بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
صدق الله العظيم
يا شعبنا العربي المسلم في تونس المناضلة والثائرة،
نهنّئك ونهنّئ أنفسنا ونبارك ثورتك على الظلم والاستبداد والطغيان والفساد..، يا شباب الانتفاضة الباسلة، يا من تقفون الآن عند مداخل الأحياء والمدن والقرى.. وتتنظّمون في لجان شعبية لحماية شعبكم وصيانة ثورتكم حتى تحقّق مطالبها في إقامة نظام وطني ديمقراطي تعدّدي يحقّق الكرامة والمساواة والحرّية ويضمن حقّ الانخراط في معارك أمّتنا العربية المسلمة من أجل التحرير والوحدة والانعتاق الاجتماعي ويبني اقتصادا وطنيا قويا ويحقّق النهضة الحضارية الشاملة..، يا من عرفتكم ميادين النضال تدافعون عن عراق العروبة والإسلام..عراق الشهيد صدّام حسين أيّام الحصار والعدوان، يا من دافعتم عن غزّة المقاومة والعزّة.. غزّة الشهيد أحمد ياسين.. يا من شاركتم أمّتكم في كل معاركها، يا أبناء المقاتلين من أجل التحرير أيام الاستعمار الفرنسي المباشر، يا أحفاد من تطوّعوا للقتال في فلسطين في 48.. يا من قال فيكم الشهيد فرحات حشّاد "أحبّك يا شعب تونس الذي امتحنك الدهر وامتحنته فعرف فيك الشجاعة مع الإخلاص وعرف فيك الصبر مع المثابرة.. أحبك في وحدتك عند المصائب وتكتلك أمام الخصم وصمودك أمام العدوان.. وإن دمت هكذا متحدا فوالله لن تغلب أبدا".
يا جماهير شعبنا العربي المسلم في تونس الأبية
لقد حقّقتم إنجازا تاريخيا بإسقاطكم رموز نظام عميل أمعن في الظلم والاستبداد، وحكم البلاد بالفساد والمحسوبية، ودمّر أسس الاقتصاد الوطني، وخدم الامبريالية والصهيونية، وضرب الهوية العربية الإسلامية.. ونهب البلاد والعباد.. ولقد صرتم قدوة لأحرار الأمة العربية الإسلامية لينسجوا على منوالكم، بل أنتم الآن نموذج إنساني رائع لرفض الخنوع والثورة على الاستبداد. فمن حقّنا اليوم أن نفرح وأن نتبادل التهاني، وأن نترحّم على شهداء الكرامة والحرية الذين سقوا أرض تونس المباركة بدمائهم الزكية. ولكن يجب أن لا تنسينا الفرحة أنّ المهمة لم تكتمل، إذ أسقطنا رموز النظام والمطلوب أن نكمل مهمّتنا الثورية بالقضاء على النظام العميل المجرم قضاء تاما تمهيدا لبناء دولتنا الوطنية والديمقراطية التي تعمل على تحقيق الوحدة العربية والتحرر والعدالة الاجتماعية. ولذا وجب التنبيه والتحذير من محاولات الالتفاف على نصرنا وسرقته بإعادة إنتاج نفس النظام مع تغييرات شكلية من خلال الطبخة الجارية الآن بتشكيل ما يسمّى "حكومة الوحدة الوطنية" التي تحوي نفس الوجوه القديمة مع تطعيمها بوجوه لا يختلف جلّها في جوهره عن أذناب النظام العميل، وهو ما يعني استمرار حكم حزب الدستور وشركائه بشكل أو بآخر.
يا جماهير شعبنا العربي المسلم العظيم في تونس العزة والاباء،
ندعوكم وندعو الأحرار والشرفاء في كلّ المنظمات والتنظيمات والأحزاب المناضلة إلى ضرورة التوحّد من أجل تحقيق البرنامج المرحلي التالي :
· حلّ الحكومة والبرلمان ومجلس المستشارين والمجلس الدستوري.. وكلّ الهيئات الصورية للنظام العميل.
· تشكيل حكومة وطنيّة مؤقتة لا يشارك فيها النظام السابق (حزب الدستور وشركاؤه) تتشكّل أساسا من تكنوقراط تنظّم انتخابات حرّة ونزيهة.
· تشكيل مجلس تأسيسي مهمّته سنّ دستور جديد.
· اصدار العفو التشريعي العام.
· حلّ "التجمّع الدستوري الديمقراطي" نهائيا ومحاكمة كلّ من يثبت تورّطه في قضايا إجرام أو فساد من منتسبيه.
· إعادة توزيع المسؤوليات في مختلف الوزارات والإدارات وفق مبدإ الكفاءة لا الانتماء السياسي ومحاسبة من يثبت تورّطه في قضايا فساد أو استغلال نفوذ من المسؤولين في كل المستويات الوطنية والجهوية.
· العمل على استرجاع كلّ الأموال المنهوبة داخل البلاد وخارجها
· مطالبة أي دولة يلجأ إليها المجرمون بتسليمهم لمحاكمتهم
· تطوير عمل اللجان الشعبية المشكّلة من جماهير الشعب لتصبح الأداة الثورية التي تسهر على ضمان هذا التحوّل الثوري وتحرص على عدم الالتفاف عليه وتحويله عن مساره، وتمكينها من منبر اعلامي حر.
· التصدي بحزم لأي تدخل أجنبي في شؤون البلد.
عاشت نضالات شعبنا العربي المسلم في تونس
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
جبهة النضال العربي الإسلامي بتونس
15 – 01 – 2011