أقدمت الزمرة الفاسدة والعميلة في العراق على ارتكاب جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائمها المتعددة التي اقترفتها بحق العراق وشعبه، حيث قامت بالمصادقة على اتفاقية "صك" بيع العراق ورهن حاضرة ومستقبله وثرواته للإدارة الأمريكية والصهيونية المحتلة، بعد أن لجأت كعادتها إلى الكذب والتضليل باختراع مسرحية هزيلة حول رفضها توقيع هذه الاتفاقية في بداية الأمر دون موافقة المحتل الأمريكي على بعض شروطها الوهمية واجراء تعديل على بعض بنودها كما تدعي هذه الدمى التي سقطت في مستنقع الخيانة وسقطت معها كل قيم الشرف والرجولة، وليأتي تمرير هذه الاتفاقية المشئومة اليوم تتويجاً لكل أعمال القتل والارهاب والتدمير والفتن الطائفية في العراق ولكل سلوك الانحطاط الخلقي والانساني الذي اتسمت به ممارسات قوات الاحتلال الأمريكي منذ غزوها الغاشم لهذا البلد العربي.
أن العالم كله يدرك أن اتفاقية الذل والأذعان هذه لاتعني ولاتمثل بالنسبة إلى العراق وشعبه أية مصلحة أوحاجة، بل هي حاجة ضرورية وأساسية للمحتل الأمريكي وإدارته المجرمة في واشنطن وللحكومة العميلة وزمرها الخائبة من أجل المحافظة على وجودهم ومصالحهم السياسية والمادية والطائفية، دون أي اعتبار لمصالح العراق وسيادته، كما أن الكل يعرف أن هذه الاتفاقية تتضمن العديد من البنود السرية والخطرة التي لا تلغي أو ترهن سيادة العراق فقط بل أن مخاطرها الجسيمة تمتد إلى عمق الوطن العربي وتضرب أمنه الوطني والقومي في الصميم، فهذه الاتفاقية بالإضافة إلى تكريسها لاحتلال العراق واضفاء شرعية زائفة ودائمة على وجوده وتقديمها الضمانات والحماية للقوى العميلة الخائفة من بطش الشعب العراقي ومقاومته البطلة فأنها (الاتفاقية) تتيح للمحتل إقامة قواعد عسكرية دائمة ترتبط بالقواعد الأمريكية الأخرى المنتثرة في دول المنطقة لدعم وحماية الكيان الصهيوني والقيام بشن عمليات عسكرية من داخل العراق كيف ومتى وأين شاءت وقبل كل ذلك فأن هذه الاتفاقية تبقى للقوات لاحتلال مهمة السيطرة والإشراف على وزارة الداخلية والدفاع وكل أجهزة الاستخبارات وغيرها من الوزارات السيادية وهو مايعني في الواقع وضع العراق برمته أرضاً وشعباً ووجوداً تحت الوصاية الأمريكية الدائمة، وهو مايعني أيضاً ضياع العراق بصورة نهائية و "اجتثاثه" من الوطن العربي، الأمر الذي يجعلنا نطالب الأنظمة والحكومات العربية وكذلك الجامعة العربية بسرعة التحرك ومغادرة الموقف الصامت والمريب الذي تقفه تجاه مايجري في العراق من تآمر وتلاعب بمستقبله وبسيادته وعروبته.
ولنا ثقة عالية بالأشقاء العراقيون أحفاد ابطال ثورة العشرين وبالمقاومة العراقية الباسلة بتصعيد عمليات المقاومة المسلحة والعمل بكل السبل لإفشال هذه الاتفاقية الخيانية وانزال حكم الشعب العادل بكل العملاء والمأجورين الذين خانوا العراق وأمتهم العربية، وسوف يستمر بدون شك جهاد هذا الشعب الصابر والمجاهد حتى خروج المحتل الأمريكي من العراق صاغراً مدحوراً.
وتلبية للواجب القومي واستجابة للضمير الانساني ندعو كافة القوى والأحزاب وجماهير أمتنا العربية وكل الأحرار والشرفاء من دعاة الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، إعلان موقفها الصريح والرافض لهذه الاتفاقية المذلة التي تكبل العراق لمآت السنين وتنتهك سيادته واستقلاله وتسرق ثرواته دون وجهة حق.
عاش العراق حراً عربياً موحداً.
عاش العراقيون أحفاد أبطال ثورة العشرين الخالده.
المجد والنصر للمقاومة العراقية.
ولتسقط معاهدة الذل والخيانة.
التجمع القومي الديمقراطي
مملكة البحرين ــ 17 نوفمبر 2008م.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.