أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية
يا جماهير أمتنا المجيدة .
أيها الرفاق البعثيون على امتداد الساحة العربية وأينما كنتم .
يا أسود الرافدين ، يا من أقسمتم على تحرير العراق .
اليوم ونحن نحتفل بذكرى قيام ثورة 17-30 تموز المجيدة في عام 1968 والتي فجرها حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي ، لابد من التوقف عند المحطات الأساسية لانجازاتها الكبرى ، من جهة وعند محطات التآمر عليها بسبب مفاخرها وإنجازاتها ، والذي توج بغزو العراق بتأثير وهم أن العراق سيستسلم للغزاة ، من جهة ثانية ·
إن من ينظر إلى العراق ويحلل طبيعة ما أحاط ويحيط به منذ عام 1988 وحتى الآن يرصد مجموعة حقائق لم يعد بإمكان أحد، مهما كان موقفه من البعث ونظامه الوطني التقدمي ، إنكارها :
1 – إن التآمر على ثورة 17-30 تموز قد تحدد مساره الاستراتيجي مباشرة أثناء وبعد معركة تأميم النفط في عامي 1971-1972، فلقد عرف الاستعمار الغربي والصهيونية العالمية بأن هذه الثورة تتميز بتصميمها على إعادة الثروات العربية إلى أصحابها من سيطرة القوى الرأسمالية والامبريالية الغربية، الأمر الذي يضع الغرب أمام تحدٍ خطير لم يسبق له مثيل، وهو خطر فقدان الثروة النفطية التي كانت ولا تزال القوى الامبريالية الغربية تسرقها من العرب، وتشكل بالنسبة للاستعمار (شريان ودم الحياة) ·
2 – رسالة التأميم للاستعمار والصهيونية أعقبتها رسالة أخطر وهي تسخير موارد النفط لتحرير العراق من أخطر حالات الضعف والشلل ، فلقد شهد العراق انقلاباً جذرياً اجتماعياً واقتصادياً وقانونياً أدى إلى انتهاء الفقر كلياً وجعل الطب والتعليم مجًّانيين ، ودعم الدولة للأسعار ، وإلزامية تعيين خريجي الجامعات ، وبناءِ جيش وطني عظيم ، وإعداد الآلاف من العلماء والمهندسين والخبراء ، في كافة شئون الحياة · ولئن كان تأميم النفط قد كسر واحداً من أهم أعمدة السياسة الاستعمارية الامبريالية المسلطة على الأمة العربية، وهو ضرورة إبقاء النفط تحت السيطرة الاستعمارية ، فإن تسخير موارد النفط لبناء دولة قوية ومجتمع سليم متحرر من أغلب الأمراض المعروفة ، وفي مقدمتها الفقر والأمية ، قد أوصل رسالة خطيرة أخرى أسقطت عموداً أساسياً آخر من أعمدة السياسة الاستعمارية تجاه العراق والامة العربية ومضمون الرسالة واضح ، يقول: لقد انتهى عصر تحييد العرب وإخضاعهم لحالات التخلف والهامشية وأصبح العراق أنموذجاً جذاباً لباقي العرب لتحذو حذوه في تحرير الثروة الوطنية وبناء مجتمع صحي يتمتع فيه أبناؤه بالأمن والاستقرار والكرامة والرفاه ·
3 – إن العراق القوي والمتقدم علمياً وتكنولوجياً والمتمسك بحقوق العرب ، خصوصاً حق تحرير فلسطين قد طرح أمام القوى الغربية والصهيونية العالمية حقيقةً أخافتهم وهي أن العراق قادر على نسف المشروع الصهيوني ليس فقط في فلسطين المحتلة بل بامتداداته العربية ، لأن بناء دولة حديثة وقوية متسلحة بالعلم الحديث ، إضافة للدعم الشعبي والواسع النطاق نتيجة تحرير العراقيين من الجهل والفقر والمرض ، يشكل أهم عوامل ردع التوسع الصهيوني ويقيم توازناً استراتيجياً لأول مرة ، بعد أن كان الكيان الصهيوني يفرض هيمنته المطلقة على الأنظمة العربية منذ هزيمة عام 1967 ، وهو الأمر الذي وضع المشروع الصهيوني الخبيث أمام مواجهة حضارية جادة تضع حداً نهائياً له وتمهد لإسقاطه ·
