يحتفل العالم اليوم بذكرى 8 مارس بيوم المرأة العالمي، هذا اليوم يعتبر يوما مميزا في تاريخ نضال المرأة وكفاحها من أجل حياة أفضل لكافة نساء العالم.
تاريخ المرأة العربية حافل بالنضال والكفاح ولم تكن بمعزل عما يدور في العالم بل كان لها حضورها وعلا صوتها مطالبا بحقوقها، والتاريخ يشهد للمرأة العربية دورها النضالي في الوقوف جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل ضد الاستعمار والاستبداد والظلم والتخلف. خرجت المرأة في المظاهرات المنددة بالاحتلال وساندت مجتمعها بالتبرعات والعمل والتطوع من أجل خدمة مجتمعها، ومناصرة قضايا الأمة العربية في الوحدة والتحرر والعدالة الاجتماعية وجاءت الكثير من المطالب الإصلاحية ساهمت في دفع عجلة حقوق المرأة وبيّنت أهمية تحقيقها خاصة حقوق التعليم والعمل، حيث أن المجتمعات التي كانت ترزح تحت الاستعمار والسلطات التابعة له كانت تعاني من الأمية والفقر والأمراض الاجتماعية التي لم تكن لتعالج ويقضى عليها لو بقيت المرأة محصورة في البيت تقدم الولاء والطاعة للرجل.
واليوم وبعد مسيرة نضالية امتدت لسنوات طويلة نجحت المرأة العربية في كسر أسوار التخلف والظلم الذي حوصرت فيه لقرون وعلا صوتها في منابر البرلمان وفي المنصات الدولية وتقلّدت أعلى المناصب، في بعض الدول العربية، فيما لا تزال نساء في دول عربية أخرى متمسّكات بهذا الحق مصممات على نيله في يوم ما..
إن تحسين أوضاع المرأة ما يزال بحاجة إلى الكثير من العمل والجهد لا سيما في المناطق والبلدان التي ترزح النساء فيها تحت سلسلة من العادات والتقاليد البالية المتخلفة التي تقف حاجزا في وجه تقدم المرأة وتطورها وهذا ما نشهده في العراق في ظل الاحتلال وسيطرة القوى الطائفية المحتلة وفلسطين والسودان وما تعانيه من عنف وظلم واضطهاد وأذى جسمي ونفسي وتهديد واستغلال وتمييز وحرمان من الحرية والأمية المرتفعة بين أوساط الإناث.
وما تعانيه المرأة بما يسمى "بجرائم الشرف" ولم تتوصل القرارات الدولية والمواثيق الأممية إلى حلها بشكل جدري هذه مشكلة تؤرق عدد كبير من المجتمعات العربية بالخصوص حيث يعتبر المساس بعفة المرأة إهانة لشرف العائلة تستوجب إراقة الدم.
إن التجمع القومي الديمقراطي يساند المرأة في الوصول إلى حقوقها وإلى صنع القرار وهذا التطور الذي حدث في مجتمع البحرين يبقى ناقصا ما لم تحصل المرأة على حقوقها كاملة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتشريعية ووضع حد لكافة أشكال التمييز ضدها وتمكين المرأة سياسياً وفتح المجال للمرأة للتعبير عن طاقاتها وإبداعاتها في كافة المجالات. حيث ظهرت مساهمات المرأة البحرينية في العمل الاجتماعي الوطني واستطاعت أن تحصد بعضا من حقوقها إلا أنها مازالت محاصرة بسلطة المجتمع وبعض القوى التي وقفت ضد قانون الأحوال الشخصية الذي ينصف المرأة والأسرة.
أن الاحتفال بيوم المرأة مناسبة لإيصال صوت المرأة، وفرصة لإبراز أوضاع النساء عبر العالم ومستوى التقدم الذي أحرزته على طريق تعزيز مكاسبهن المشروعة. في هذا اليوم تسلط الأضواء على نقاط التقدم والتأخر في مسيرة المرأة والجهود الرامية إلى تحسين أوضاعها في كافة مجالات الحياة. وهي المناسبة التي تقدم فيها بكل التحية والتقدير إلى المرأة على عطاءها وتضحياتها، مع أمنياتنا لها بمزيد من التقدم والتطور.