نحن واثقون كل الثقة أن الملاحم الأسطورية والانتصارات الماحقة، التي تسطرها المقاومة العراقية الباسلة اليوم، قد أطارت بعقل كل عميل وطائفي ومهووس وحاقد، مثلما أطارت هذه الملاحم والانتصارات بقوات الاحتلال الأمريكي – البريطاني وترسانته العسكرية، ومن خلفهم النظام الإيراني التوسعي الطامع الذي أثبت عبر اجتماعاته الدورية مع الأمريكان دوره المتآمر، ومن تحت أرجلهم أذنابهم من دهاقنة الحكومة العميلة في العراق، وباتوا جميعهم في حالة من الهلوسة والخذلان. فجاءت تهديدات المدعو شريعتمداري لتطلق سكرات الموت لمن التفت حول رقابهم حبال الهزيمة والذل والهوان إن شاء الله.
هذه التهديدات التي نفست عن الحقد الفارسي التاريخي ضد عروبة البحرين والأمة العربية، وجسدت بحق حقيقة أطماع النظام الإيراني الأزلية – سواء تحت قبة الشاهنشاهية أو الملالي – تصدى لها شعب البحرين، طوائف وقوى سياسية ومجتمعية ورسمية، بكل صلابة مطلقاً صيحة مدوية ليس ضد النظام التوسعي القابع في إيران فحسب، بل وعملائه من الطائفيين في المنطقة، ومنها بلدنا البحرين العربي، وردت كيدهم في نحورهم، لكنهم لم يفزعوا إلى جحورهم، بل أرادوها حرباً إعلامية مضللة ومهووسة على الفكر القومي العروبي الأصيل في البحرين، وحامل لوائه التجمع القومي الديمقراطي متناغمين في ذلك مع شعارات اجتثاث البعث، ساعين من وراء ذلك ضرب جذور الانتماء العربي والقومي لشعب البحرين، فراحت بعض الأقلام المأجورة، ونأسف لجريدة الوسط أن جعلت من صفحاتها جسرا لها لإثارة الزوبعات الإعلامية الحاقدة على البعث والعروبة، وإثارة الشكوك المضللة حول صدق توجهات وانتماءات التجمع القومي الوطنية والقومية، كذلك إثارة الحقد والفزع الكاذب ضد كوادر علمية تنتمي لشعب شرده الاحتلال والخونة والقتل والفقر، بينما وجد في البحرين وشعبها الكثير من الكرم والأمن.
إننا ندعو شعب البحرين الكريم، وكافة القوى السياسية والمجتمعية والرسمية للتيقظ والحذر. أن الأقلام والصحف الصفراء التي راحت تسطر من مخيلات بؤسها الطائفي الحاقد وخذلان شعور الهزيمة لامتداداتها الخائنة والعميلة في أرض الرافدين وإيران – مستغلة في ذلك تصريحات كاذبة لأحد غير المأسوف على بقائهم في البحرين – إنما هدفها ليس صرف الأنظار عن التهديدات الحقيقية التي تواجه البحرين فحسب، بل والأخطر من ذلك المساهمة في دعم تلك التهديدات من خلال افتعال معارك وهمية بين شعب البحرين وانتمائه العربي والقومي، وتأليبه ضد أشقائه وواجباته القومية، وطائفنته إلى جانب أعدائه الضامرين الشر والعدوان والأطماع التوسعية له القابعين في قم وطهران. وهي أهداف خطيرة يتوجب على الجميع التصدي لها وإعلان موقف صريح وواضح منها.