4 – إن إدراك الغرب أن مصالحه الأساسية وهي النفط أصبحت مهددة نتيجة الأنموذج العراقي القائم على استعادة ثروة النفط ، وإن إدراك الصهيونية العالمية بأن نظام البعث الوطني والتقدمي يملك أكثر من غيره إمكانية إسقاط المشروع الصهيوني ، أديا إلى بروز موقف واضح داخل الأوساط الغربية الاستعمارية والصهيونية العالمية ، يقوم على اعتبار العراق الخطر الأكبر الذي يهدد في آن واحد ما يسمى بـ(المصالح والهيمنة الغربية) ووجود الكيان الصهيوني ·
في ضوء الحقائق السالفة الذكر كان بديهياً أن توضع خطط غربية – صهيونية لإجهاض مشروع النهضة القومية العربية في العراق ، ومحاولة الحد من التأثيرات القوية له ، تلك التأثيرات التي خلقها هذا المشروع في الأقطار العربية الأخرى أو محاولة ضربها ، لذلك كان ما يلي:
1 – إصرار الاستعمار والصهيونية على تغيير طبيعة الصراع لأجل تجريد العراق القوي من مصادر قواه الكثيرة والمتعددة وطنياً وقومياً ·
لقد كان الصراع الأساسي والتناقض الرئيسي ، هو بين حركة التحرر الوطني العربية ، ممثلة بالعراق الجديد والمقاومة الفلسطينية ، ومعهما أعداء الاستعمار والصهيونية الذين وقفوا في جبهة الرفض من جهة ، رغم وجود الكثير من الخلافات بين أطرافه ، وبين أنصار الاستعمار والصهيونية الذين وقفوا ضدهم في معسكر المواجهة التاريخية من جهة ثانية ·
وبتأثير هذا التقسيم السياسي الواضح للقوى السياسية والنظم ، وجد المُناضل العربي أنه يتعامل مع صراعات واضحة المعالم لا تربكه ولا تخلق لديه غموضاً · من هنا فإن الخطوة الأولى والأساسية في القضاء على أنموذج النهضة القومية في العراق كان بتغيير طبيعة الصراع وخلط أوراق التقسيم السياسي للقوى والدول ، وكان إسقاط الشاه محمد رضا بهلوي في إيران ، وصعود الخمينية الخطوة الغربية – الصهيونية الأساسية نحو جعل الصراع الأساسي بين العراق ، الممثِل للمشروع النهضوي العربي ، وبين مشروع الخميني الفارسي المغلف بشعارات إسلامية ، صراعا بين دولتين اسلاميتين تبنت ايران فيه أول ما تبنت خطة إسقاط النظام الوطني في العراق، في وقت كانت شعاراته المرفوعة ضد الشيطان الأكبر والكيان الصهيوني لخلط الأوراق وذر الرماد على العيون ليس إلا !
وبنفس الوقت كانت المخابرات الأمريكية تعمل على تشكيل قوة ثانية تستخدم الدين غطاءً لها ، ففي أفغانستان دعمت ما يسمى ب-(المجاهدين) الأفغان ضد الاحتلال السوفيتي ، لكن الدعم تجاوز ذلك حينما تحول قسم من هؤلاء (المجاهدين) إلى قوى ضد القومية العربية ·
2 – وهكذا أدت هذه الخطط الأمريكية – الصهيونية إلى بروز صراع جديد وخطير ليس بين الاستعمار والصهيونية من جهة وحركة التحرر العربية من جهة ثانية ، كما كان الحال خلال العقود السابقة ، بل بين التيارات الإسلاموية الطائفية وبين القوى الوطنية والقومية والتي كانت القوة الضاربة التي تواجه الاستعمار والصهيونية ! وذلك التغيير الستراتيجي كان أعظم انجاز استعماري صهيوني تحقق ، لأنه أدى إلى إرباك القوى القومية وجرها إلى معارك جانبية داخلية ، ليس فقط بسبب تركيز الحملات الغربية والصهيونية ضدها ، بل أيضاً لبروز (عدو) داخلي جديد وشرس لها سيّس الدين، وهو التيار الإسلاموي الذي وُظف أفضل توظيف في العراق من خلال التكفيريين والذين أتوا محميين بالدبابات الأمريكية كأدلاء للمحتل !
