إننا في التجمع القومي الديمقراطي ومن منطلق المبادئ والثوابت القومية التي نؤمن بها اعتبرنا أن الصراع الذي تخوضه الأمة في الوقت الحاضر هو صراع واحد بين خندقين متقابلين: خندق أعداء الأمة من قوى الاستعمار والصهيونية وحلفائها من القوى الطائفية والإنفصالية والأنهزامية وخندق المقاومين في فلسطين المحتلة ولبنان العربي والعراق المقاوم، مع وعينا بحقيقة أن العراق بات يمثل بوابة النصر على هؤلاء الأعداء كونه يتصدى لرأس الأفعى الأمريكية. وهذا الربط مع تشخيص أولويات الصراع يمثل لنا حصانة مبدئية من الوقوع في فخاخ وحبائل الأعداء التي سقط فيها الكثيرون وكذلك عدم السماح بخلط الأوراق أو تداخل الخنادق إمعانا في التضليل والخداع من جانب أعداء الأمة.
واليوم ومع اكتمال عوامل الانهيار الأمريكي في العراق بفعل ضربات المقاومة العراقية الباسلة، تبدو الصورة أكثر وضوحاً لمن ينشد الحق ويبحث عن الحقيقة، حيث يلجأ المحتل الأمريكي وأعوانه إلى ذات الأشكال من التآمر يجري تطبيقها في الساحات في العراق ولبنان وفلسطين من خلال تحويل المعارك ضده وضد حلفائه إلى اقتتال داخلي وإثارة الفتن الطائفية والحروب الأهلية، وفي إطار هذه السياسة الإجرامية يتم توسيع نطاق الإبادة ضد الشعب العراقي ودفع فرق الموت وعصابات الإرهاب للقيام بمزيد من القتل والترويع للناس الأبرياء، والعمل على تغيير مجرى الصراع بتحويله إلى فتنة طائفية تضمن بقاء المحتل وعملائه بعد تفتيت العراق إلى دويلات هزيلة وتذويب هويته العربية القومية، بمشاركة وتواطؤ مكشوف من قبل النظام الإيراني والقوى الطائفية العميلة له. كما كشفت هزالة ما سمي بمؤتمر المصالحة الأخير وكذلك تقرير بيكر – هاميلتون أن الأمريكان وأعوانهم يسعون لشراء الوقت ليس إلا، فالنصر آت لا ريب فيه.
كما أن ما يحصل على أرض لبنان من تصعيد في التأمر الأمريكي الصهيوني الأنعزالي يجري بهدف تصفية المقاومة اللبنانية ودفع سوريا للعب دور المساهم في تصفية هذه المقاومة، ومحاصرة وضرب المقاومة في العراق وفلسطين تحت غطاء إغراءات التفاوض معها التي تضمنتها توصيات تقرير لجنة بيكر، وهي توصيات تسعى أيضا لأطلاق يد النظام الأيراني في تصفية المقاومة العراقية وتعزيز وجوده التوسعي الطائفي في المنطقة وأن تم ذلك تحت أغطية دعم المقاومة في لبنان وفلسطين. لذلك، فأننا ندعو هنا إلى إيجاد حل للأزمة اللبنانية يحافظ على المقاومة اللبنانية، ويعزز الانتماء العروبي للبنان بعيدا عن المخططات الأمريكية والصهيونية والإيرانية على حد سواء.
وفي ذات السياق، ومن ذات المبادئ والمنطلقات القومية التي تؤكد أن قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية بأسرها، نعلن مجدداً وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة والتي تعبر عن إرادة هذا الشعب في اختيار النهج والطريق الذي يوصله إلى نيل حقوقه المشروعة في التحرر والاستقلال ورفض محاولات الحصار و الإذعان للإملاءات الأمريكية الصهيونية، ونحن نؤمن بأهمية إقامة حكومة وطنية على قاعد ة وحدة الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة ورفض الاعتراف بالكيان الغاضب وتوجيه البنادق إلى العدو الصهيوني وتحريم سفك الدم الفلسطيني وذلك لتفويت فرص نجاح مخططات الأعداء، وتقريب ساعات تحرر هذا الشعب الصابر والمجاهد وكسر إرادة المحتلين وإفشال كل مشاريعهم الاستعمارية والعنصرية.
وأمام تخاذل الموقف العربي الرسمي وتواطؤ بعض الأنظمة مع العدوان والاحتلال والخضوع للمشيئة الأمريكية سواء في العراق أو لبنان أو فلسطين، فإن الجماهير العربية وقواها الوطنية والقومية مطالبة بتأكيد التزامها بدعم نضال شعب فلسطين والعراق ولبنان والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية عبر تبني خيار دعم المقاومة في هذه الأقطار ورفض السقوط في مهاوي التفريط في هذه القضايا القومية، أو التعامل مع الغزاة المحتلين في هذه الأقطار تحت أي غطاء او مسمى والسعي لإقامة الجبهات القومية والإسلامية عبر ساحات الوطن العربي من أجل حماية عروبة الوطن الكبير ومصالحه وهويته القومية المهددة من قبل التجالف الأمريكي الصهيوني وأعوانه.