يحتفل عمال العالم ومعهم البشرية المتطلعة إلى التحرر والعدل والمساواة بالأول من مايو ـ آيار، والاحتفال بهذا اليوم ليس مجرد إحياء لذكرى أولئك العمال الذي ضحوا بأنفسهم جهداً وجسداً من أجل أن يكتسب هذا اليوم صفة الرمز للنضال العمالي في وجه الاستغلال، بل تجسيداً للتوحد العمالي والدفاع عن قضاياهم العمالية وقضايا المجتمعات الوطنية والقومية.
وفي هذه الاحتفالية المجيدة يؤكد تجمعنا القومي أن الوحدة الوطنية والنقابية هي الركيزة الأساسية لنضال الطبقة العاملة، وهي مصدر قوتها، وأن التمسك والالتزام بالثوابت النضالية الوطنية والقومية يعتبر تأكيداً لدور العمال في مسيرة العمل الوطني والقومي، وتعكس رفضها لنهج العولمة الاقتصادية والسياسية ومشاريعها المهيمنة، ويعتبر طريقاً من أجل عالم تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة بين البشر. كما أنه يجب علي العمال على مواصلة جهودهم النقابية لتعزيز حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، وصيانة لوحدتهم واستقلالية حركتهم النقابية، وتعزيز التزامها وارتباطها بقضايا العمال والوطن.
وفي هذا السياق فإن التجمع القومي يدعو الجهات المعنية إلى ترجمة قرار جلالة الملك بتأسيس النقابات الحكومية بما يتناسب مع طموحات وشعبنا وقواه العمالية المناضلة، ويتوافق مع المشروع الملكي للإصلاح الوطني والمعاهدات والقوانين الدولية ذات الصلة. وكذلك تطبيق مشروع التأمين ضد التعطل لما له من أهمية على استقرار الوطن اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً. كما أن التجمع القومي يرى أن المشروع الوطني للتوظيف في إطار إستراتيجية حكومية من أجل خلق المزيد من الوظائف، حيث أنه يمثل فرصة للساعين للحصول على فرص عمل ليجدوا الوظائف المناسبة. وأملنا في أن يكون هذا المشروع أداةً لمعالجة الخلل القائم في سوق العمل المحلي وحل مشكلة البطالة المستشرية في المجتمع البحريني.
وفي ظل الاحتلال الغاشم في العراق وفلسطين، يصطف العمال العراقيون والفلسطينيون بالرغم من سياسات القتل والبطش والدمار التي يمارسها الاحتلال، فإن العمال يصطفون حول وطنهم وأمتهم وقدرها في مقارعة قوى الشر والطغيان لتحرير التراب العربي العزيز من براثن الأعداء.
إن عمال البحرين ومعهم العمال العرب وكل أحرار العالم، يؤكدون تلاحمهم جميعاً في وجه السيناريوهات السوداء المعدة لأمركة العالم، والمعدة لتقسيم دول العالم، بين دول تابعة للإدارات الأمريكية والغربية والصهيونية، وبين دول مناهضة لتلك الإدارات، وذلك من أجل سلب ما تبقى من مقدرات هذه الدول وثرواتها، وجعلها في خدمة الإمبراطورية العولمية. ويأتي رزع الفتن وعوامل العداء المذهبي والقومي والطائفي إحدى سبل تلك الإمبراطورية.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.