"يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"
تشكل انتفاضة الشعب العربي الأحوازي في الأسابيع القليلة الماضية والتضحيات الغالية التي يقدمها في وجه السياسيات العنصرية الإيرانية ردة فعل طبيعية على محاولات النظام الإيراني ولا سيما في هذا الوقت بالذات لاستثمار حالة التردي والضعف التي تعيشها الأمة العربية بعد احتلال العراق، والرضا الأمريكي عن دوره هناك، ليواصل تذويب الهوية العربية لهذا الجزء الغالي من وطننا العربي الكبير الذي كانت له سيادة كاملة على أرضه منذ آلاف السنين، ولكن نتيجة تآمر ومساعدة القوى الكبرى لرضا بهلوي تم احتلال هذه الأرض العربية عام 1925 وفرض شعبنا العربي الذي يشكل اكثر من 95 في المئه من سكانها قبول الامر الواقع. ولكن الصراع الحضاري والتاريخي بقي مستمراً منذ يوم الاحتلال، وانتفاضة الشعب العربي الأحوزاي المباركة هذه الأيام ليست بجديدة او حدث لحظات آنية، بل هي امتداد لنضال طويل امتد منذ عام 1925 من انتفاضة الغلمان وانتفاضة الحويزة وانتفاضات بني طرف وبني كعب والهواشم والسواعد وكافة أبناء شعبنا العربي هناك. وكانت تلك الانتفاضات هي التعبير الحي والمتجدد للدفاع عن النفس والأعراض والممتلكات، ولمقاومة سياسات التهجين والتهجير التي تعاقبت الأنظمة الإيرانية على ممارستها طوال عقود من الزمن لا فرق في ذلك بين نظام الشاه المقبور والنظام الحالي، الذي تفوق حتى على نظام الشاه في ممارسة تلك السياسات العنصرية علاوة على استمرار احتلاله للجزر العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، إلى جانب دوره المشبوه في تسهيل الاحتلال الأمريكي للعراق، والدور الطائفي البغيض الذي يلعبه اليوم هناك.
وللأسف نقول مرة أخرى، أن جميع ذلك يجرى بظل تغاضي وتواطؤ النظام الرسمي العربي وجامعته وإعلامه عما يحدث في الأحواز العربية، كما هو الحال بالنسبة لتعامل هذا النظام مع كافة القضايا العربية المصيرية، الأمر الذي يسهل على النظام الإيراني تزوير حقيقة ما يجري هناك وتصوير الأوضاع على أنها مجرد أحداث أمنية عابرة، في حين أنه يقوم بارتكاب المجازر واعتقال المئات من أبناء الشعب العربي الأحوازي. وقد يكون بمقدور النظام الإيراني في ظل هذه الأوضاع العربية البائسة من ضرب انتفاضة الشعب العربي الأحوازي الحالية، لكنه لا يستطيع الآن وفي المستقبل من وقف دفاع الأحوازيين العرب عن عروبتهم وتطلعهم لاستقلالهم، وهو لم يستطع ذلك عبر عشرات السنين، وتعاقب الأنظمة على السلطة في إيران. أن تعاظم وانتصار مقاومة الشعب العراقي البطلة للاحتلال الأمريكي وعملائه عملاء الشعوبية في نفس الوقت سوف تمد انتفاضة الشعب العربي الأحوازي بالعزيمة والإصرار، وستعزز نضالات الشعب العربي الأحوازي في مواصلة نضاله والحفاظ على هويته.
عاشت انتفاضة الشعب العربي الأحوازي
الخزي والعار للشعوبية وعملائها وتابعيها الطائفيين