إن من لا يفهم هذه الحقيقة الإستراتيجية المدعومة بالوثائق والمواقف العملية لا يستطيع أن يفهم ما جرى فيما بعد وما يجري الآن ، خصوصاً فهم الأسباب التي دفعت خميني إلى الإصرار على إشعال حرب مع العراق ، والهجوم على البرجين في 11 أيلول – سبتمبر 2001والذي أدى مباشرة إلى غزو العراق ، رغم أن الأخير لا صلة له بذلك الهجوم ·
3 – ولزيادة خلط الأوراق وإرباك الرأي العام العربي فإن التيار الإسلاموي في إيران تبنى شعارات القوميين العرب وسطى عليها ، لأجل تغطية أهدافه التوسعية في الوطن العربي وكسب أوساط عربية تثيرها الشعارات حتى لو لم تكن مدعومة بالأفعال ·
4 – ولإكمال خطة السطو على الشعارات القومية وتحويلها إلى شعارات أممية دينية ظاهرياً ، أنشأت إيران أذرعاً لها في كثير من الساحات ، ترفع شعارات ضد الكيان الصهيوني و"الشيطان الأكبر" ، لكي تستطيع الأخيرة مواصلة تنفيذ خطة تذويب الهوية العربية وإحلال الهوية الطائفية الزائفة محلها، فيكون الولاء لإيران وليس للوطن ، حسب ولاية الفقيه ·
لقد حصل تغيير استراتيجي جوهري بتأثير المخطط الأمريكي – الصهيوني المتلاقي من حيث الجوهر مع المخطط الإيراني الإمبراطوري التوسعي، وتمثل هذا التغيير في اصطفاف كل الأطراف المعادية للقومية العربية ، سواء أتباع إيران أو أتباع أمريكا والكيان الصهيوني ، في معسكر واحد عملياً ، وتمثل ذلك في المشاركة الإيرانية الخطيرة في تدمير العراق منذ عام 1991 وحتى غزوه في عام 2003 ، والتي أكدها محمد خاتمي حين كان رئيساً لإيران بقوله بأنه (لولا المساعدة الإيرانية لما نجحت أمريكا في غزو أفغانستان والعراق) ، واستمر هذا التلاقي الامريكي – الايراني حتى الان ·
أيها المناضلون العرب…
أيها المقاومون على أرض الرافدين .
إن عرض هذه المقدمة الإستراتيجية ضروري جداً للتعامل مع ما يجري بشكل صحيح ، فغزو العراق لم يكن لأسباب تتعلق بما يسمى بـ (الديمقراطية) و(حقوق الإنسان) ، بل أن السبب الحقيقي والأوحد هو تجاوز العراق لكافة الخطوط الحمر الغربية – الصهيونية من جهة، وتحوله بعد الثورة إلى قلعة حصينة منيعة تصد النزعات التوسعية القومية الفارسية ، المتسترة بشعارات إسلامية في ظاهرها أولاً ثم طائفية فيما بعد ، من جهة ثانية ·
إن عراق البعث لم يهدد عملية النهب المنظم للثروة العربية فقط بل هو أوقفها في العراق ، كما أن العراق القوي حجب التوسعية الصهيونية في الغرب والتوسعية الإيرانية في الشرق ومنعهما من مواصلة الزحف والتوسع داخل الأقطار العربية ·
أيها الأحرار في الأمة .
