حزب البعث العربي الاشتراكي
أمة عربية واحدة
ذات رسالة خالدة
قطر سوريا
الجماهير هي المرجع الأول والأخير وهي اليوم أكثر من أي وقت مضى صانعة الثورة وصانعة التاريخ"
الرفيق القائد المؤسس ميشيل عفلق "رحمه الله"
يا جماهير شعبنا العربي…
إن كلمات القائد المؤسس تستشرف مرحلة جديدة في حركة النضال العربي، حيث انتفضت الجماهير على إمتداد الوطن العربي بدرجات متفاوتة، لتمسك بزمام أمورها ، وتكون لها المرجعية الأولى والأخيرة في تقرير شؤونها، بالانعتاق من تسلط ووصاية الأنظمة الحاكمة الفاسدة، التي تربعت على كراسي الحكم بعد الاستقلال، وأثبتت عجزها وفشلها في انجاز مهام ما بعد الاستقلال السياسي في الارتقاء بالمجتمع، وتحقيق التنمية البشرية والاقتصادية المتوازنة، والعدالة الاجتماعية والمحافظة على الاستقلال والأمن القومي العربي على طريق تحرير فلسطين والمحافظة على الوحدة الوطنية في كل قطر وصولاً الى الوحدة العربية، إذ عوضا عن مواجهة التحديات الامبريالية – الصهيونية والاقليمية، فقد تواطأ النظام الرسمي العربي مع مخططات تصفية القضية الفلسطينية، وتمادى في تبعيته لأعداء الأمة، حينما وفر الغطاء في العدوان الثلاثيني على العراق ، بل وشاركت بعض دوله في العدوان والحصار لأضعافه والعدوان عليه واحتلاله عام 2003.
لقد فرطت الأنظمة العربية في الثوابت الوطنية والقومية واستهانت بقوت الشعب وامعنت في الفساد والتعالي على الجماهير، والاستخفاف بارادتها، وأذلالها وامتهان كرامتها، والافراط في العنف والبطش والقمع، ومصادرة كافة الحقوق الطبيعية والمشروعة في الحياة الحرة الكريمة.
ضمن هذا السياق ، كان من الطبيعي ان تمتد الانتفاضة الشعبية للانقلاب على الواقع العربي الفاسد، وضمنه قطرنا العربي السوري ، رغم تأكيد المسؤولين بأن الوضع هنا يختلف عن الاوضاع في الاقطار التي سبقتنا ، وهو تأكيد لا أساس له ، حيث أن الاسباب الموجبة للانتفاضة في سورية هي من أكثر الأسباب التي حركت شعبنا في تونس وعلى امتداد الوطن العربي . ولكن يبدو أن الحكام العرب لا يستفيدون من دروس بعضهم، فإنهم يعتمدون ذات الخطاب والوسائل والأساليب لاجهاض الانتفاضة والتي أثبتت فشلها في الاقطار الاخرى ، إذ عوضا عن الاستجابة للمطالب الأولية للشعب في الاصلاح الديمقراطي، وتصحيح المسار، فإنهم يعتمدون القمع والتسويف، ثم ينزلقون الى حرب ضروس ومواجهة شرسة ، ويستخدمون كل أنواع الأسلحة في مواجهة شعب أعزل الا من الايمان بعدالة قضيته وبأحقيته في الإمساك بزمام أموره ، مهما كلفة ذلك من تضحيات جسام ، ممهورة بدماء الشهداء وكلما تعاظمت التضحيات يصبح من المستحيل ان يقبل الشعب بالوعود او الاصلاحات الجزئية والى ذلك يكون من الخطأ المراهنة على عامل الزمن في إضعاف عزم شعبنا على تحقيق أهدافه في التغيير الجزري.
وإننا إذ نناضل داعمين بكل طاقاتنا للانتفاضة، ونعمل على استمراريتها وتصاعدها حتى تصل الى مداها وغاياتها في التغيير الجذري، فإننا ندعو الى الحرص على المحافظة على طابعها السلمي في مواجهة مخطط النظام وبعض القوى المشبوهة التي اخترقت الانتفاضة وتريد ان تجرنا الى العنف والعنف المضاد، لتوفر الذرائع لقوى التدخل الخارجي الامبريالي، وحلف الناتو المرفوض كلياً حتى يستقوي كل طرف بالآخر ، ويحرفا إنتفاضة شعبنا من مسارها الوطني والقومي ويجهضا أهدافها ويبددا تضحياتنا، ويفرضا علينا وصاية جديدة مقيتة ويضعا بلادنا على طاولة التفتيت ، فتدخل بلادنا في حلقة مفرغة من استبدال ديكتاتورية بدكتاتورية أقسى من سابقتها، ومن نظام سيء بنظام أسوأ، وبتفتيت قوانا واستنزافها في صراعات طائفية ومذهبية وجهوية وفئوية، خدمة للمخططات الامبريالية والصهيونية وقوى التخلف الرجعية في تقسيم الوطن العربي، لمصلحة الكيان الصهيوني . وفي مواجهة هذه التحديات التي تواجه الانتفاضة، فإن علينا أن نتسلح بالوعي والتصميم على تحقيق تغيير جذري ديمقراطي وطني وقومي يعزز إستقلالية بلادنا السياسية والاقتصادية ويحقق العدالة الاجتماعية ولتستعيد سورية دورها القومي التقدمي على طريق الحرية والتحرير والديمقراطية والتقدم والوحدة العربية.
التحية للشهداء الأكرم منا جميعاً
التحية للشباب وللجماهير المنتفضة
وعاشت سورية حرة موحدة منتصرة لذاتها ولرسالة أمتها العربية
حزب البعث العربي الاشتراكي
قطر سوريا