خلال الأيام القليلة الماضية تناقلت وسائل الإعلام المختلفة مقابلة الرئيس الأمريكي جورج بوش مع الشبكة التلفزيونية الأمريكية ( آي . بي . سي ) قال خلالها : أن أشد مايؤسفه خلال فترة رئاسته هو معلومات المخابرات الأمريكية الخاطئة بأن العراق كان يمتلك أسلحة الدمار الشامل وأنه لم يكن مستعداً للحرب عندما دخل البيت الأبيض.
إن هذا الرئيس الذي يتربع على ركام من الأكاذيب، يزعم ويتظاهر بأنه في حالة ندم على فشل جهاز الأستخبارات الأمريكية فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة والتي يريد أن يحملها مسئولية قرار العدوان والغزو الذي أتخذه ضد العراق، بالرغم من أن العالم يعرف أن هذه الأدعاءات هي محض أكاذيب، وأن العالم يتذكر جيداً أن مدير الاستخبارات السابق ( جوج تنت ) قد نفى هذه المزاعم الباطلة قبل أن يقدم استقالته.
في كل الأحوال، العدوان على العراق واحتلاله قد وقع وهو لايزال مستمراً والنتائج الكارثية لهذا الإحتلال على الأرض لاحدود لها، يدفع ثمنها العراق وشعبه الصابر الجريح بشكل يومي أنهاراً من الدماء بعد أن تم تدمير دولته القائمة وسقوط ملايين من الشهداء والجرحى والمشردين؟؟؟
فعن أي شيء يعتذر الرئيس بوش وسجله الإجرامي في العراق حافل، هل يأسف ويعتذر عن الست سنوات المريرة من الإحتلال الهمجي ومارافقها من دمار وخراب ونهب وسرقة للثروات؟؟ أم عن المليون ونصف عراقي من الشهداء والملايين اللاجئين داخل وخارج العراق؟؟ أم عن الآلاف من المعتقلين الأبرياء في سجون الإحتلال وعملائه الخونة ؟؟ وماذا عن الأرامل واليتامى من النساء والأطفال والشيوخ؟؟ ومن يعوض العراق وشعبه عن الأوبئة والأمراض التي تفتك به وعن الكوارث البيئية التي حلت بأرضه بسبب هذا الغزو؟؟؟ والناتجة عن استخدام افتك الأسلحة المحرمة دولياً من قبل القوات الغازية المعتدية.
كما أن الحقائق باتت معروفة وهي أن بوش وإدارته الصهيونية كانوا يتحركون بدافع الهيمنة على العالم وتحت تأثير غرور القوة والفطرسة لتحقيق أهداف المشروع الأمريكي الصهيوني الاستعماري في المنطقة، وأن العراق هو المدخل أو البداية لتنفيذ استراتيجيتهم العدوانية وأن كذبة أسلحة الدمار الشامل لم تكن سوى ذريعة باطلة، وأن نية العدوان كانت مبيتة والاستعدادات الأمريكية لغزو العراق كانت تجري وفق مخطط مرسوم، ليس كما يزعم بوش بأنه لم يكن مستعداً للحرب؟؟ أن العراق كان مقصوداً بذاته وبقوته العسكرية والاقتصادية والعلمية وبقيادته التاريخية الشجاعة وبثرواته النفطية، والعراق كان مستهدفاً في وحدته وعروبته وحضارته وفي مواقفه الوطنية والقومية،
لذلك لامناص من أن تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية كل نتائج هذه الجريمة النكراء، وتتحمل كل التبعية القانونية والمسئولية الأخلاقية لها، ومعه كل من والاه وأيده واشترك معه من دول العدوان، ومنهم للأسف بعض العرب من الأنظمة والحكام والقوى والأفراد ممن ساهموا وسوقوا لاحتلال العراق وغزوه وتدميره.
أن كارثة غزو واحتلال العراق التي تسببت في القضاء على كل المعالم الحضارية لهذا البلد واعادته عقوداً إلى الوراء ستبقى نقطة سوداء في تاريخ الانسانية ووصمة عار في جبين العالم لن تمحى مالم يتم انصاف العراق والعراقيين وتعويضهم عن كل ما نزل بهم من دمار وخراب والاقتصاص من كل المسئولين عن هذه الكارثة وفي المقدمة منهم المجرم بوش وإدارته الصهيونية.
مملكة البحرين التجمع القومي الديمقراطي
7 ديسمبر 2008م.