تمر علينا هذه الأيام الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس والقائد صدام حسين رحمه الله الذي جرى اغتياله صبيحة عيد الأضحى المبارك في مثل هذا اليوم من العام الماضي، على يد المحتل الأمريكي وأذنابه من القوى الطائفية والعميلة، بعد أن صدر القرار الأمريكي – الصهيوني والإيراني بإعدامه للتخلص من أهم الضمانات الأساسية لحفظ وحدة العراق ووحدة شعبه التي تعد القاعدة الضرورية للتعجيل بتحرير العراق من الغزو الأمريكي – الإيراني.
لقد جاءت عملية الاغتيال بهذه الصورة الوحشية، والمجردة من كل القيم الأخلاقية والإنسانية، لتقدم الدليل على حجم تواطؤ هذه القوى والأطراف في تدمير العراق والتآمر على الأمة العربية، في إطار نهج وإستراتيجية مدروسة تقوم على تفتيت الأمة العربية عبر إثارة الفتن الطائفية والعرقية انطلاقاً من العراق إلى بقية أقطار الوطن العربي، وقد ظنوا هؤلاء الأشرار – واهمين – أن اغتيال الشهيد صدام حسين سوف يفتح أمامهم الأبواب لتمرير مخططاتهم الشريرة والتخلص من تأثيراته وتطلعات الجماهير العربية إليه كقائد شجاع نذر نفسه من أجل العراق والأمة، ورمزاً من رموز عزتها، ولكن أحلام المحتلين وعملائهم قد خابت ووقعوا في شر حساباتهم وأعمالهم الإجرامية، عندما تحول الرئيس صدام – بالموقف الاستشهادي غير المسبوق – إلى رمزاً ووهجاً مشعاً للبطولة والتضحية، وقدم نموذجاً فذاً في التمسك بالمبادئ وقيم الحرية والكرامة، وهكذا كان صدام حسين الحي جسدياً مصدر رعب للأمريكان والصهاينة ولكل قوى الشر، وصار بعد استشهاده كابوساً يقض مضاجع أعداء الإنسانية والحرية، فقد الهم كل الضمائر الحية وحرك كل النفوس المترددة والخائفة لمواجهة الظلم والعبودية والاستعمار.
إن اغتيال الرئيس الشهيد صدام بالسرعة التي تم بها وبالتوقيت الذي اختير له يؤكد أن المحتل الأمريكي يريد أن يغطي هزائمه المدوية في العراق، ويريد تعويض فشله وسقوط مشاريعه الخبيثة من خلال الإسراع في التخلص من الرمز التوحيدي للعراق وللعراقيين ودفع البلاد إلى حالة من الاقتتال والفتن والحرب الأهلية، وإجهاض انتصارات المقاومة العراقية الباسلة، هذه المقاومة التي استطاعت في البداية أن تستوعب حالة الصدمة النفسية التي أعقبت اغتيال الشهيد صدام حسين، ثم شرعت في الرد الحاسم على المحتلين وعملاؤهم مؤكدة وبصورة عملية وحاسمة أن أفضل أشكال الثأر للشهيد صدام حسين هو الإسراع بتحرير العراق وطرد الغزاة وإسقاط كل مشاريعهم الشريرة في هذا البلد العربي.
إن هذه المقاومة البطلة هي البذرة الطيبة التي غرسها الشهيد صدام حسين في تربة العراق الطاهرة وصارت اليوم عنواناً للبطولة والشجاعة في مقارعة المجرمين الغزاة والعملاء ونحن نقف اليوم وقفة عز وإجلال في الذكرى الأولى لرحيل الشهيد صدام حسين فانه خير ما يمكن أن نقدمه كقوى وطنية وقومية – في هذه الذكرى – هو الالتفاف حول المقاومة العراقية البطلة ومشروعها الوطني ودعمها بكل السبل المادية والمعنوية والإعلامية حتى بلوغها هدف التحرير وعودة العراق حراً موحداً عربياً، ومواصلة طريق المبادئ والحرية والاستقلالية الذي شقه الشهيد صدام حسين بشجاعته وعنفوانه وحبه للعراق والأمة العربية، والمضي قدماً في استكمال بناء المشروع القومي الوحدوي الذي هو ملك للأمة بكافة قواها وفصائلها الوطنية والقومية، لأنه هو الطريق الوحيد المؤدي إلى خلاص الأمة وهزيمة الأعداء وكسر شوكتهم وغطرستهم مهما طالت المنازلة.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.