المناضلين رغم ان المنفذ يكون واحد او اثنين في اغلب الاحيان.
الى جانب ان ما يتعرض له الاسرى المرضى في طريقهم الى مستشفى الرملة والمسمى زوراً بالمستشفى والعودة وهناك مناضلين داخل المستشفى يعانون من امراض مزمنة مر عليهم سنوات. ان هذه الحالة التي يعيشها مناضلي شعبنا داخل السجون الاسرائيليه يجب ان تكون حافزاً لدى شعبنا في الخارج من اجل تعزيز نضاله وبما يرتقي الى عذابات هؤلاء المناضلين من رجال ونساء.
وما يحصل الان من تجمعات ومسيرات ورفع عرائض الى المؤسسات الدولية ضرورة ان لا يكون نهاية المطاف بل ان الاحصاءات تشير الى اننا نستهلك من الاحتلال الاسرائيلي مواد مستورده بمبلغ اربعة مليارات دولار سنوياً وهو مبلغ ضخم يجنيه الاحتلال من جراء احتلاله حتى ان الرئيس ابو مازن محمود عباس قال " نحن ارخص احتلال في العالم" لذلك مطلوب ان نرفع شعار "نأكل ما ننتج" وان ترتقي مؤسساتنا الصناعية الى المستوى الذي يضيق الخناق على الصناعات والبضائع الاسرائيلية, ونرى من الاهمية في هذا الصدد ضرورة تعديل اتفاقية باريس الاقتصادية الذي كان الهدف منها حالة مؤقتة واذا بها تستمر الى الابد.
والامر الثاني: وقد رددناه اكثر من مرة انه اذا لم نكن قادرين على انجاز المصالحة وهو امر مستهجن ومرفوض ولا نرى سبباً لاستمرار الانشقاق سوى التنازع على مكاسب السلطة, فان علينا ان نوحد نضالنا في وجه العدو المشترك "اسرائيل" وقد شقت لنا جماهير شعبنا طريق المقاومة الشعبية في مواجهة اجراءات العدو التعسفية في الاستيطان وتهويد القدس وهدم البيوت واقامة جدار الفصل العنصري لذا نرى ضرورة تكاثف كافة الجهود لكافة القوى والفصائل الوطنية والاسلامية وتصعيد نضالها في مواجهة الاحتلال , هذه المعركة التي اصبحت تستقطب كافة مناصري الحرية من مختلف دول العالم حتى من داخل اسرائيل. ولتكن وثيقة العهد والميثاق التي وقعتها القوى الممثلة للاسرى والتي تجاوزت خلافاتها من اجل تصعيد نضالها ضد قوات الاحتلال والبدء باضراب شامل في يوم الاسير الفلسطيني اسوة لنا.
والامر الثالث: هو التوجه الى المؤسسات الدولية واذا كانت الولايات المتحدة الاميركية انفردت بمنع مرور اي قرار في مجلس الامن يدين اسرائيل في بناء المستوطنات وهو الامر الذي رفضته الرباعية الدولية وتدينه كافة القرارات الدولية فان السلطة الفلسطينية استطاعت الحصول على عضوية كاملة في مؤسسة الاونيسكو والحصول على قرار تشكيل لجنة تقصي الحقائق في ما يتعلق ببناء المستوطنات.
لذلك واذا تعذر امر الحصول على الاصوات التسعة للموافقة على قرار العضوية الكاملة لفلسطين في مجلس الامن, فاننا نرى ضرورة التوجه الى الجمعية العمومية للحصول على دولة تؤهلنا لدخول المؤسسات الدولية لتعرية دور اسرائيل وممارساتها العدوانية بحق اسرانا بشكل خاص وشعبنا الفلسطيني بشكل عام.
في يوم الاسير الفلسطيني نتذكر الشهداء الاكرم منا جميعاً الذين ضحوا بارواحهم من اجل حرية وطنهم. كما ندعو لتعزيز نضال شعبنا في الخارج دعماً لمقاومة اسرانا في سجون الاحتلال.
في يوم الاسير الفلسطيني نتوجه بتحية اجلال واكبار الى اسيراتنا واسرانا البواسل في السجون الاسرائيلية والى عوائلهم, كما نتوجه بالتحية الى عمداء الاسرى.
المجد والخلود للشهداء الابرار
الحرية لاسرى الحرية
وانها لثورة حتى التحرير
جبهة التحرير العربية
الامانة العامة
17/4/2012م