مرة أخرى تثبت الأحداث أن أعداء الأمة العربية من قوى الاستعمار والصهيونية وأذنابهم من القوي الطائفية والعصابات التكفيرية، قد اعتمدوا سلاح الفتنة الطائفية كأداة في مخططاتهم الإجرامية ومشاريعهم التوسعية من أجل الوصول إلى أهدافهم الخبيثة في ضرب الوحدة الوطنية في أقطار العروبة وإشعال نار الاقتتال الطائفي بين أبناء الوطن الواحد، كما هو حاصل اليوم على أرض العراق ولبنان وفلسطين، ففي أطار هذا المخطط الذي يجري تنفيذه على أرض العراق الطاهرة تقدم زمرة ضالة ومنحرفة بتواطؤ ودعم من أجهزة مخابرات قوات الاحتلال الأمريكي والحكومة العميلة – تقدم – على ارتكاب جريمتها الآثمة بالاعتداء على مرقد الأماميين علي الهادي وحسن العسكري عليهما السلام وهو المرقد الذي يفترض أنه محروس ومطوق بقوات عسكرية وأمينة تابعة لقوات الاحتلال والحكومة العراقية العميلة وغيرها من الميلشيات والعناصر الطائفية العميلة، وقد سبقه اعتداء آخر على المساجد والمراقد الإسلامية الأخرى وإحراق بعض الجوامع والحسينيات بتخطيط متعمد ومتقن ينسجم مع ما يتم الأعداد له من مشاريع التقسيم والفيدرالية المزعومة في العراق.
أن هذه الأعمال الإرهابية الجبانة التي تحدث بشكل متواصل على أرض العراق تشكل امتداد للنهج الطائفي المقيت الذي أعتمده المحتل الأمريكي ويؤكد الدور المباشر للمخابرات الأمريكية والإيرانية في تنفيذ اتفاقات الطرفين بتقسيم هذا البلد العربي ومحاولة تحويل المقاومة الوطنية المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي – الإيراني إلى فتنة طائفية، فهذين الطرفين إضافة إلى دولة الكيان الصهيوني هي الأطراف الرئيسية المستفيدة من القتل على الهوية الطائفية في العراق وفي غيره من الأقطار العربية.
وهي ذات الصور والسيناريوهات الشيطانية الإجرامية التي يجري تنفيذها على أرض لبنان الذي يشهد تصاعد في عمليات التفجير والاغتيالات للرموز والشخصيات الوطنية على اختلاف انتمائهم السياسية والعقائدية في محاولة للعودة به إلى فتنة الحرب الأهلية.
وليس بعيداً عن هذا المخطط ما تشهده الساحة الفلسطينية من اقتتال بين الأخوة الفلسطينيين في مدينة غزة وغيرها من المدن الفلسطينية الأمر الذي يقدم أكبر خدمة للكيان الصهيوني الغاصب.
إننا أذا ندين العمل الإرهابي الذي أستهدف مرقد الأماميين في مدينة سامراء بالعراق، وإذا ندين كل العمليات الإرهابية والاغتيالات التي تطال الأبرياء فأننا ندعو الأشقاء في العراق ولبنان وفلسطين إلى توخي الحذر والتحلي بالوعي والمسئولية في مواجهة أساليب ومكر قوى الاحتلال وأعوانهم وعدم الانجرار وراء الأحقاد والضغائن والغرائز التي يعمل المحتل وكل القوي الطائفية والتكفيرية على أثارتها سواء في العراق أو غيره من الأقطار العربية الأخرى.
وندعو أبناء الشعب العراقي وجماهير أمتنا على امتداد أرض العروبة برص الصفوف في مواجهة الفتنة الطائفية التي يراد لها أن تشتعل وتمتد في كل الأقطار العربية، كما نحمل المحتل الأمريكي والإيراني وأعوانهم مسئولية ما آلت إليه الأوضاع في العراق من تدمير وخراب وقتل واعتداء على الحرمات والمقدسات التي كان آخرها الاعتداء الإجرامي على مرقد الأماميين في سامراء.
عاش العراق المقاوم الواحد الموحد
عاشت المقاومة العراقية الوطنية الباسلة
عاشت فلسطين حرة عربية
العار للطائفية والطائفيين ولكل العصابات التكفيرية المجرمة