تأتي التفجيرات الأخيرة في الجامعة المستنصرية في سياق المخطط المرسوم والمعد من قبل قوى وأجهزة العمالة التي أتت مع الاحتلال لتحقيق أهدافها في التدمير الممنهج والمخطط للقوى والقدرات العلمية العراقية والذي يتم تنفيذه عبر عملاءهم وذلك باستخدام أبشع وأقذر الوسائل للوصول لذلك الهدف وهو أهم أسباب غزو العراق من قبل الولايات المتحدة وأذنابها في الحكومة الحالية.
وهكذا وبموازاة قتل الطلبة العراقيين الأبرياء يمكننا ربط استهداف أساتذة الجامعات ورجال الثقافة والفكر وغيرهم من الشرائح الاجتماعية التي تمثل عقل وفكر العراق ومصدر قوته والذي تم تأسيسه عبر عقود من الزمن.
وفي نفس الإطار يمكننا قراءة مشاهد قتل واختطاف آلاف الأطباء والعلماء وإجبار الآلاف غيرهم على مغادرة العراق لتفريغه من كل مقومات العلم والتقدم وضمان عدم عودته مرة أخرى للعب دوره الطبيعي والتاريخي في رفد الأمة العربية بأسباب النهضة والرخاء وإبقاءه خارج معادلات التقدم والتطور.
إننا إذ ندين التفجيرات الأخيرة في الجامعة المستنصرية والتي راح ضحيتها العشرات من الطلبة العراقيين فإننا ندعو طلبة العراق كافة إلى التصدي لمحاولات شق صفوف الشعب العراقي عبر الممارسات الطائفية البغيضة من قبل الحكومة العميلة والسعي للتفوق العلمي والمعرفي والالتحام مع المقاومة الباسلة لأنه الطريق الوحيد لتفويت الفرصة على أعداء العراق من أمريكيين وعملاءهم بتدمير كافة المقومات العلمية للعراق وأن يكونوا رأس حربة في السهام المصوبة نحو صدور كل من تسول له نفسه اللعب بمقدرات العراق وثرواته وإعادة تقدمه ونهوضه.
المنامة في 17 يناير 2007