لقد تكالبت قوى الاستعمار الغربي منذ أكثر من 56 عاماً وقررت بكل بساطة منح حق لمن لا حق لهم، منح فلسطين للقتلة والإرهابيين تحت كذبة سموها ( أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ) وتناسوا بل تناسى هؤلاء أن في أرض فلسطين شعباً حياً يعيش منذ آلاف السنين.
ولم تقف الجريمة عند اغتصاب الأرض .. بل استمرت القوات المغتصبة في ارتكاب المجازر .. بدأت من دير ياسين واللد والرملة وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا واغتيال القيادات السياسية والميدانية للقوى المناضلة المجاهدة من أبناء فلسطين. و هاهي الجرائم تستمر في حي الزيتون ورفح وغزة من خلال سياسة القتل والحصار والاغتيالات باستخدام أحدث وسائل القتل والإرهاب في العالم.
إن ما تشهده المنطقة العربية هذه الأيام من جرائم بشعة بحق الإنسان العربي وأرضه وثرواته وبخاصة احتلال العراق الشقيق وما يرتكب بحق شعبه من اغتيالات وانتهاكات صارخة لحقه الإنساني و تعذيب أسراه .. إنما هو نتيجة حتمية للجريمة الأم التي ارتكبتها قوى الاستعمار الكبرى التي زرعت الخنجر الصهيوني في خاصرة الأمة العربية. و هاهي اليوم تتابع جريمتها بتقديم كل الدعم المادي والمعنوي والسياسي والاقتصادي للكيان الصهيوني وتحميه في كافة المحافل الدولية من ما سيتعرض له من عقوبات دولية على جرائمه تلك، لكي يواصل هذا الكيان دوره في جرائمه بحق أهلنا في فلسطين بل ضد كل الشعب العربي.
إن الصوت العربي الهادر من العراق وفلسطين والمتمثل في المقاومة المسلحة الباسلة والانتفاضة الوطنية سيكون سيفاً على رقاب أعداء الشعب العربي .. ليذكرهم هذا الصوت بأن هناك شعباً اغتصبت أرضه، وسرقت ونهبت حقوقه، ويُمارس ضده كل أشكال الممارسات اللا إنسانية .. صوت يقول بأن هذا الشعب موجود في أرضه، لا ترهبه آليات العدو البرية والجوية، ولا تثنيه عن حقه المساومات الانفرادية، وأنه سيناضل من أجل استعادة ما سُرق منه. وأن الخسائر التي تتكبدها قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية في العراق والصهيونية في فلسطين تؤكد صِدق ذلك الصوت وسمو حقه .. وهذا وحده يؤرق مغتصبي الحقوق العربية ويذكرهم في كل لحظة بجريمتهم، وبأنهم فوق أرض ليست بأرضهم، وأنهم محتلون، وأنهم حتماً لمندحرون.
إن دماء الشهداء في العراق وفلسطين وفي كل الأرض العربية مهدت طريقاً لا محيد عنه .. مؤكدة بأن الشعب المسلح بالحق دائماً هو الذي ينتصر. فالإيمان بعدالة وشرعية القضية والدفاع المستميت عن كافة الحقوق المغتصبة هو الرد الطبيعي على تلك الجرائم .. وهو خيار العزة والشرف والكرامة حتى تتحرر جميع الأراضي العربية.
عاشت فلسطين حرة عربية والمجد لانتفاضتها الوطنية
عاشت المقاومة العراقية الباسلة
المجد والخلود لشهداء أمتنا العربية
والخزي والعار لأعدائهـا
المنامة ، 15 مايو 2004م.