في ظل الهزائم المروعة للاحتلال الأمريكي الصهيوني في العراق، وما تشهده الساحة العراقية من تعاظم ضربات المقاومة الوطنية الباسلة وانتشارها في كل المدن العراقية، وهو الشيء الذي أجبر قادة الاحتلال على الاعتراف بخطورة الأوضاع هناك وبسوء تقديرهم لحجم المقاومة العراقية للاحتلال، إزاء هذا المأزق أقدم المحتل الغاشم على خطوة ما يمسى بنقل السيادة للعراقيين قبل يومين من الموعد المحدد وهو الثلاثين من حزيران 2004م. وهي خطوة وصفها كثير من المحللين والمتابعين للشؤون العراقية إنها تستهدف إرباك خطط المقاومة ومحاولة للإفلات من ضرباتها الموجعة.
إننا على يقين بأن هذه العملية المخادعة والزائفة إنما يراد بها إضفاء شرعية صورية على الحكومة العميلة التي أوجدها الاحتلال وهي لن تعو سوى إعادة إنتاج الاحتلال لذاته من خلال صيغ هزيلة مفضوحة الدوافع والأبعاد.
فعن أي سيادة يتحدثون مع بقاء قوات الاحتلال قابعة في كل زاوية وفي كل شارع عراقي ؟ تبطش وتقتل العراقيين في أي وقت وفي أي مكان تشاء ؟ وما معنى السيادة في ظل بقاء الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية في يد الغزاة المحتلين تتلاعب من خلالها بمصير الشعب العراقي الشقيق وبمستقبله وبثرواته الوطنية ؟؟؟
أنه يوم أسود آخر في سجل الاحتلال وأعوانه من العملاء والخونة الذين باعوا وطنهم ، وهو يوم آخر تتكشف فيه أكاذيب وأباطيل قادة الاحتلال حول الديمقراطية وحقوق الإنسان العراقي وعن العراق النموذجي !!
إننا نؤمن إيماناً مطلقاً أن السيادة الحقيقية التي تعيد للعراق حقه ووجهه العربي الناصع هو يومٌ ترسمه المقاومة البطلة وتصنعه أيادي الرجال الأبطال في الفلوجة والرمادي والنجف وبغداد والموصل ، وفي كل شبر من أرض العراق الطاهرة .. يوم يقول الشعب كلمته بحرية.
إنها المقاومة التي سوف تحرر العراق وتطهره من الاحتلال وأعوانه وتوابعه التي جلبها المحتل ودنس بها أرض العراق ، وبفضلها سوف يعود العراق حراً عربياً موحداً بإذن الله تعالى.
عاش العراق حراً موحداً..
عاشت المقاومة العراقية الباسلة ..
المجد والخلود لشهداء العراق ولفلسطين وللأمة العربية
29 يونيو ـ حزيران 2004م.