إن غزو العراق كان نتاجاً طبيعياً للحقائق سالفة الذكر ، لذلك لم يكن غريباً على الإطلاق أن تكون إيران القوة الأساسية الثانية بعد أمريكا في تدمير العراق بعد غزوه وفي إشعال الفتن الطائفية واغتيال آلاف الضباط والعلماء بمشاركة صهيونية – أمريكية واضحة ، كما لم يكن غريباً أن تواصل إيران دفع أذرعها العربية كلما تعرضت لمشاكل واحتكاك مصالحها مع الأمريكيين ، لإشعال أزمات هنا أو هناك لتغطية جرائمها التي ترتكبها يومياً ضد العراق أرضاً وشعباً أولاً ، ومحاولة للضغط على الأمريكان والإيحاء أن بمقدورها خلق متاعب لهم في أكثر من قطر عربي ثانياً .
أيها المثقفون الثوريون العرب .
لكن هذه الخطط اصطدمت بصخرة فولاذية لا يمكن إزالتها أو زحزحتها ، وهي صخرة المقاومة العراقية المسلحة ، والتي كان لحزبنا وأمينه العام الشهيد صدام حسين الدور الأول في تنظيمها وإطلاقها وقيادتها · لقد بددت المقاومة أحلام واشنطن وتل أبيب وطهران في الاستيلاء على العراق والاستقرار فيه ثم الانطلاق لغزو بقية الأقطار العربية ، في إطار أكبر مساومة تاريخية بين أمريكا وإيران على حساب العرب وهويتهم القومية وأراضيهم وثرواتهم واستقلالهم ·
إن مشروع غزو العراق لم يكن خطوة واحدة بل كان مسيرةٌ متعددة الخطوات تبدأ بالخطوة العراقية ثم تعقبها خطوات ، وهي غزو باقي الأقطار العربية وتطبيق ما كانت تخطط لنجاحه فيها ، لكن قوة المقاومة العراقية وضعت أمريكا في مأزق تاريخي خطير دفع القادة الأمريكيين للاعتراف بأن (غزو العراق كان أكبر كارثة في التاريخ الأمريكي) ·
لقد أوقفت المقاومة العراقية الزحف الأمريكي- الصهيوني- الإيراني ، وعرقلت كافة المشاريع الإقليمية التي كان يفترض أن تقام بعد غزو العراق ، ومنها (مشروع الشرق الأوسط) سواء كان(الجديد) أو(الكبير) ، وحولت أمريكا من أعظم قوة في التاريخ إلى نمر من ورق · لذلك وبتأثير هذه الحقيقة اضطرت أمريكا وإيران إلى العمل سراً وعلانيةً في محاولات للقضاء على المقاومة العراقية وحزب البعث العربي الاشتراكي · وقد كانت محاكمة شهيد العصر صدام حسين الأمين العام لحزبنا ورفاقه الشهداء والصامدين أمام محكمتهم المهزلة المستمرة حتى اليوم تحت رعاية إيرانية أمريكية ، أنموذجاً صارخاً للتلاقي الستراتيجي الإيراني الأمريكي الصهيوني ضد الامة العربية وقضاياها المصيرية .
