لم يكن يساورنا أي وهم أو شك حول نوايا وأهداف العدوان والاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق، وكنا قد شخصنا مع كل القوى الخيرة في الوطن العربي والعالم تلك النوايا الخبيثة والأهداف الإجرامية التي تستهدف العراق أرضاً وشعباً ووجوداً وثروات، ومن هنا فإن الاحتلال الغاشم قد وضع على سلم أولوياته ضرب المقومات الحضارية والعلمية في هذا القطر العربي وملاحقة العلماء وتصفية العقول والكفاءات العراقية، وإخضاع من يتم اعتقالهم إلى عمليات تعذيب جسدية ونفسية وحشية.
وفي إطار هذا المخطط الأمريكي الصهيوني الإجرامي جرى اعتقال الدكتورة العالمة هدى صالح عماش، وهي التي كانت تشغل منصباً قيادياً في الدولة العراقية وعملت بإخلاص وتفان من اجل مصلحة الشعب العراقين خاصة في مجال تخصصها العلمي نظراً لما تتمتع به من قدرات علمية وكفاءة أكاديمية عالية المستوى جعلها تحوز ثقة الأوساط العلمية والبحثية في دول العالم وتنال غضب قوى الاحتلال بعد أن استطاعت فضح جرائم الاحتلال واستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً، من خلال ما قدمته من بحوث ودراسات أثارت استنكار العالم لما تسببت فيه تلك الأسلحة من أمراض سرطانية وتلوث بيئي خطير في العراق وعموم منطقة الخليج العربي، وهو السبب الذي دفع قوات الاحتلال للمسارعة في اعتقال الدكتورة هدى عماش ورفيقتها العالمة رحاب طه، وإخضاعهما إلى عمليات تعذيب وحشية، مما فاقم من مرض السرطان الذي تعاني منه الدكتورة هدى وحرمانها من تلقي أي علاج له.
وامام افتضاح كل اكاذيب الاحتلال ومزاعمه وتلفيقاته بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، وبعد تكشف كل ممارسات التعذيب التي أقدمت عليها قوات الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات في سجن أبوغريب وغيره، وفي ظل ما يعانيه هؤلاء الأرى من ظروف صعبة وقاسية، فإننا باسم لجنة المرأة والمجتمع في التجمع القومي الديمقراطي نطالب بسرعة إطلاق سراح الدكتورة هدى عماش ورفيقتها رحاب طه وجميع الأسرى والأسيرات، ونناشد منظمات حقوق الإنسان وهيئات الدفاع عن المرأة في الوطن العربي والعالم سرعة التحرك لإنقاذ حياة الأسيرات ووممارسة كل الضغوط لإطلاق سراح العالمتين العراقيتين وكل الأسيرات العراقيات.
تحية إلى البطلة الأسيرة الدكتورة هدى عماش.
تحية إلى الدكتورة الأسيرة الصابرة رحاب طه.
المجد والحرية لكل الأسرى والأسيرات رمز البطولات النسائية في الوطن العربي.
عاش العراق حراً عربياً موحداً.
النصر للمقاومة العراقية الباسلة.
الهزيمة لللاحتلال وعملائه وأعوانه الخونة.
8 يناير 2005م