تتوالى الأهوال والجرائم في العراق الجريح بشكل مفزع ومخيف، كان آخرها ما شهدته العاصمة بغداد من عمليات إجرامية متزامنة، بدأت بالجريمة الإرهابية التي طالت كنيسة سيدة النجاة ذهب ضحيتها العشرات من أبناء العراق من الطائفة المسيحية وفي منطقة محصنة بقوات وأجهزة السلطة، تم ترويع الشعب العراقي يوم الثلاثاء الدامي بسلسلة من التفجيرات بالسيارات المفخمة والعبوات الناسفة، طالت العشرات من الأماكن التي لا تقل تحصيناً عن منطقة الكنيسة (العلوية) وأدت إلى سقوط المئات من الضحايا الأبرياء في هذه الجريمة النكراء التي تضاف إلى سلسلة الجرائم والمجازر التي يشهدها العراق في ظل سلطة الاحتلال الأمريكي والقوى العميلة له، الأمر الذي يؤكد بما لا يقبل الشك تورط جهات متنفذة لتحقيق أهداف سياسية وأجندات إجرامية يدفع ثمنها المئات من أبناء الشعب العراقي المظلوم.
كما تثبت هذه الجرائم بأن هناك قوى ودول تمتلك قدرات وإمكانيات قادرة على استعراض قوتها وتأكيد سيطرتها على المشهد الأمني والسياسي في العراق، وإيصال المواطن العراقي إلى حالة من اليأس وإجباره على القبول بهم حكاماً عليه بالقوة القاهرة، والاستسلام لإرادتهم الشريرة، وألا لا خيار أمامه سوى الموت والدمار، واستمرار سفك دمائه عبر الاحتراب الطائفي!!! وألا كيف يمكن أن تمر هذه السيارات المفخخة أمام أعين أجهزة الأمن ونقاط السيطرة والتفتيش المنتشرة في كل مكان في العاصمة بغداد وصولاً إلى المناطق المستهدفة؟؟؟
إن هذه الجرائم الإرهابية غير المسوقة في تاريخ الإجرام، يتحمل وزرها دون أدنى شك قوات الاحتلال والحكومة العميلة الفاقدة للشرعية وكل القوى والميليشيات الطائفية والتكفيرية التي هي صناعة أمريكية بامتياز التي جلبت على يد المحتل الأمريكي وتركت لتعيس دماراً وفساداً في العراق، واستباحة دماء العراقيين وهذر كرامتهم ونهب ثرواتهم دون وازع من ضمير أو مهابة من قانون؟؟؟ لذلك هم ماضون في تنفيذ هذه الجرائم بصورة مستمرة، لم تكفيهم دماء الملايين من الضحايا الأبرياء والجرحى والمشردين؟؟؟ ولم تكفيهم عذابات هذا الشعب الصابر طوال السنوات السبع الماضية المرة والأليمة؟؟؟
يجري كل ذلك خدمة للمشاريع الصهيونية والأمريكية المشبوهة وخدمة للأجندات الطائفية الإيرانية في العراق، للإبقاء على العراق ضعيفاً ممزقاً غير قادر على النهوض واسترجاع دوره الوطني والقومي؟؟؟
إننا في الوقت الذي ندين هذه الجرائم البشعة بشدة، ونشارك الشعب العراقي الشقيق التعازي والمواساة في كل الضحايا الأبرياء، فإننا نناشد هذا الشعب الأبي الصابر أن يكون أكثر حذراً حول ما يخطط له من قبل المحتل وأعوانه وبعض الدول الطامعة، للنيل من وحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي، وعدم الانجرار وراء هذه المخططات المشبوهة من أجل قطع دابر جر البلاد مرة أخرى إلى الاحتراب الطائفي والمذهبي، كما نناشد كل الشرفاء والأحرار في العالم بسرعة التحرك من أجل إخراج العراق من محنته وإيقاف هذه المجازر الرهيبة التي يتعرض لها شعب العراق والتي تمثل وصمة عار في جبين البشرية كلها.
لم يعد أمام المتخاذلين عن نصرة العراق ودعم مقاومته الوطنية أي مبرر يبرر تقاعسهم، لقد كشفت السنوات السبع من عمر الاحتلال في العراق وكل الأهوال التي يعاني منها زيف دعاوي المحتل وأكاذيب أعوانه المجرمين.
ولقد جاء كشف الوثائق التي نشرت على موقع "ويكيلكس" لتؤكد ما يعرفه العالم جيداً من حجم القتل والدمار اللذين تعرض لها العراق على يد قوات الاحتلال الأمريكي والنظام الإيراني والسلطات العراقية العميلة، والتي لا زالت مستمرة حتى وقتنا الراهن، ولم تكن تلك التفجيرات وكذلك أحكام الإعدامات التي صدرت أخيراً بحق كوكبة من الوطنيين العراقيين وفي مقدمتهم الأستاذ طارق عزيز ورفاقه سوى نماذج قليلة من صور الموت والانتهاكات التي تتعرض لها حقوق الإنسان في هذا البلد المنكوب.
إننا نُهيب بأحرار العالم ملاحقة مجرمي الحرب سواء من قوات المحتل الأمريكي أو الحكومة العراقية العميلة، وجلبهم للعدالة ومحاكمتهم على ما اقترفوه من جرائم.
ونطالب الحكومات والدول العربية رفض العملية السياسية التي تتم في ظل الاحتلال وعدم الاعتراف بحكومات الاحتلال أو التعامل معها، والاعتراف بالمقاومة الوطنية والقومية ممثلاً شرعياً للشعب العراقي.
عاش العراق وطناً حراً عزيزاً عربياً ومستقلاً.
مملكة البحرين التجمع القومي الديمقراطي
3 نوفمبر 2010م.