إن الاجتماعات السرية وهي كثيرة والاجتماعات الرسمية العلنية في بغداد بين أمريكا و إيران ، كما إن وجود صلة مشتركة بين إيران وأمريكا ، تتجسد من خلال الأحزاب العميلة لإيران والتي تم تنصيبها ، قد حسم الدور الإيراني ووضعه في خانة واضحة واحدة مع الدورين الأمريكي والصهيوني ، لذلك تجاوزت الأحداث خطة إيران ، المدعومة أمريكياً وصهيونياً ، والقائمة على تلميع صورة أتباعها وأذرعها من العرب ، لأن هذه الأذرع تُجمّل وجه إيران إلى حد كبير ، إضافة لكونها الأداة الرئيسية لنشر الفتن الطائفية في الكثير من الأقطار العربية ·
وفي الساحة العراقية كَشفت بعض العناصر التكفيرية ، التي كانت تتغطى بغطاء المقاومة العراقية ، كَشفت عن ارتباطاتها الحقيقية حينما شرعت في عام 2006 بمحاولة شق المقاومة العراقية ، عبر التكفير واستخدام القوة ضد من لا(يبايعها) ، فعُزلت عن الجماهير وانسحبت أغلب كوادرها الوطنية والقومية والإسلامية ·
أما على مستوى الحزب فإن المخابرات الأمريكية حاولت شق الحزب بالاعتماد على خائن أراد أن يسطو على اسم الحزب ، وهو محمد يونس الأحمد ، وحاولت من قبله من خلال أسماء لبعثيين سابقين ، لكن هذه المحاولات كلها قُبرت في المهد وعُزلت عناصرها وحوصرت خارج العراق وخارج الحزب وسقطت كافة المحاولات في التسلل إلى الحزب · ونتيجة لهذا الفشل نرى بعضاً من هذه العناصر ترفع شعار(وحدة الحزب) في مسعى بائس وغبي لتضليل مناضلي الحزب خارج العراق ، من خلال دغدغة مشاعر البعض مستغلة قسوة الحياة في المهجر ·
يا أبناء الرافدين .
أيها المجاهدون .
أيها البعثيون الصامدون حتى التحرير والنصر .
إن وحدة الحزب لا تقوم على توحيد البعثيين الحقيقيين بمن كانوا ذات يوم في صفوف الحزب ، لكنهم طُردوا منه لخروجهم على مبادئه القومية والوطنية وقواعد التنظيم فيه وضوابطه ، بل إنها تقوم أولاً وأخيراً على التمسك بمبادئ الحزب ونظامه الداخلي ، والحرص قبل كل شيء على عدم خلق البلبلة داخل صفوفه وتوسيع دائرة الأراجيف التي تبنتها معظم أجهزة المخابرات العربية والدولية للنيل من الحزب وقياداته التاريخية ، خصوصاً في ظل احتلال يريد الآن السطو على اسم الحزب من أجل إتمام العملية السياسية في العراق واجتثاث المقاومة بعد أن فشل في اجتثاث البعث ·
يا أبناء الرافدين .
أيها المجاهدون .
بعد مرور خمس سنوات على الغزو تتضح دون أي لبسٍ أو غموض حقيقة أن إسقاط نظام البعث الوطني والقومي في العراق كان نتاج مخطط أمريكي – صهيوني- إيراني قام على هدف تدمير النهج القومي والوطني ومشروعه الحضاري العربي الإسلامي النهضوي الكبير ، لأنهم رأوا فيه قدرته على توحيد الجماهير لدحر الاستعمار والتصدي للصهيونية والأطماع الفارسية التوسعية، لذلك واستناداً إلى ما تقدم فإن حزبنا يؤكد على :
1 – إن من اختلف مع البعث قبل الغزو عليه أن يتذكر بأن إسقاط نظام البعث كان بسبب هويته القومية العربية وتمسكه بالمصالح الوطنية العراقية ، ولذلك فإن تجاوز عُقَد الماضي ضروري جداً لتوحيد النضال وآليات المواجهة بين كافة القوى الوطنية الحية في العراق وفي الوطن العربي ، ويتمثل في جبهات وطنية وقومية تحشد الطاقات الجماهيرية ضد الغزو وكاستجابة مسئولة واعية للتحديات التي تواجه أمتنا في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا والسودان والصومال واليمن وبقية الأقطار العربية ، التي باتت مهددة بسياسة التشرذم الطائفي المذهبي والعرقي ، حتى لا تكون العواقب خطيرة جداً على المستقبل العربي برمته ·
