أن التجمع القومي الديمقراطي ومعه كل أبناء الأمة العربية وأحرار العالم يشاركون ويباركون شعبنا العربي في مصر العروبة انتصاره التاريخي على ظالميه وجلاديه، وانتزاع حريته وكرامته بعز وإصرار وإيمان قل نظيرهم.
أنه يحق لشعب المحروسة أن يتباهى بنصره وبمجده البطولي بعد أن فجر هذه الثورة العظيمة واستطاع من خلالها استرجاع كرامته المسلوبة وحريته المنهوبة بعد ما يزيد على ثلاثة عقود من حكم الظلم والقمع في عهد حكم مبارك الفاسد البائد.
وحقاً لشعب مصر وحقاً لنا جميعاً أن نفرح ونفخر بهذه الثورة المباركة التي أعات لنا مصر، وأعادت لها عزتها وقوتها، وأكدت أهمية حضورها القومي والإقليمي، بعد أن ظل هذا البلد العربي وثقله التاريخي والحضاري مرهوناً بسياسات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الصهاينة والقوى الغربية، وبعد أن قدم نظام "مبارك" لهذه القوى كل غطاء التآمر ووفر لها "الشرعية العربية" لكل جرائمها التي ارتكبتها في العديد من الأقطار العربية، سواء في فلسطين والعراق أو لبنان وغيرها.
فنعم الثورة ثورتكم أيها الشعب العظيم، ونعم الصمود صمودكم، فقد رفعتم رؤوسنا وأعليتم هاماتنا وأثبتم للعالم أجمع، أن الشعب المصري، شعب ثائر يرفض الظلم والاستبداد، وأنكم شعب بطولة وإباء ومجد يرفض الهوان والذل، وأنكم شعب يعشق الحرية والعدالة والكرامة.
كل التحية لشعب الكنانة "خير أجناد الأرض" وتحية لكل شباب مصر مفجرو الثورة وصناعها الحقيقيون، وتحية عز وتقدير لكل التضحيات التي قدمها هؤلاء الشباب الأبطال من أجل تحقيق هذا الانتصار العظيم، هؤلاء الشباب اللذين أثبتوا بصبرهم وكفاحهم، أنهم أقوى من كل سياط القمع والرعب والخوف وأنهم بحسهم الوطني الطاهر استطاعوا هزيمة الطغاة، وإفشال كل محاولات النظام البائد وزمرته الفاسدة بالالتفاف على الثورة أو حرفها عن أهدافها النبيلة المشروعة.
وهكذا فأن الشعب المصري البطل بإرادته الخلاقة، وبثورته الشعبية الفريدة تكون مصر قد أنجزت مقدمات التغيير الكبرى وتدشين عصراً جديداً لها وللأمة العربية وباتت هناك حقيقة ساطعة كالشمس، وهي أن ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر العزيزة، قد أعادت صياغة وعي جماهير أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج، وأن هذه الثورة قد قدمت نموذجاً بطولياً رائعاً مفعماً بالأمل والثقة بإمكانية تغيير الواقع نحو الأفضل، لقد قدمت مصر وشعبها العظيم ما عليها تجاه الأمة العربية، وحانت ساعات رد الوفاء والجميل لهذا الشعب ولثورته الباسلة.
أن الثورة الشعبية المجيدة في تونس ومصر قد افتتحت عهداً جديداً للبطولة وللانقلاب على الواقع العربي الفاسد , فقد أعادت الاحترام للأمة العربية جمعاء , عززت ثقتها في ذاتها ,وصلبت إرادة جماهيرها , وحفزتها على امتداد الوطن العربي على الانتفاضة والثورة لتمسك بزمام أمورها وتتحكم في أقدارها ومصيرها بعد قرون من الانحطاط والسيطرة الأجنبية وعبث أنظمة الاستبداد والفساد والتخلف والتبعية , وهي امتداد ورديف ومدد لقوى المقاومة في فلسطين والعراق .
أن تفاعل الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج وتجاوبها مع الثورة الشعبية في تونس ومصر قد أعاد تأكيد حقيقة وحدة الأمة العربية, وحدة نضالها وثورتها, وحدة وجدانها ومصيرها.
أننا كجماهير عربية وقوى سياسية وطنية وقومية مطالبين بمساندة هذه الثورة العظيمة بكل ما نملك من إمكانيات وإلى ابعد مدى ممكن حتى تتمكن هذه الثورة من اجتياز الطريق بنجاح وإرساء أسس بناء نموذج مصر العدالة والحرية والديمقراطية، كما نحن مطالبون بأن نبني من حول هذه الثورة سياجاً يحميها في بعديها الوطني والقومي من كل عوامل الغدر ويحفظها من "سراق الثورات" ومن "نهازي الفرص" وخيانة المتآمرين من داخل مصر وخارجها.
كما ندعو الأنظمة والحكومات العربية، أن تقرا الرسالة القادمة من مصر قراءة واعية، لأنها رسالة بالغة الوضوح والمعاني، وأن تستوعب الدرس لأنه ملئ بالعبر، وعليها الإصغاء جيداً إلى مطالب شعوبها والتجاوب مع حقوقهم المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، فقد أصبح ميدان التحرير في مصر سراجاً وهاجاً، وإلهاماً مبدعاً لكل الأحرار الثائرين ولكل الناس المظلومين المقهورين.
كل التهنئة والإجلال لشعب مصر العظيم
وكل التحية للشهداء الذين صنعوا هذا الانتصار
عاشت مصر المحروسة حرة عزيزة كريمة
البحرين 12 يناير 2011م التجمع القومي الديمقراطي
مملكة البحرين