تؤكد جمعيتي الوسط العربي الإسلامي والتجمع القومي الديمقراطي تأييدهما لكل الجهود والمساعي الخيرة سواءً الشعبية آو الرسمية التي تبذل للحيلولة دون قيام الولايات المتحدة الأمريكية بشن عدوان على جمهورية إيران الإسلامية الشقيقة، وتعتبران أن هذا العدوان – أن كان هو مبيت بالفعل – فهو يأتي في سياق استماتة الولايات المتحدة الأمريكية في الإفلات من هزيمتها المنكرة في العراق على أيدي أبطال المقاومة العراقية الباسلة من خلال تصدير مأزقها إلى بلد مجاور آخر، كما ترى الجمعيتين أن تلويح الولايات المتحدة بضرب المفاعلات النووية الإيرانية لا يأتي في سياق الخوف الحقيقي من هذه المفاعلات حيث أن الجميع يعلم أن أمام إيران شوط بعيد جدا للوصول إلى تصنيع الأسلحة النووية، بل أن الهدف الأساسي هو الضغط على النظام الإيراني لوقف أنشطته ومخططاته في العراق الهادفة للاستفراد وحده بمقدرات هذا البلد، وأن يقبل بمساعدة الاحتلال على التخفيف من خسائره وهزائمه المتلاحقة.
وفي هذا السياق إذ تؤيد الجمعيتان البيان الصادر من مجلس النواب والداعي إلى مطالبة الحكومة بعدم المشاركة أو الإسهام في أي جهد أمريكي هدفه شن العدوان على إيران، كما أنهما تؤيدان حق أي بلد في امتلاك الطاقة النووية، فأنهما في الوقت نفسه تطالبان السادة أعضاء مجلس النواب باتخاذ موقف واضح ودقيق ومسئول من مجمل الدور الذي يقوم به النظام الإيراني في الوقت الحاضر سواءً على صعيد منطقة الخليج العربي أو العراق أو حتى اليمن، وهو اقل ما يقال عنه أنه دور معادي لمصالح وطموحات شعبناً وامتناً العربية من المحيط إلى الخليج. ولا غرابة أن يتزامن بياننا هذا مع الذكرى السابعة والعشرون ليوم الأربعاء الأسود حيث عمدت قوات النظام الإيراني إلى ممارسة أبشع صنوف الإعدام والقتل بحق شعبنا العربي في الأحواز التي احتلتها إيران بالتعاون مع بريطانيا ومن ثم قيامها بتغيير الهوية العربية بشكل منظم والاستيلاء على ثرواتها الغنية واللجوء إلى إعدام وقمع كل الأصوات المقاومة الشريفة التي تطالب بوضعية استقلالية لهذه الإمارة. كما ليس بغرابة أن يتزامن إصدار بياننا هذاً ونحن ليس ببعيدين عن مرور الذكرى السادسة والثلاثون للاحتلال الإيراني للجزر العربية الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى حيث لا يزال يرفض النظام الإيراني الدعوات السلمية المتكررة التي تطلقها حكومات دول المنطقة علاوة على مطالبات شعوبها وقواها السياسية والمدنية للانسحاب من هذه الجزر، بل أن هناك شواهد كثيرة على قيام هذا النظام بتحويل هذه الجزر إلى قواعد عسكرية متقدمة قد يستخدمها في أي عدوان على دول المنطقة. كما ليس من الغرابة أيضاً أن يتزامن إصدار هذا البيان بعد مضي أيام قليلة على الاجتماع الأمريكي الإيراني المشئوم في العراق، وهو اكبر دليل على طبيعة الدور المعادي لمصالح الأمة الذي تلعبه إيران في العراق فيا ترى ما هي المساهمة الكبيرة التي سوف يقدمها النظام الإيراني في دعم الاحتلال الأمريكي وإخراجه من ورطته الكبرى وهزيمته النكراء لولا أن هذا النظام نفسه غارقاً في المستنقع العراقي من خلال التدخل العسكري المباشر لقواته في جنوب العراق لدعم ومساندة المليشيات العميلة من قوات فيلق غدر وحزب الدعوة وقوات الصدر بهدف اقتطاع هذا الجزء الغالي والاستراتيجي من العراق وإقامة إقليم متحالف مع إيران تسخر ثرواته في خدمة النظام الإيراني ويضفى عليه الطابع الفارسي. فالوصف الدقيق لدور النظام الإيراني في جنوب العراق اليوم هو استيطان استعماري مباشر، علاوة على دوره في دعم فرق الموت ضد الشرفاء والأبرياء ورجال المقاومة في طول العراق وعرضها، فما هي يا ترى الترتيبات التي سوف يعقدها هذا النظام مع الاحتلال الأمريكي لتقاسم العراق والوصول إلى توافق تكتيكي و استراتيجي بين الاحتلالين على حساب مصالح الشعب العراقي ومقاومته الباسلة بل ومصالح الأمة العربية.
إن جمعيتي الوسط الإسلامي والتجمع القومي إذ تطالبان السادة النواب وكافة القوى الوطنية الشريفة باستنكار جملة مواقف النظام الإيراني تجاه العراق والجزر العربية الثلاث وعربستان واليمن، علاوة على المخطط الطائفي الذي يموله هذا النظام في دولنا الخليجية، فأن الأجدر بها إعلان المواقف المؤيدة والداعمة والمتضامنة مع نضالات وتضحيات شعبنا في هذه الأجزاء العزيزة من وطننا العربي، فنحن لم نسمع أي موقف صادرً عن مجلس النواب بشأنها.
كما أننا نود أن نؤكد أن أبطال المقاومة العراقية الوطنية والقومية الإسلامية الباسلة يسطرون اليوم أروع الملاحم والبطولات ضد قوات الاحتلال والمليشيات العملية، وان انتصار هذه المقاومة سوف يلحق الهزيمة إن شاء الله ليس بمخططات الاحتلال في العراق فحسب بل والمخططات الاستعمارية المدعومة من قبل النظام الإيراني والموجهة نحو شعبنا ودولنا الخليجية. لذلك، فأننا نطالب مجلس النواب بإصدار بيان يطالب الحكومة بسحب اعترافها وكافة أشكال تعاملها مع الحكومة العميلة في العراق الشقيق، وتقديم كل الدعم والمساندة للمقاومة العراقية البطلة باعتبارها الممثل الشرعي للشعب العراقي.