2 – إن المحافظة على وحدة الحزب ، خصوصاً في العراق ، وإبعاد شبح الانشقاقات أو الدعوات المشبوهة ، التي تقوم على تمييع هويته القومية والوطنية ، ليست مهمة حزبية بعثية فقط بل هي مهمة كل وطني عربي يريد المحافظة على عروبة العراق المهددة بشكل جدي من خلال تلاقي المصالح الأمريكية – الإيرانية – الصهيونية · لقد أثبتت السنوات الأولى من الغزو بأن حزبنا في العراق كان ومازال القوة الوطنية الأكثر تنظيماً والذي يشمل كل العراق ، ويملك القدرات العسكرية البشرية والخبرة السياسية لقيادة النضال حتى يتم طرد الاحتلال واجتثاث إفرازاته · لذلك يجب أن نلفت النظر إلى حقيقة أن من يريد تحرير العراق فلا مناص له من التعاون مع البعث من أجل تحقيق ذلك الهدف ، وبدون التعاون مع البعث فإن عملية التحرير ستصبح أكثر تعقيداً ·
3 – إن القيادة القومية ، وإدراكاً منها لخطورة ما جرى وما يجري تؤكد بصدق التزام البعث بإستراتيجية تقوم على أن يكون العراق المحرر ديمقراطياً متمتعاً بنظام سياسي تعددي ائتلافي يقوم على الانتخابات التنافسية الحرة ، وإن حزبنا في العراق ، وكما أعلن الرفيق المناضل عزة إبراهيم الأمين العام للحزب ، في كلمة بُثت مقاطع منها من فضائية العربية عصر يوم 15 / 7 / 2008 مصممٌ على تحرير العراق وأن يجعل من هذا العام عام حسم ، دون أي مساومات أو صفقات ، لذلك نشير إلى موقف البعث الثابت وهو رفض الاتفاقيتين الأمنية والاقتصادية مع الاحتلال الأمريكي ، رفضاً قاطعاً وكاملاً ، ونؤكد للجماهير العربية ، بأن قيادة البعث والعراق الواحد الموحد بعد التحرير ستسقط كل اتفاقية أو قانون وضعه الاحتلال ·
4- إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تؤكد على أن العمل المشترك لفصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق مع القوات المسلحة الوطنية العراقية المقاتلة في ميدان المواجهة التاريخية على أرض العراق هو الأساس المادي والسياسي لتحرير العراق ·
أيها الرفاق المناضلون في كل مكان .
أيها المجاهدون المرابطون على أرض الرافدين .
إن ثورة 17-30 تموز المستندة إلى إرث نضالي تاريخي وثروة هائلة من الانجازات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية في العراق ، قد فتحت طريق التحرير الشامل أمام العرب ، وكانت أم المعارك ومعركة الحواسم عنواناً كبيراً للمواجهة التاريخية مع الامبريالية والصهيونية والأطماع الفارسية ، ولكن الاستعمار وأعوانه والمتلاقين معه يحاولون اليوم- وبئس ما يحاولون- غلق هذا الطريق بواسطة غزو العراق ومحاولة اجتثاث البعث ، الذي تُجسد أهدافه ومبادئه ومسيرته النضالية الضمانة الاساسية للحفاظ على الهوية القومية للأمة العربية ، لذلك فإن قيم الإنصاف والعدل والحقيقة تفرض التعامل مع هذه الثورة بصفتها إنجازاً تاريخياً عظيماً ونادراً تحقَقَ من خلال تضحيات جليلة وكبيرة على أرض الرافدين بامتداداتها القومية والإسلامية والإنسانية ·
– تحية للبعث بطل ثورة 17-30 تموز المجيدة ·
– المجد لذكرى الرفيق المرحوم أحمد حسن البكر والشهيد صدام حسين بطلا تفجير الثورة ولكل شهداء الثورة ، وشهداء العراق في ذكرى الثورة الخالدة ·
– عاشت المقاومة العراقية المسلحة ، الممثل الشرعي والوحيد لشعب العراق التي ترسم فجر الأمة وفجر تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ·
– تحية إكبار وإعزاز لقائد الجهاد والتحرير الرفيق عزة إبراهيم الأمين العام لحزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر وليخسأ الخاسئون.
القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
مكتب الثقافة والاعلام
في 17 من تموز 2008 م